الإثنين، 06 أكتوبر 2025

12:28 م

عصر الروبوتات الشبيهة بالبشر بدأ، الاقتصاد العالمي على أعتاب ثورة صناعية جديدة

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 08:02 ص

عصر الروبوتات الشبيهة بالبشر

عصر الروبوتات الشبيهة بالبشر

في مشهد يتجاوز الخيال العلمي ويقترب بخطى واثقة من واقع الصناعة العالمية، باتت الروبوتات الشبيهة بالبشر أكثر من مجرد مشاريع تجريبية داخل المختبرات. 

إنها اليوم نواة لثورة اقتصادية تلوح في الأفق، مدفوعة بتطور الذكاء الاصطناعي وتغيرات ديموغرافية عميقة تضرب جذور الاقتصادات المتقدمة.

عصر الروبوتات الشبيهة بالبشر

فمع تزايد الحديث عن نقص العمالة وتباطؤ النمو السكاني في العديد من الدول الصناعية، برزت الروبوتات البشرية كحل محتمل لسد الفجوات في سوق العمل، وضمان استدامة قطاعات حيوية، من الرعاية الصحية إلى التصنيع والخدمات اللوجستية. 

ولا تبدو هذه الرؤية خيالية كما كانت في السابق، إذ تشير تقديرات بنك مورجان ستانلي إلى أن السوق العالمية للروبوتات الشبيهة بالبشر قد تصل إلى 5 تريليونات دولار بحلول عام 2050، مع وجود مليار روبوت في الخدمة حول العالم.

من الخيال إلى الواقع.. بداية متواضعة لكن واعدة

في الوقت الراهن، ما تزال الروبوتات الشبيهة بالبشر تؤدي مهامًا بسيطة نسبيًا، من نقل الصناديق، إلى توصيل الأدوية، والتفاعل المحدود في المستودعات والمستشفيات. 

شركات مثل "ديليجنت روبوتيكس" Diligent Robotics و"أجيليتي روبوتيكس" Agility Robotics و"أبترونيك" Apptronik أصبحت أسماء لامعة في هذا القطاع، وقد بدأت فعلاً بنشر العشرات من الروبوتات مثل "موكسي" Moxie و"ديجيت" DIGIT و"أبولو" Apollo في مؤسسات حقيقية، حيث يتم اختبارها ضمن بيئات شبه مغلقة وتحت مراقبة دقيقة.

ورغم محدودية هذه الاستخدامات، إلا أن الصناعة تتطور بوتيرة متسارعة، أحد الأمثلة على ذلك هو مؤتمر جمعية تطوير الأتمتة الأخير في سياتل، الذي شهد حضورًا كبيرًا من مهندسي الشركات المهتمين بتطبيقات الروبوتات في أماكن عملهم. 

صحيح أن الإجابة السائدة ما زالت "ليس بعد"، إلا أن نبرة التشكيك بدأت تتحول تدريجيًا إلى تفاؤل حذر.

العمال الآليين

التحديات التقنية والاقتصادية.. الطاقة والسلامة والتكلفة

ومع كل الآمال المعقودة على هذه الروبوتات، تواجه الصناعة تحديات كبيرة في الوقت الراهن، أبرزها الطاقة، حيث يعد استهلاك البطارية والاستقرار الديناميكي تحديًا مستمرًا. 

ثم هناك قضية السلامة، إذ لا تزال بعض الروبوتات تنهار عند انقطاع الطاقة، ما يطرح أسئلة حول مدى جاهزيتها للعمل في بيئات يتشارك فيها البشر والآلات.

من ناحية أخرى، فإن تكلفة التطوير والتدريب ما تزال مرتفعة، إذ يتطلب تدريب الروبوتات الذكية استخدام بيانات هائلة ومحاكاة معقدة، ناهيك عن صعوبة اختبارها في العالم الواقعي دون إلحاق ضرر بالمحيط أو بالروبوت نفسه.

