الروبوتات داخل المصانع، تقليل للتكاليف وارتفاع الإنتاجية والكفاءة وشراكة مع البشر
الأربعاء، 01 أكتوبر 2025 10:12 ص

الروبوتات داخل المصانع
محمد السيد
لم تعد الروبوتات في المصانع، مجرد أذرعٍ معدنية تنفذ تعليمات محددة مسبقًا، بل تحولت إلى لاعبٍ رئيسي في سباق الإنتاجية والكفاءة، ومع تزايد الضغوط على الشركات لتقليل التكاليف وإنجاز المزيد في وقت أقصر، أصبح الاعتماد على الروبوتات خيارًا إستراتيجيًا لا غنى عنه، غير أن التحدي الأكبر ظل دائمًا في كيفية تنسيق حركتها داخل المساحات الضيقة، ومنع التصادم بين عشرات الأذرع الميكانيكية، التي تعمل جنبًا إلى جنب.
تقنيات التعلم المعزز والشبكات العصبية الرسومية
ومن أجل مواجهة هذا التحدي، أعلن فريق بحثي من كلية لندن الجامعية بالتعاون مع شركة ديب مايند المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، عن ابتكار إطار عمل جديد أطلق عليه اسم «روبوباليه» (RoboBallet)، والذي يتيح للروبوتات العمل بتناغم أشبه بعرض بآلية جماعية، حيث يخطط لحركتها، ويوزع المهام بكفاءة عالية باستخدام تقنيات التعلم المعزز والشبكات العصبية الرسومية.
وبحسب النتائج المنشورة في مجلة Science Robotics مطلع أغسطس 2025، يمكن للنظام تشغيل ما يصل إلى ثمانية روبوتات في وقت واحد لإنجاز أربعين مهمة، وهو ما يتجاوز قدرات الأنظمة التقليدية التي بالكاد تدير خمسة روبوتات مع عشر مهام.
التناغم الكامل بين البشر والآلات
الابتكار الجديد لا يقتصر على تحسين التنسيق فحسب، بل يفتح الباب أمام نماذج إنتاج أكثر كفاءة وأقل تكلفة، فالمصانع لم تعد بحاجة إلى مساحات أكبر أو وحدات إضافية، إذ يمكن لعدة روبوتات تنفيذ مهام متعددة على قطعة عمل واحدة، مثل عمليات اللحام أو التجميع، ما يرفع وتيرة الإنتاج، ويقلل الاعتماد على التوسع المكلف، وهذه التقنية تمثل نقلة نوعية تقترب بالمصانع من نموذج "المصنع الذكي" القائم على التناغم الكامل بين البشر والآلات.

سوق الروبوتات الصناعية
وتبدو ملامح هذه الطفرة جلية في الصين، والتي باتت تتصدر سوق الروبوتات الصناعية ضمن خطتها «صُنع في الصين 2025»، حيث يتم تركيب نحو 280 ألف روبوت سنويًا، أي ما يعادل نصف التي تُثبت حول العالم، كما تقدم شركات مثل CRP نماذج منخفضة التكلفة، تتيح للمصانع زيادة الأتمتة وخفض نفقات العمالة، ومن أبرز الأمثلة مصانع السيارات الكهربائية الصينية، والتي تمكنت من أتمتة خطوط إنتاجها بالكامل، ما ساهم في تعزيز صادراتها إلى أسواق جديدة.
نقل البضائع إلى فرز الطرود
أما في الولايات المتحدة، فتقود شركة أمازون مشهدًا آخرًا للأتمتة الضخمة، إذ تدير أكثر من 750 ألف روبوت في مراكزها اللوجستية، كما تعمل مع مئات الآلاف من الموظفين، وتتنوع مهام الروبوتات من نقل البضائع إلى فرز الطرود والتعامل مع ملايين المنتجات بدقة، فيما يحتفظ البشر بأدوار أساسية في المراقبة والمهام الحساسة التي تتطلب مرونة يصعب على الآلات تقليدها.
وعلى النهج نفسه، افتتحت هيونداي الكورية مصنعًا متطورًا في ولاية جورجيا الأميركية نهاية 2024، يضم 750 روبوت، مقابل 1,450 عاملًا بشريًا، في مشهد يعكس فلسفة التكامل بين الطرفين، بدلًا من الاستبدال الكامل.

اقرأ أيضًا:-
"الصناعة الذكية"، الروبوتات والذكاء الاصطناعي قاطرة التنمية ومضاعفة الإنتاج
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
استثمارات بـ7.5 مليار جنيه، البنوك الحكومية تتسابق نحو رقمنة الخدمات
01 أكتوبر 2025 10:21 ص
خطوات مبسطة ومصاريف مجانية، التحويل بين شبكات المحمول في مصر
01 أكتوبر 2025 04:00 ص
بالتعاون مع إنفيديا، الإمارات تعزز مكانتها العالمية بإطلاق مختبر مبتكر للذكاء الاصطناعي
01 أكتوبر 2025 05:00 ص
أكثر الكلمات انتشاراً