كلما كان أكثر وقاحة أصبح أذكى، دراسة تقلب المفاهيم حول الذكاء الاصطناعي

الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 11:30 م

ردود شات جي بي تي

في عالم تزداد فيه أهمية الذكاء الاصطناعي يومًا بعد يوم، تأتي دراسة جديدة من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية لتقلب المفاهيم السائدة حول آداب الحوار مع الآلات رأسًا على عقب، وتثير أسئلة اقتصادية وأخلاقية لا تقل عمقًا عن التقدم التقني نفسه.

خلصت الدراسة إلى أن طرح الأسئلة بنبرة وقحة أو مشاكسة على نموذج شات جي بي تي يؤدي إلى زيادة دقة الإجابات بنسبة ملحوظة، مقارنة بالأسئلة ذات النبرة المهذبة.

فبينما بلغت دقة الأجوبة 80.8% في حال استخدام عبارات لبقة، ارتفعت إلى 84.8% عندما اتسمت الأسئلة بنوع من الاستفزاز أو الشك في قدرات النموذج، هذا الفرق وإن بدا طفيفًا يطرح تساؤلاً جوهريًا: هل تؤثر طريقة تواصل البشر مع الآلة على كفاءة نتائجها، وبالتالي على مخرجاتهم الاقتصادية؟

OpenAI تستعد لإطلاق GPT-5 بقدرات غير مسبوقة في الذكاء الاصطناعي

تأثير مباشر على الاقتصاد الرقمي والإنتاجية

النتائج التي خلصت إليها الدراسة لا تقتصر على الجانب الأكاديمي أو السلوكي، بل تمتد إلى قلب الاقتصاد الرقمي الحديث، ففي بيئات العمل المعتمدة بشكل متزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل البرمجة، والتحليل المالي، والتسويق، وحتى التوظيف، فإن أي تحسن في دقة الأجوبة يعني تحسينًا مباشرًا في الكفاءة، وتوفيرًا في الوقت والتكاليف.

إذا كانت نبرة السؤال قادرة على تحسين نتائج الذكاء الاصطناعي، فهل يجب على المؤسسات تعديل سياسات التواصل مع الأدوات الذكية لتحقيق أفضل مخرجات ممكنة؟

وهل سنشهد في المستقبل دورات تدريبية حول "فن مخاطبة الآلة" تمامًا كما ندرب الموظفين على مهارات التواصل البشري؟

فجوة بين التقنية والأخلاقيات

لكن لا يخلو الأمر من التناقضات، وتتعارض نتائج هذه الدراسة مع أبحاث سابقة، والتي أكدت أن التعامل غير اللائق مع روبوتات المحادثة يزيد من احتمالية التحيز وارتكاب الأخطاء.

بل وذهبت بعض الدراسات إلى التحذير من أن اعتماد المستخدمين على أسلوب عدواني قد يرسخ أنماطًا لغوية غير أخلاقية أو تمييزية في خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

يضاف إلى ذلك أن الدراسة الحديثة اقتصرت على نموذج GPT-4o، في حين أن الإصدار الأحدث GPT-5 بات هو المستخدم في العديد من المنصات، ما يعني أن هذه النتائج قد تكون مؤقتة أو غير قابلة للتعميم على جميع النماذج الذكية أو البيئات التكنولوجية.

GPT-5 النموذج الأجدد للروبوتات المُحدثة، هل بالغت OpenAI في الوعود؟

بين السلوك البشري والخوارزميات.. الاقتصاد يتأثر

هذا البحث يسلط الضوء على نقطة التماس الدقيقة بين اللغة، والسلوك البشري، والاقتصاد الرقمي، فهو يطرح إشكالية جوهرية:

هل ينبغي على الذكاء الاصطناعي أن يكافئ الأسلوب الوقح لأنه أكثر تحفيزًا للأداء؟ أم أن على المطورين ضمان حياد النموذج مهما كانت نبرة المستخدم؟

في كلتا الحالتين، يبدو أن العلاقة بين الإنسان والآلة أصبحت أكثر تعقيدًا من مجرد سؤال وجواب، إنها علاقة تؤثر وتتأثر بالسلوك، بالعواطف، وربما بالضغوط الاقتصادية اليومية التي تواجه المؤسسات والأفراد في بيئة تزداد تنافسية.

خلاصة اقتصادية

سواء كانت الوقاحة فعلاً تؤدي إلى أداء أفضل أو أن الأمر مجرد انحراف في نموذج معين، فإن الدافع الاقتصادي خلف هذا السلوك بات واضحًا.

المستخدمون يسعون لتحقيق أكبر قدر ممكن من الدقة والسرعة، وفي حال تبين أن تغيير النبرة يحقق ذلك، فإن هذا السلوك قد يتحول إلى أداة غير رسمية لزيادة الإنتاجية، وهو أمر يستحق الدراسة والمتابعة من الشركات، والأكاديميين، ومطوري الذكاء الاصطناعي على حد سواء.

الذكاء الاصطناعي يتعلم منا، لكننا أيضًا نتأثر به، وبين نبرة السؤال ودقة الجواب، هناك اقتصاد يتشكل، ومجتمع رقمي يعيد رسم حدود الأخلاق والإنتاج.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.