الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025

02:54 ص

«أنتم مدينون لي»، ترامب ينصب نفسه المنقذ لـ«تيك توك»، ما القصة؟

الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025 12:42 ص

ترامب وتيك توك

ترامب وتيك توك

“أنا من أنقذت تيك توك، وعليكم أن تشكروني”.. بهذه الكلمات ظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقطع فيديو على منصة تيك توك، مخاطبًا الجيل الجديد من المستخدمين، في رسالة واضحة لا تخلو من التلميح السياسي والاستعراض الاقتصادي.

ترامب وتيك توك

لكن خلف هذه الكلمات، تقف صفقة معقدة تجاوزت حدود التطبيق الشهير، لتكشف عن موازين جديدة في لعبة الاقتصاد الرقمي بين الولايات المتحدة والصين. 

 

ترامب من الهجوم إلى الاحتضان

منذ سنوات، كان ترامب أحد أبرز الأصوات المطالبة بحظر تيك توك داخل الولايات المتحدة، بحجة تهديده للأمن القومي بسبب علاقاته مع الشركة الأم الصينية "بايت دانس"، لكنه اليوم يعود ليقف في صف التطبيق، بل ويقدم نفسه كمنقذ له.

فما الذي تغير؟ ببساطة.. المصالح السياسية والاقتصادية.

تيك توك لم يعد مجرد منصة للترفيه، بل أصبح أحد أهم أدوات التأثير على الشعبية الشبابية، وهي الشريحة التي يسعى ترامب لاستمالتها، وفي هذا السياق، تحولت الصفقة التي وقعها بقيمة 14 مليار دولار إلى ورقة سياسية واقتصادية رابحة.

اقرأ أيضًا:

خوارزمية "تيك توك" تحت إشراف أميركي كامل

صفقة بـ 14 مليار دولار.. من الظاهر التقني إلى الباطن السياسي

الصفقة التي قادها ترامب لم تكن مجرد ترتيب مالي، بل عملية إعادة هيكلة شاملة لوجود تيك توك في السوق الأمريكية، حيث تم تقليص حصة “بايت دانس” الصينية إلى أقل من 20%، وتحولت السيطرة على البيانات والإدارة إلى أطراف أمريكية، على رأسها شركة "أوراكل".

في الظاهر، الصفقة نزعت الصبغة الصينية عن التطبيق، وقدمت للولايات المتحدة مظلة قانونية لتنظيم نشاط تيك توك دون اللجوء إلى الحظر الكامل، أما في الباطن، فقد منحت الصين تنازلًا محسوبًا مقابل احتفاظها بالعنصر الأهم: الخوارزمية.

بايت دانس ستقوم بترخيص الخوارزمية لشركة أمريكية، ما يضمن لها تدفقات مالية ثابتة دون الاضطرار، لتحمل التبعات السياسية أو التنظيمية، وهو ما يمكن اعتباره بيعًا للواجهة واحتفاظًا بالعقل.

ترامب وتيك توك

لماذا يقول ترامب: أنتم مدينون لي؟

تصريح ترامب يحمل في طياته ثلاث رسائل واضحة:

سياسيًا: هو يروج لنفسه كزعيم واقعي، قادر على تأمين ما يهم الشباب الأمريكي، حتى لو كان ذلك يتطلب تغيير موقفه السابق في توقيت حساس، تيك توك أصبح أداة شعبية أكثر من كونه مجرد تطبيق.

اقتصاديًا: ترامب يقدم الصفقة كإنجاز اقتصادي مزدوج، فمن جهة، أنقذ استثمارات ضخمة تتعلق بالشركات الأمريكية المرتبطة بالإعلانات والمحتوى الرقمي، ومن جهة أخرى، أوجد نموذجًا تفاوضيًا بديلًا عن المواجهة، وهو ما قد يعيد الثقة للمستثمرين في قطاع التكنولوجيا.

رمزيًا: هو يضع نفسه في موقع رجل الصفقات الذي يستطيع فرض شروطه حتى على أقوى خصوم أمريكا الاقتصاديين، والرسالة هنا موجهة ليس فقط للناخبين، بل للأسواق أيضًا.

 

من حظر التطبيق إلى احتضان الفرصة

التحول في موقف ترامب من التهديد بالحظر إلى توقيع صفقة بمليارات الدولارات يعكس تغيرًا أعمق في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه التكنولوجيا الأجنبية، فلم يعد الهدف هو الإقصاء الكامل، بل إعادة الهيكلة بما يضمن السيطرة والربح دون تفجير الأزمات.

وهذا بالضبط ما فعله ترامب، فقد أجل مهلة الحظر 4 مرات، ثم وقع بنفسه على أمر تنفيذي يضفي الشرعية على الصفقة، في خطوة فسرها البعض على أنها تنازل فعلي مقابل مكاسب رمزية.

اقرأ أيضًا:

تطبيق «Tik Tok»، من أداة ترفيه إلى ورقة تفاوض جيوسياسية

أثر أوسع على سوق التكنولوجيا

تأتي الصفقة في لحظة حاسمة، حيث يشهد قطاع التكنولوجيا الأمريكي انتعاشًا مدفوعًا بالذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية. 

وضوح القواعد التنظيمية، كما أظهرته صفقة تيك توك، يمنح السوق نوعًا من اليقين، ويقلل من المخاوف التي طالما لاحقت المستثمرين.

كما أن الإشارة إلى إمكانية التفاهم المرحلي مع الصين بدلًا من المواجهة تمثل نموذجًا يمكن تطبيقه في ملفات حساسة أخرى، مثل الرقائق والذكاء الاصطناعي.

ترامب وتيك توك

صفقة برائحة الشعبية

ترامب لا يخفي أنه يرى في صفقة تيك توك أكثر من مجرد إنقاذ لتطبيق، إنها ورقة تفاوض، وأداة تأثير، وإنجاز يمكن استثماره شعبيًا.

لذا حين يقول "أنتم مدينون لي"، فهو لا يقصد فقط شباب تيك توك، بل أيضًا الأسواق، والشركات، والمستثمرين الذين استفادوا من صفقة وُلدت في لحظة توتر، لكنها صيغت لتمنح الجميع ما يكفي من المكاسب.. ولو مؤقتًا.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search