الإثنين، 08 ديسمبر 2025

01:15 ص

الإمارات تتقدم 8 مراكز، تحول جديد في استقطاب المواهب العالمية وتفوق خليجي أمام أمريكا

الأحد، 07 ديسمبر 2025 11:47 م

 استقطاب المواهب العالمي

استقطاب المواهب العالمي

ميرنا البكري

شهد عام 2025 تحولًا واضحًا في حركة المواهب العالمية، حيث تباطأت الهجرة العمالية، لأول مرة منذ عام 2020، مما يعكس تحولًا كبيرًا في الوجهات المفضلة للأفراد ذوي المهارات العالية. 

ووفقًا للتقرير الصادر من شركة BCG، تراجعت حركة الأفراد ذوي المهارات المتقدمة بين الدول بنسبة 8.5%، أي حوالي 220 ألف شخص، ما يعكس حالة من الحذر في اتخاذ قرارات الانتقال الدائم للعمل في الخارج.

Global Talent Mobility Operations: Managing Talent Across the World
 المواهب العالمية

الدوافع الثلاثة للفتور العالمي في حركة المواهب

تضمن التقرير 3 عوامل اقتصادية وسياسية كبحت الحركة العالمية لانتقال المواهب:

1.الضبابية الجيوسياسية، فالأفراد خاصةً ذوي الكفاءة العالية، يفضلون الاستقرار في الوقت الحالي بسبب حالة عدم اليقين العالمي، سواء كانت نزاعات أو تقلبات سياسية، وهو ما يجعل قرار الانتقال لبلد جديد مغامرة غير محسوبة، وبالتالي يفضلون البقاء في بلادهم أو اختيار وجهات أكثر استقرارًا.

2.تراجع أسواق التوظيف، فأدى التباطؤ الاقتصادي في عدد من الاقتصادات الكبرى لضعف عمليات التوظيف، فلم تعد الشركات الكبيرة تفتح أبوابها للتوظيف الدولي بنفس الوتيرة، مما قلل من دافع المهنيين للانتقال نظرًا لأن الفرص المتاحة أصبحت أقل جاذبيةً.

3. التحول في سياسات الهجرة، فالإجراءات الأكثر صرامة في دول كانت تعتبر ملاذًا للمواهب، مثل كندا والمملكة المتحدة، كانت بمثابة ضربة قوية لحركة التنقل العالمية، وهذه السياسات التي غالبًا ما يتم تطبيقها لحماية العمالة المحلية، مما يؤدي إلى تأثير فوري يتمثل في انخفاض حصة هذه الدول من إجمالي المواهب المتنقلة دوليًا.

اللافت أن هذا التباطؤ كان أقل تأثيرًا على مواهب الذكاء الاصطناعي، مما يؤكد أن الطلب على هذه التخصصات أصبح قويًا للغاية وبالتالي ويعكس أولوية العالم الآن للتحول التقني.

 الشرق الأوسط يسرق الأضواء، الخريطة تُرسم من جديد

في الوقت الذي تتباطأ فيه الحركة العامة، يظهر منعطفًا قويًا في اتجاه الجذب نحو دول الشرق الأوسط، وتحديدًا الإمارات والسعودية، فأصبح الشرق مركزًا عالميًا للمواهب وتجاوز بعض المراكز الغربية الراسخة.

يُعد صعود الإمارات إلى مصاف أفضل 3 وجهات للمواهب عالية المهارة والذكاء الاصطناعي إنجاز استثنائي عظيم، بعدما جذبوا 178 ألف محترف في عام واحد، وهو ما يدل على نجاح استراتيجياتها طويلة الأمد في تسهيل الإقامة، وضخ الاستثمارات في القطاعات المستقبلية، وبالتالي أصبحت بديلًا استراتيجيًا للمواهب التي تبحث عن فرص نمو في بيئة مستقرة وداعمة للتكنولوجيا.

تلعب المملكة العربية السعودية دورًا هامًا خاصةً في موضوع الاحتفاظ بالمواهب، فيشير التقرير إلى انخفاض نسبي في تدفق المواهب خارجًا، مما يعني أن المجهود لا يقتصر فقط على الجذب بل على خلق بيئة عمل وإقامة جاذبة تجعل المهنيين يرغبون في الاستمرار ضمن مشاريع  التحول التي تدعم رؤية 2030.

الإمارات الأولى عالمياً في مؤشر جاهزية البنية التحتية للاتصالات
الإمارات التاسعة عالميًا في تنافسية المواهب العالمية 2025

سويسرا في الصدارة، والإمارات العربية ضمن قائمة العشرة الأوائل

نستعرض الآن نتائج التنافسية العالمية للمواهب لعام 2025 بحسب التقرير الصادر من المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD)، حيث غطى هذا التصنيف 69 دولة حول العالم، موضحًا أداء الاقتصادات الكبرى في جذب الكفاءات، وفيما يلي قائمة الـ 10 الأوائل التي تسيطر على هذا المشهد التنافسي:

الترتيبالدولة
المركز الأولسويسرا
المركز الثانيلوكسمبورج
المركز الثالثأيسلندا
المركز الرابعمنطقة هونج كونج الإدارية الخاصة
المركز الخامسهولندا
المركز السادسالسويد
المركز السابعسنغافورة
المركز الثامنالدنمارك
المركز التاسعالإمارات العربية المتحدة
المركز العاشرالنمسا

جاءت سويسرا في المركز الأول للتصنيف العالمي للمواهب 2025، وهي تحافظ على هذا المركز منذ عام 2021 مما يدل على امتلاكها نظام متكامل والاستثمار بقوة في تطوير المواهب المحلية وتعرض أيضًا أفضل الحوافز المالية، ما يضمن جاذبية عالية للكفاءات الدولية.

