الدكتورة هدى محمد صلاح تكتب: جدلية الثقافة بين الالتزام القيمي وتحقيق الإطار التنموي

الإثنين، 20 أكتوبر 2025 12:03 ص

هدى محمد صلاح

تمثل الثقافة وما ينبثق عنها من محاور وأنشطة وخدمات ومنتجات ثقافية، الركيزة الأساسية لأهداف التنمية المستدامة؛ بل تعد التنمية الثقافية الشاملة والمستدامة أولى الخطوات الأساسية في تعزيز قيم الأجيال السابقة وحفظ التراث بجميع أشكاله من جهة، ومن جهة أخرى تساهم بشكل فاعل ورئيس في تصحيح مسار الأجيال الجديدة بالاتجاه نحو القيم الجيدة والإيجابية والحفاظ على التراث المجتمعي من حالة التشوه القيمي وانتشار الظواهر المجتمعية السيئة؛ الناتجة عن الانفتاح المعرفي والتقني؛ حيث باتت التنمية الثقافية أمرًا ضرورياً وإلزامياً لغرس القيم الثقافية والمبادئ السامية لاسيما في النشء، فضلاً عن التوعية بأهمية وأهداف التنمية المستدامة والعادلة في كل ربوع الدولة وكيفية تفعيل تلك الأهداف وتعزيزها، علاوة على العمل بشكل جاد على تحقيق تلك الأهداف؛ وذلك لانتشار المواقع الثقافية في جميع المناطق سواء العامرة أو النائية منها، فضلاً عن المناطق الحدودية، وبصفتها مكان يستهدف جميع فئات الشعب دون النظر إلى مستوى تعليمي أو عمري أو نوعي.

ويعد مصطلح الثقافة مصطلحًا معقدًا ومتعدد الأوجه، حيث يُثار عادة على أنه قطاع الفنون والثقافة الواسع والشامل أو طرق حياة وهويات جماعية.

وقد زادت النقاشات حول قيمة الثقافة وقيمة (التنمية المتصورة) للاقتصاد الإبداعي الناشئ، إلى أن تقاطعت أجندات السياسات الثقافية والاستدامة، حيث أوضحت نظريات مختلفة العلاقة بين الثقافة والاستدامة والتي كانت تفترض دائمًا استخدام الثقافة أو مظاهرها أو تشغيلها، كأداة أو كموضوع للاستدامة، وقد بات يتردد صدى الثقافة بمختلف أشكالها على مستويات عديدة من حياة الناس اليومية، مما يجعلها وسيلة مثالية للتعبئة الاجتماعية والاقتصادية.

فيما تمثل الثقافة مؤشراً مهماً لقدرة الأمة على التقدم والازدهار؛ ذلك لأن الثقافة تعمل على صياغة أفكار الأفراد، فيما نجد القيم الثقافية أمراً حتمياً في عملية التقدم البشري؛ لأنها تتبنى طريقة تفكير الفرد بشأن عملية التقدم، فضلاً عن كون القيم الثقافية تعمل على تشكيل المبادئ الرئيسة التي تنظم حولها النشاط الاقتصادي، والذي بدونه -النشاط الاقتصادي- يغدو التقدم مستحيلاً .

وإذا كانت الركيزة الأساسية للاستدامة تتعلق بالاستخدام المناسب لموارد الكوكب، فيجب التنويه على كون الثقافة هى قلب الاستراتيجيات التنموية؛ ذلك أن الثقافات في مجملها تعمل على تأطير العلاقات الإنسانية سواء علاقة البشر ببعضهم البعض في المجتمع الداخلي والخارجي على حدٍ سواء، بما في ذلك البيئة الطبيعية، فضلاً عن تقنين سلوكيات التعامل مع البيئة المحيطة، لذا تنادي الأصوات الدولية بضرورة الدعاية لمقاربات ومبادرات التنمية التي تبنى على أساس الثقافات المحلية، ودراسة المستفيدين المستهدفين من تلك المبادرات، ومن ثم نوهت منظمة اليونسكو على ضرورة دمج الثقافة في سياسات وبرامج التنمية؛ بغية المساهمة بشكل رئيس في فعالية واستدامة تلك البرامج والسياسات.

وختامًا نجد أن الثقافة في مصر تمثل الركيزة الأساسية لتحقيق «رؤية مصر 2030»، إذ تسهم في مواجهة الاضطراب القيمي وترسيخ الهوية الوطنية، وتعمل على بناء الإنسان الواعي القادر على الإسهام في التنمية المستدامة، فهي المحرك الرئيس للتوازن بين القيم والتنمية، وجسر العبور نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.