وهنا يأتي دور شركات مثل إنفيديا وجوجل ديب مايند التي تعمل على تقديم حلول حوسبة متقدمة ومحاكاة واقعية باستخدام الذكاء الاصطناعي القائم على النماذج الأساسية، لتقليص هذه التكاليف وتعجيل التطوير.

اقرأ أيضًا:

روبوتات التمريض المدعومة بالذكاء الاصطناعي.. حل مبتكر لأزمة نقص الكوادر الطبية

الروبوتات والاقتصاد الكلي.. بديل لسوق عمل يتقلص

من زاوية الاقتصاد الكلي، يمثل دخول الروبوتات البشرية مرحلة التشغيل التجاري تحولاً جوهريًا في هيكل سوق العمل العالمي. 

فبينما تواجه دول مثل اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية أزمة شيخوخة متفاقمة ونقصًا حادًا في اليد العاملة، توفر الروبوتات الشبيهة بالبشر حلاً بديلاً يحافظ على الإنتاجية ويقلل الاعتماد على الهجرة.

كما أن هذه الروبوتات تعد جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجية الدفاعية والصناعية لبعض الدول، تمامًا كما حدث مع صناعات الطائرات بدون طيار والسفن. 

وبالتالي، فإن السيطرة على سلسلة التوريد الخاصة بهذه التكنولوجيا من الشرائح الإلكترونية إلى أنظمة الدفع والطاقة قد تصبح أولوية وطنية، خصوصًا في الولايات المتحدة والصين.

العمال الآليين

الصين وأمريكا.. سباق الجيل الجديد من العمال الآليين

في هذا السياق، لا يمكن تجاهل المنافسة الجيوسياسية، فقد أعلنت الصين عن خطط لإنتاج روبوتات شبيهة بالبشر بحلول عام 2025، في وقت تسعى فيه الشركات الأمريكية إلى تسريع عمليات التجميع والابتكار محليًا، في محاولة لتقليل الاعتماد على المكونات الأجنبية.

إن القدرة على إنتاج روبوتات مستقلة بالكامل، تجمع بين القوة البدنية والحوسبة الذكية، ستكون عاملًا حاسمًا في الحفاظ على التفوق الصناعي خلال العقود المقبلة.

اقرأ أيضًا:

روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في قفص الاتهام بعد ارتفاع معدلات وفيات المراهقين

ما بعد 2027.. هل تتحقق الوعود؟

رغم التحديات الحالية، يبدو أن عام 2027 سيكون نقطة تحول مفصلية في تاريخ هذه التكنولوجيا، فوفقًا لتوقعات قادة الصناعة مثل جيف كارديناس، المدير التنفيذي لشركة أبترونيك، سنبدأ في رؤية تطبيقات واسعة النطاق للروبوتات الشبيهة بالبشر في المصانع والمستشفيات والمراكز اللوجستية، ليس فقط لأداء مهمة واحدة، بل لمهام متعددة، في بيئات مفتوحة، وبشكل شبه مستقل.

لكن تحقيق هذه الرؤية سيتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وسن تشريعات جديدة لتنظيم العلاقة بين الإنسان والآلة، وضمان السلامة، وحقوق الخصوصية، ومسؤوليات الأتمتة.

عصر الروبوتات الشبيهة بالبشر

هل نحن مستعدون لـ"زملاء العمل الآليين"؟

بينما يسير العالم بخطى متسارعة نحو دمج الروبوتات الشبيهة بالبشر في الحياة اليومية والعمل والإنتاج، لا بد من أن يواكب ذلك نقاش عميق حول دور هذه الآلات في المجتمع. 

هل ستسهم في تعزيز الاقتصاد؟ أم أنها تهدد وظائف البشر؟ كيف نضمن عدالة توزيع الفوائد، ونتفادى المخاطر المحتملة؟

هذه الأسئلة لا تقل أهمية عن الأسلاك والبطاريات التي تشغل الروبوتات، لأنها تحدد شكل العالم الذي سنعيش فيه خلال العقود المقبلة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search