بسبب ميزة تسوّق تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تيك توك تواجه الانتقادات

الأربعاء، 24 سبتمبر 2025 04:00 ص

تيك توك

محمد السيد

بدأت منصة تيك توك باختبار ميزة جديدة مثيرة للجدل تحمل اسم “Find Similar”، والتي تقوم على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للتعرف على العناصر الظاهرة في مقاطع الفيديو، ومن ثم عرض منتجات مشابهة لها عبر متجر تيك توك، وبينما تهدف الخاصية إلى تعزيز تجربة التسوّق المباشر وربط المحتوى بالمنتجات، إلا أن ظهورها في مقاطع ذات طابع إنساني حساس فجّر نقاشًا واسعًا حول الجوانب الأخلاقية للتسويق عبر المحتوى البصري.

الميزة تظهر عند إيقاف الفيديو

الميزة الجديدة، التي لا تزال قيد التجربة لعدد محدود من المستخدمين، تعمل عبر نافذة منبثقة تظهر عند إيقاف الفيديو، لتتيح تصفح عناصر مشابهة كالملابس أو الحقائب أو الإكسسوارات التي يرتديها الأشخاص داخل المقطع، غير أن المشهد أخذ منحى آخر بعدما رُصدت الخاصية وهي تتعرف على ملابس سيدة فلسطينية في غزة ظهرت في فيديو بثته قناة TRT World وهي تبحث عن أفراد عائلتها تحت الأنقاض، لتعرض الخوارزمية منتجات مشابهة للحجاب والملابس، في تجاهل تام لسياق المعاناة الإنسانية.

المنصة تتعامل مع المحتوى الإنساني كفرصة للبيع

لم يتوقف الجدل عند هذا الحد، إذ تكرر الأمر مع فيديو للمدونة الأميركية Ms. Rachel، المعروفة بمحتواها التعليمي للأطفال، حيث تعرّفت الخوارزمية على ملابسها وعرضت منتجات مشابهة، بينما كان الفيديو نفسه يتضمن رسالة تضامن مع أطفال غزة، وهذه الحالات أثارت موجة استياء، معتبرةً أن المنصة تتعامل مع المحتوى الإنساني كفرصة للبيع دون أي اعتبار للبعد الأخلاقي أو الاجتماعي.

استخدامها اختياري ويمكن تعطيلها

وردّت تيك توك ببيان رسمي أكدت فيه أن الخاصية ما زالت في مراحلها التجريبية، وأن نتائجها قد تكون غير دقيقة أو غير مناسبة في بعض الأحيان، مشيرة إلى أن استخدامها اختياري ويمكن تعطيلها بسهولة من إعدادات التطبيق سواء لصاحب الفيديو أو للمشاهدين.

تحويل أي تفاعل رقمي إلى فرصة تجارية

مع ذلك، يرى خبراء الإعلام الرقمي أن القضية لا تتعلق فقط بخلل في دقة الخوارزمية، بل بغياب الوعي بالسياق، حيث إن الأنظمة المؤتمتة لا تستطيع التفريق بين مقطع ترفيهي وآخر يوثق مواقف مأساوية، ويذهب محللون أبعد من ذلك بالإشارة إلى أن هذه الخطوة تعكس استراتيجية أوسع تتبناها المنصات الاجتماعية لتحويل أي تفاعل رقمي إلى فرصة تجارية، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول حدود استغلال المحتوى لخدمة التجارة الإلكترونية.