الجمعة، 10 أكتوبر 2025

07:06 ص

250 ألف موظف بلا رواتب، الإغلاق الحكومي يهدد بشلل اقتصادي واسع في أمريكا

الجمعة، 10 أكتوبر 2025 12:16 ص

الإغلاق الحكومي يتحول لأزمة اقتصادية حقيقية

الإغلاق الحكومي يتحول لأزمة اقتصادية حقيقية

ميرنا البكري

الإغلاق الحكومي الذي بدأ كخلاف سياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين، بدأ يتحول الآن لأزمة اقتصادية حقيقية، حيث إن أكثر من 250 ألف موظف فيدرالي لم يحصلوا على رواتبهم هذا الأسبوع وفقًا للتقرير الصادر من بلومبرج، وتقول هذه الأرقام إن عدد المتضررين قد يتخطى 2 مليون موظف إذا استمر هذا الإغلاق أسبوع أيضًا.

والنتيجة شلل في قطاعات النقل والطيران، وانخفاض في الإنفاق الاستهلاكي، وتوتر مالي يهدد أكبر اقتصاد في العالم، هذا المشهد ليس جديدًا على السياسة الأمريكية، لكن المختلف هذه المرة طريقة تعامل ترامب الذي حول الأزمة من عبء سياسي لـ"فرصة اقتصادية" كما أوضح بنفسه.

Will the government shutdown again before the midterms? Ask Trump. | Vox
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

 ترامب يقلب الطاولة، الإغلاق فرصة لتوفير مليارات

قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استخدام الأزمة كأداة ضغط بدلًا من أن يبحث عن تسوية سريعة، كما أوضح أن الإغلاق "فرصة لتوفير مليارات الدولارات من الهدر والاحتيال"، وبدأ يهدد بتسريح جماعي للموظفين الفيدراليين ورفض صرف الرواتب المتأخرة.

أثارت تصريحاته صدمة في واشنطن، لأنها تخالف تقاليد عمرها أكثر من 40 عاما بعد الإغلاق، كانت الحكومة تعوض موظفيها عن الرواتب المتأخرة، لكن هذه المرة ترامب يكسر القاعدة.

يعتبر ترامب أن الإغلاق وسيلة لإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، والتخلص مما يصفه بـ"الإنفاق الزائد"، لكن اقتصاديًا، هذه الخطوة  خطيرة للغاية، لأنها لا تضرب القدرة الشرائية للمواطنين فقط، لكنها أيضًا تقلل الثقة في الحكومة نفسها.

 الأثر الاقتصادي، نزيف أسبوعي في النمو الأمريكي

يحذر الاقتصاديون من أن كل أسبوع إغلاق يكلف الاقتصاد الأمريكي حوالي 0.1% من الناتج المحلي الإجمالي، أي إذا استمرت الأزمة لشهر، قد تخسر أمريكا ما يقارب من 0.4% من النمو، وهو رقم كبير بالنسبة لاقتصاد ضخم.

السبب الأساسي في هذه الخسائر تراجع إنفاق الأسر التي توقف دخلها، وتعطل الخدمات الفيدرالية التي تؤثر على الشركات الخاصة، وتأخير الرحلات الجوية الذي يكلف قطاع الطيران مليارات، أي أن الإغلاق ليس أزمة رواتب، بل أيضًا شلل في الدورة الاقتصادية اليومية.

 قطاع الطيران، أول المتضررين

منذ بداية الأسبوع الثاني للإغلاق، تأخرت أكثر من 9000 رحلة جوية في أمريكا بسبب نقص المراقبين الجويين، الذي غاب الكثير منهم عن العمل بعد تأخير رواتبهم، مما تسبب في اختناقات في مطارات كبرى مثل شيكاغو وأتلانتا ونيويورك.

ونتج عن ذلك ارتفاعا في تكاليف التشغيل لشركات الطيران، وخسائر في الإيرادات اليومية للمطارات، وتراجع في حركة الشحن الجوي التي تعتمد عليها أمريكا في التجارة.

أي قطاع الطيران أصبح المرآة التي تعكس عمق الأزمة، وكل تأخير في السياسة يكلف الاقتصاد مليارات على الأرض.

 السياسة vs الاقتصاد، من الرابح ومن الخاسر؟

من الجانب السياسي، يحاول ترامب إثبات أنه يقلل الإنفاق والتكاليف لكي يوفر أموال للدولة، لكن الديمقراطيون يصوروه كمنفصل عن الواقع، ويستخدم الموظفين كـ"رهائن سياسية"، أما من البعد الاقتصادي، فالاقتصاد يخسر، والقطاع الخاص متأثر، والتوتر يسود شوارع أمريكا.

إذا استرم الإغلاق لأسبوع ثالث، تقول التقديرات إن حوالي 2 مليون موظف قد يتأثرون بشكل مباشر، مما يعني أن إنفاق الأسر سيهبط بشدة، وسيتراجع الطلب على السلع والخدمات، مما يضغط على معدلات النمو في الربع الأخير من 2025.

أبرز التوقعات المستقبلية

الإغلاق الحكومي ليس أزمة داخلية فقط، وإذا استمر لأكثر من 3 أسابيع، قد يؤثر على الأسواق العالمية بسبب تراجع ثقة المستثمرين في السندات الأمريكية، واحتمالية تأجيل بعض البرامج التمويلية الدولية التي تمولها الحكومة الأمريكية، وأيضًا تراجع الطلب الأمريكي على الواردات، مما قد يضغط على صادرات دول كثيرة.

أي باختصار، الإغلاق الأمريكي يمتد تأثيره للعالم بأكمله من بورصة طوكيو لأسواق الخليج.

 ما خلف الإغلاق

الإغلاق ليس نتيجة فشل تمرير قانون تمويل الحكومة، لكنه انعكاس لانقسام سياسي أعمق داخل واشنطن، ويستخدم ترامب لغة "الإدارة المالية الصارمة"، لكن خلفها رؤية أوسع، فهو يسعى لتقليص دور الدولة في الاقتصاد، وإعادة هيكلة الجهاز الفيدرالي من منظور ربحي أكثر منه خدمي.

لكن على المدى القصير، هذا الأسلوب قد يؤدي إلى ركود جزئي في قطاعات حساسة كالنقل، والطاقة، والتجارة الداخلية.

أمريكا تواجه اختبار “المرونة السياسية”

الإغلاق الحكومي الحالي ليس مجرد أزمة عابرة، لكنه اختبار حقيقي لقدرة الاقتصاد الأمريكي على امتصاص الصدمات السياسية، وإذا استمرت الأزمة لأكثر من 3 أسابيع، قد تتحول لموجة تباطؤ قصيرة في النمو خلال الربع الأخير من 2025، وتضغط على الفيدرالي الأمريكي في قرارات الفائدة.

أما ترامب، فيحاول إقناع الأمريكيين أن هذا الأمر لابد منه لكي يحقق توازن مالي  لكن السؤال الحقيقي، هل الاقتصاد الأمريكي يستطيع تحمل "علاج ترامب الصعب"؟  أم سيتحول الإغلاق من "فرصة لتوفير المليارات" إلى فاتورة مليارية جديدة يدفعها المواطن؟.

اقرأ أيضًا:-

الإغلاق الحكومي الأمريكي يدفع الذهب للصعود لمستويات قياسية جديدة، تفاصيل

الإغلاق الحكومي يشل واشنطن، الأسواق في حالة ترقب والاقتصاد الأمريكي على حافة الجمود

الحزبان الجمهوري والديمقراطي وسياساتهما المستقبلية
الجمهوريين والديمقراطيين

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search