مصر تتحرك بثبات، تشغيل سفينة تغويز جديدة في دمياط لتأمين السوق المحلي من مفاجآت الغاز

الإثنين، 13 أكتوبر 2025 07:35 ص

تشغيل سفينة تغويز جديدة في دمياط

ميرنا البكري

في وقت يتقلب فيه العالم بأكمله بسبب تقلبات أسواق الطاقة، قررت مصر التحرك بخطوة محسوبة للغاية لتأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي وتشغيل الاقتصاد بدون مفاجآت.

بدأت وزارة البترول والثروة المعدنية رسميًا تشغيل سفينة التغويز الخامسة “إنرجوس وينتر” (Energos Winter) نهاية الأسبوع الماضي، وهذه ليست مجرد خطوة تشغيل وحدة جديدة، بل رسالة بأن القاهرة تبني شبكة أمان طاقية ضد أي اضطرابات في الإمدادات خاصة المقبلة من الكيان المحتل “إسرائيل”.

مصر تستأجر سفينة تغويز جديدة لاستقبال شحنات الغاز المسال – جريدة الاستثمار العربى — **سفينة تغويز**

تفاصيل التشغيل، 450 مليون قدم مكعب يوميًا من دمياط

تم ربط السفينة “إنرغوس وينتر” على رصيف الشركة المتحدة لمشتقات الغاز في ميناء دمياط، بطاقة إجمالية 450 مليون قدم مكعب غاز يوميًا، وبدأ التشغيل تدريجيًا بـ 70 مليون قدم مكعب فقط كبداية.

الهدف أن الوحدة الجديدة ستكون جاهزة للتدخل الفوري إذا حدث أي طارئ في واردات الغاز الإسرائيلي، وهذه خطوة احترازية مهمة للغاية، خاصًة بعد التوترات الإقليمية التي أثرت قبل ذلك على ضخ الغاز عبر خطوط الأنابيب.

أي ببساطة تحصن مصر نفسها ضد المفاجآت سواء سياسية أو فنية، وتبني مرونة في منظومة الغاز المحلي.

تكلفة محسوبة، وسفينة أرخص من الموجود في العين السخنة

تبلغ حوالي القيمة الإيجارية للسفينة الجديدة 3 ملايين دولار شهريًا، وهذه رقم أقل بكثير من السفن الموجودة حاليًا في العين السخنة التي يصل إيجارها بيوصل لـ 5.4 مليون دولار في الشهر.

اهذا الفرق ليس بسيطًا، لأنه يعني أن مصر تضيف قدرة تغويز جديدة بتكلفة أقل 45% تقريبًا، مما يعكس إدارة مالية واعية توازن بين الكفاءة التشغيلية والتكلفة.

السفن الموجودة في العين السخنة (3 سفن) طاقتها الإجمالية 2.25 مليار قدم مكعب يوميًا، ومع وحدة العقبة التي تعمل ضمن اتفاق تعاون مصري أردني بطاقة 300 مليون قدم مكعب، والسفينة الجديدة في دمياط، وبالتالي أصبحت مصر تمتلك شبكة تغويز قوية ومرنة تجعلها في موقع قيادة في سوق الغاز الإقليمي.

خلفية السوق، واردات أقل وإنتاج يزداد

يتضح من المؤشرات أن مصر بدأت تقلل وتيرة استيراد الغاز المسال بالفعل، ففي الربع الثالث من 2025 استقبلت حوالي 52 شحنة غاز مسال بتكلفة تتراوح ما بين 54 و57 مليون دولار للشحنة الواحدة، وسعر المليون وحدة حرارية حوالي 13 لـ 14 دولار، وهي أرقام متوافقة مع الأسعار العالمية لكن مرتفعة نسبيًا عن بداية السنة.

وفي المقابل، ارتفع الإنتاج المحلي من 4.1 إلى 4.21 مليار قدم مكعب يوميًا، مما يعني أن مصر تحاول موزانة المعادلة، وتقليل الواردات الباهظة وتزود إنتاجها المحلي تدريجيًا لكي تستعيد فائض التصدير الذي تم فقده في فترة الصيف.

خطوة دمياط ليس مجرد تشغيل، بل تأمين استراتيجي

تشغيل سفينة التغويز الخامسة في دمياط مش بس علشان "تشغيل محطة جديدة"، لكن علشان تأمين تدفق الغاز لأسباب سياسية وجيوستراتيجية.

الإمدادات التي تأتي من إسرائيل عبر الخط البري ليس دائمًا مستقرة، ومع أي تصعيد في المنطقة (كما حدث بيحصل في غزة أو شرق المتوسط)، قد يحدث توقف مفاجئ.

في هذه الحالة، لابد أن تكون مصر مستعدة بوحدة تغويز بديلة تستطيع تحويل الغاز المسال المستورد إلى غاز جاهز للاستهلاك المحلي أو الصناعي، وهذا ما تفعله السفينة.

أي باختصار، "إنرجوس وينتر" هي خط الدفاع الخامس في منظومة الغاز المصري.

استقرار أكبر ومرونة في السوق

بناءً على هذه التطورات، تشير التوقعات الاقتصادية إلى تحسن استقرار إمدادات الغاز خلال موسم الشتاء المقبل الذي يشهد أعلى معدلات استهلاك، وتقليل الضغط على الكهرباء والصناعة في أوقات الذروة، خاصةً مع احتمالية تراجع واردات الغاز من الخارج بسبب ارتفاع الطلب العالمي، بالإضافة إلى تراجع فاتورة الاستيراد تدريجيًا مع زيادة الإنتاج المحلي واستغلال السفن بأقل تكلفة ممكنة.

مما قد يفتح الباب أمام مصر لتستطيع العودة إلى التصدير جزئياً في النصف الثاني من 2026، خاصةً إذا ظلت الأسعار العالمية مستقرة.

من إدارة الأزمة إلى بناء منظومة أمان طاقي

تتحرك مصر بخطة ذكية للغاية، وليس مجرد رد فعل لأزمة، لكن تحرك استباقي لبناء مرونة حقيقية في سوق الطاقة، وتشغيل “إنرجوس وينتر” ليس حدث فني فقط، بل نقطة تحول في إدارة موارد الغاز، لأن القاهرة الآن تستطيع أن تعمل على أكثر من جبهة، كإنتاج، واستيراد، وتغويز، وتصدير عند اللزوم.

هذه الخطوة ستجعل مصر أكثر استعدادًا لأي اضطرابات إقليمية أو تقلبات سعرية عالمية، وتؤكد أن الدولة تسير في طريق التحول لمركز إقليمي حقيقي للطاقة، وليس مجرد مستهلك كبير.

مصر تبدأ استلام 300 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز عبر سفينة تغويز بالأردن

عودة إمدادات الغاز لمصانع الأسمدة إلى كامل طاقتها بعد تشغيل وحدات تغويز جديدة

مصر تستقبل الغاز عبر سفينة تغويز في الأردن | أسواق نيوز — **تشغيل “إنرجوس وينتر” نقطة تحول في إدارة موارد الغاز**

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــن

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.