السبت، 11 أكتوبر 2025

12:19 ص

"وراء الستار".. كيف تغير وجه التجسس من الرسائل المشفرة إلى تقنيات المراقبة الحديثة؟

الجمعة، 10 أكتوبر 2025 08:09 م

 الرسائل المشفرة

الرسائل المشفرة

لم تعد الجاسوسية مجرد لعبة عقول أو قصص مثيرة تحكيها الروايات وأفلام المخابرات، بل تحولت إلى صناعة عالمية كبرى، تتقاطع فيها السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا، فمن الحبر السري الذي استخدمه الجواسيس القدامى في رسائلهم المشفرة، إلى الأقمار الصناعية والهجمات السيبرانية التي تشنها الدول الكبرى اليوم، صعدت الجاسوسية، لتصبح استثمارًا إستراتيجيًا عالي الكلفة والعائد في آن واحد.

حبر سري

الاستخبارات.. أداة أمن أم ذراع اقتصادية؟

وتاريخيًا، كانت الجاسوسية أداة لحماية السيادة وجمع المعلومات العسكرية، لكن مع تطور الاقتصاد العالمي وتحول البيانات إلى الذهب الجديد، تغيرت المعادلة، واليوم تنفق الدول مليارات الدولارات سنويًا على تطوير قدراتها الاستخباراتية، ليس فقط لأغراض أمنية، بل أيضًا لتحقيق تفوقٍ اقتصادي، من خلال معرفة أسرار المنافسين الصناعيين، أو التأثير على الأسواق والاتصالات والبنية التحتية الحيوية.

وفقًا لتقارير بحثية صادرة عن مؤسسات أمنية غربية، تبلغ القيمة التقديرية لإنفاق الولايات المتحدة وحدها على الاستخبارات الرقمية والأمن السيبراني، نحو 130 مليار دولار سنويًا، بينما تخصص الصين وروسيا وإسرائيل جزءًا كبيرًا من موازناتها الدفاعية، لتطوير برامج التجسس الإلكتروني والهجمات الرقمية. 

وتظهر هذه الأرقام أن الجاسوسية، أصبحت رافدًا اقتصاديًا رئيسيًا، داخل موازنات الدول، تدار فيها التكنولوجيا كاستثمار طويل الأجل.

 

اقرأ أيضًا:-

الهواتف الذكية في مرمى الاختراق الكامل، صناعة التجسس الرقمية تتوسع في الصين

من العميل الميداني إلى الهاكر السيادي

وفي الماضي، كان العميل الميداني، يتسلل إلى مواقع العدو، ليجمع المعلومات، ويعود بها في سرية تامة، واليوم، يجلس الهاكر السيادي، خلف شاشة كمبيوتر في غرفة عمليات مظلمة، يخترق شبكات البنوك والوزارات وشركات الطاقة.

كل عملية ناجحة قد تساوي مليارات الدولارات من المعلومات المسروقة، أو الأضرار الاقتصادية التي تلحق بالمنافس، وفي المقابل، أصبحت شركات الأمن السيبراني الخاصة، تمثل أحد أكثر قطاعات الاقتصاد نموًا، إذ تجاوزت قيمة السوق العالمي للأمن السيبراني، 250 مليار دولار عام 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 400 مليار دولار، بحلول 2030، وفق تقارير مؤسسة Statista.

الأمن السيبراني

 

إسرائيل وإيران.. الاقتصاد في خدمة المخابرات

الصراع الإسرائيلي الإيراني، يعد نموذجًا واضحًا لتحول الجاسوسية إلى حرب اقتصادية رقمية، فإسرائيل، التي تخصص نحو 118 مليار شيكل من ميزانيتها لعام 2025 للدفاع والأمن السيبراني، تعتمد على تكنولوجيا المراقبة والاختراق، لتعويض نقصها الجغرافي والديمغرافي.

بينما تنفق إيران مليارات أخرى لتطوير دفاعاتها الإلكترونية، وإنشاء جيش إلكتروني قادرٍ على مواجهة الاختراقات، بعد أن كشفت السنوات الأخيرة، اختراقات إسرائيلية لهواتف العلماء النوويين وقادة الحرس الثوري، ما كلف طهران خسائر بشرية واقتصادية فادحة.

اقرأ أيضًا:-

"Plaud" تحقق التنوع لا التجسس، تصنيع مليون جهاز تسجيل يعمل بالذكاء الصناعي

الهاتف الذكي.. العميل المجاني

وفي عصر تحولت فيه الجاسوسية من الحبر إلى الشاشات، لم تعد الجاسوسية حكرًا على الدول، بل تسللت إلى جيوب الأفراد، والهاتف الذكي اليوم، هو العميل الأخطر والأرخص في العالم، حيث يعرف مواقعنا، وصورنا، وأصواتنا، ومحادثاتنا.

ورغم أن شركات التكنولوجيا تروج للأمان، فإن الحقيقة الاقتصادية، تظهر أن البيانات الشخصية، هي السلعة الأغلى، وتدر على شركات التكنولوجيا العملاقة، مئات المليارات من الدولارات سنويًا، من خلال الإعلانات المستهدفة، والذكاء الاصطناعي.

شبكات التجسس

 

السيادة الرقمية.. معركة اقتصادية جديدة

بينما تتسابق الدول لبناء جيوش إلكترونية، تظهر الحاجة إلى اتفاقيات اقتصادية وأمنية دولية، تحد من سباق التسلح الرقمي، فالعالم يواجه اليوم، خطرًا حقيقيًا يتمثل في تحول الجاسوسية الرقمية، إلى حرب مفتوحة على الاقتصاد العالمي، من اختراق بنوك، وتعطيل مطارات، إلى تسريب أسرار تجارية، بل حتى التأثير على نتائج الانتخابات.

ولم تعد الجاسوسية ظلًّا في المخابئ، بل أصبحت قطاعًا اقتصاديًا عابرًا للحدود، تتحرك أمواله بالسرعة ذاتها التي تنتقل بها البيانات، ومن الحبر السري إلى الشاشات، لا تزال اللعبة ذاتها مستمرة، لكن الأدوات تغيرت، والميدان لم يعد في الميدان، بل في السيرفر.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search