واحتلت الولايات المتحدة الامريكية المركز الـ 22 متراجعة بمركز واحد عن عام 2024، أما كندا فجاءت في المركز الـ 11 بارتفاع 8 مراكز عن العام السابق.

كما استمر صعود الدول العربية في التنافسية العالمية للمواهب 2025، باحتلال السعودية المرتبة الـ31 بارتفاع مركز واحد عن العام السابق، مما يدل على قوة الشرق الأوسط في جذب المواهب العالمية.

اقرأ أيضًا:

على خطى ترامب، بريطانيا تدرس إلغاء رسوم التأشيرات المواهب العالمية

ترتيب الإمارات في التنافسية العالمية للمواهب من IMD

 البقاء في الصدارة والمراكز التقليدية المتراجعة

حافظت الولايات المتحدة الأمريكية على مكانتها كأكبر قوة جاذبة للمواهب على مستوى العالم، ورغم التباطؤ العام في الحركة وصعود المنافسين الجدد في تصنيف التنافسية العالمي 2025، إلا أن حصتها السوقية من إجمالي المواهب المتنقلة دوليًا ارتفعت بنسبة 2.4%، وكان هذا التفوق كان أكثر تركيزًا في مواهب العلوم والتكنولوجيا (STEM)، حيث بلغت الزيادة 3.3 في هذا النوع من الكفاءات، وبالتالي تعكس هذه الإحصائيات أن قوة أمريكا تكمن في عمق سوقها الابتكاري وقدرتها المستمرة على توفير فرص عمل.

في المقابل، تراجعت كندا والمملكة المتحدة في تصنيف STEM إلى المركزين الرابع والثالث على التوالي، ويعود هذا لسياسات الهجرة الأكثر تعقيدًا، فتعتبر كلًا من الحرية الاقتصادية وسهولة الهجرة عملتان ثمينتان لا يمكن التخلي عنهما في سباق المواهب العالمي.

وبحسب التقرير، شهدت ألمانيا تراجعًا بنسبة 9% في تدفق المواهب، كما أن زيادة هجرة المواهب منها زاد بنسبة 3% في 2025 مما يمثل تحديًا اقتصاديًا كبيرًا خاصةً لارتباطه بتباطؤ قطاع التصنيع، مما يعكس أن الدول التي لا تتكيف بسرعة مع التحول الرقمي ستواجه عقوبات في الاحتفاظ بمواهبها العالمية والمحلية.

أبرز التوقعات والتداعيات الاقتصادية المستقبلية

1. يُتوقع استمرار صعود الشرق الأوسط في السنوات المقبلة، كما ستواصل الإمارات والسعودية في النمو لعدة سنوات مقبلة، مدفوعًا باستمرار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية، وبالتالي تتحول المنطقة بشكل متزايد إلى قطب ابتكار وليس مجرد مركز مالي.

2. قد تزداد حرب المواهب قوة، وبما أن الحركة الإجمالية تتباطأ، فبالتالي تكون المنافسة بين الدول على الـ 2.4 مليون محترف متنقل ستكون أكثر شراسة، فقد تلجأ الدول التي تراجعت مثل كندا والمملكة المتحدة إلى مراجعة سياسات الهجرة الخاصة بها لتقليل خسائرها.

3. تهيمن الهند على تخريج مواهب الذكاء الاصطناعي فهي تسيطر على سبع من ضمن أفضل عشر جامعات تخرج مهنيين في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يؤكد دورها كقوة عظمى في تصدير المواهب للعالم، ونتيجة لذلك تصبح الهند شريكًا اقتصاديًا لا غنى عنه للدول الجاذبة للمواهب.

4. يشير التباطؤ الأقل حدة في مواهب STEM/AI مقابل باقي المهارات إلى أن الوظائف التقليدية (غير التقنية) من الممكن أن تواجه صعوبة في التنقل الدولي، فالأولوية ستكون للمهارات القادرة على دفع عجلة التحول الرقمي.

7 global talent trends for 2020 | HRD Asia
مواهب STEM

في النهاية، ما حدث في عام 2025 لم يعد مجرد تباطأ في حركة المواهب العالمية بل يعتبر إعادة رسم للخريطة بالكامل، فأصبح المشهد العالمي يتوقف على عاملين هما الاستقرار السياسي وقوة سوق التكنولوجيا، مما جعل الكثير من الأفراد يعيدون التفكير قبل اتخاذ أي قرار هجرة.

وبرغم أن حركة المواهب تباطأت عالميًا، إلا أن هناك خط صاعد وواضح في المنطقة التي لم يكن يُتوقع لها أن تصبح لاعب أساسي من 10 سنوات فقط "الشرق الأوسط"، فجاءت الإمارات في المركز الـ 9 عالميًا قي تصنيف التنافسية متفوقة على الولايات المتحدة وكندا.

كما أن السعودية وقطر والكويت يبنون جذور قوية للاحتفاظ بالمواهب قبل جذب الجدد، وبالتالي  يتضح أن المنطقة تنافس على الصدارة.

أما الهند،  فأصبحت "المصنع العالمي" لمهندسين الذكاء الاصطناعي، فـ 7 جامعات من أفضل 10 في العالم هناك، مما يؤكد أنها ستظل مصدر رئيسي لأي دولة تقود التكنولوجيا.

تقبل دول العالم على عصر المنافسة به ليس على رأس المال، بل المنافسة على "العقول"، والدول التي تعمل على توفير بيئة مستقرة وسياسات مرنة، واستثمارات كبيرة في التكنولوجية هي التي تقود السباق.

أقرأ أيضًا:

الصين تطلق تأشيرة «كاي» لجذب المواهب ودعم اقتصاد الابتكار

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search