الأحد، 12 أكتوبر 2025

10:19 م

الصين تهاجم وترامب يهدد، العالم يستعد لفصل جديد من الحرب التجارية

الأحد، 12 أكتوبر 2025 07:34 م

ميرنا البكري

منذ عدة سنوات، عاصر العالم بأكمله حرب تجارية بين أمريكا والصين قلبت موازين التجارة الدولية، فأصبحت الرسوم الجمركية، والقيود التكنولوجية، والردود الانتقامية العنوان الأكبر في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، واليوم، يعود العالم لنفس الفيلم  لكن بنسخة أكثر تعقيدًا، وبعدما هدد ترامب يفرض رسوم 100% على الواردات الصينية، ردت بكين بتحذير ناري يفيد بأنها لن تصمت.

صرح المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية بأن التهديد ليس أسلوب للتعامل، وفي نفس الوقت أكد أن الصين لن تتهاون إذا نفذت أمريكا تهديدها.

هذا الرد ليس مجرد كلام سياسي، بل رسالة ردع اقتصادية تعكس أن بكين لديها أوراق ضغط حقيقية أهمها سلاح المعادن النادرة الذي يعتمد عليه العالم الصناعي بأكمله، من الرقائق الإلكترونية لبطاريات السيارات الكهربائية والصناعات الدفاعية.

محكمة أمريكية توقف رسوم
رسوم ترامب الجمركية

المعادن النادرة.. سلاح الصين الهادئ 

جاء التحذير الصيني بعد أسبوع واحد فقط من إعلان قيود جديدة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، وترى أمريكا  أنها تهديد مباشر لأمنها الصناعي، تتحكم الصين في أكثر من 70% من إنتاج وتكرير هذه المعادن عالميًا، مما يجعلها متحكمة عنق التكنولوجيا الغربية، وإذا استطاعت بكين تشديد القيود أكثر، فشركات مثل "تسلا" و"إنتل" و"رايثيون" ستتعطل، وسلاسل الإمداد في الإلكترونيات والدفاع والطاقة المتجددة قد تنهار مؤقتًا.

كانت ردود الأفعال في الأسواق سريعة للغاية، هبطت الأسهم الأمريكية والآسيوية بعد التهديدات، وبدأ المستثمرون  يقلقون من عودة حرب الرسوم التي كانت السنة الماضية، وكانت قد وصلت لمستويات 145% على السلع الصينية و120% على الأمريكية.

يؤثر الموضوع أيضًا على السياسة، لأن اللقاء الذي كان من المفترض أن يتم بين ترامب وشي جين بينج في كوريا الجنوبية بعد أسبوعين، أصبح مهدد بالإلغاء بعد تصريحات ترامب الأخيرة، إذا حدث هذا، ستصبح إشارة واضحة بأن باب الحوار يُغلق، وأن العالم مقبل على تصعيد جديد.

اتهامات متبادلة بين بكين وواشنطن

وصفت الصين رد أمريكا  "بازدواجية المعايير"، وهذا جزئياً لأن أمريكا نفسها وسعت قائمة الصادرات المقيدة لأكثر من 3 آلاف منتج، في حين أن الصين لديها حوالي 900 فقط، والفرق الآن، أن الصين بدأت تستخدم نفس أدوات واشنطن، بدلًا أن تصبح دائمًا في موقع الدفاع، وبدأت تلعب بنفس قواعد اللعبة، الضغط الاقتصادي عبر القيود التجارية.

اللعبة ليست تجارية فقط بل معركة سيادة تكنولوجية

المُعلن أن تلك الحرب بشأن الرسوم والمعادن، لكن جوهرها الحقيقي في من يسيطر على مستقبل التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والرقائق، والطاقة الجديدة، ويعتقد ترامب أن أمريكا لابد أن "تكسر" اعتمادها على الصين في سلاسل الإمداد الحيوية.

استهداف شركات أمريكية

من المتوقع أن الصين ترد بإجراءات مضادة محددة ودقيقة، مثل استهداف شركات أمريكية معينة أو تأخير توريد المواد الحساسة، فقد تشهد الأسواق العالمية موجة تذبذب حادة خاصةً في التكنولوجيا والمعادن والطاقة، وقد تصبح كلًا من كوريا الجنوبية واليابان الخاسرين الجدد، لأنهم عالقون في المنتصف ما بين واشنطن وبكين، وسلاسل توريدهم مرتبطة بالطرفين، وفي المدى المتوسط، قد يعجل هذا التصعيد بإعادة تشكيل سلاسل الإنتاج العالمية بعيدًا عن الصين  لصالح الهند، فيتنام، والمكسيك.

العالم على حافة حرب اقتصادية جديدة

في الوقت الذي من المفترض أن يركز الاقتصاد العالمي به على التعافي والنمو بعد سنوات من الأزمات، تقوده أمريكا والصين مرة أخرى إلى نقطة الغليان، لكن المختلف تلك المرة أن الصين ليس في وضع عادي مثل 2018 ولديها عندها أدوات، ونفوذ، وشركاء جدد في آسيا وإفريقيا، بينما أمريكا داخليًا غير مستقرة اقتصاديًا وسياسيًا، وإذا اشتعلت الحرب بالفعل، فلن تهتز سلاسل التوريد، بل قد يكون نقطة تحول في توازن القوى الاقتصادية العالمية.

اقرأ أيضًا:-

بكين تهاجم رسوم ترامب الجديدة على البرمجيات الصينية: عدائية وتعرقل لقاء الزعيمين

فرض رسوم جديدة والتحقيق مع «كوالكم»، الصين تصعّد المواجهة مع واشنطن

السوق الأمريكي 2025: تحليلات الأداء والتوقعات المستقبلية | markets.com
الأسهم الأمريكية 

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search