الجمعة، 26 سبتمبر 2025

06:45 م

مايكروسوفت وإسرائيل، التكنولوجيا بين ساحة الربح وميدان الحرب

الجمعة، 26 سبتمبر 2025 03:27 م

مايكروسوفت وإسرائيل

مايكروسوفت وإسرائيل

في خضم اشتعال الحروب وتزايد وتيرة النزاعات المسلحة، وجدت شركات التكنولوجيا نفسها أمام مفترق طرق خطير، تتداخل فيه مصالحها الاقتصادية، ومسؤولياتها الأخلاقية، وتبعات استخدامها في تطبيقات عسكرية حساسة.

مايكروسوفت

أحدث الأمثلة على ذلك هو قرار شركة مايكروسوفت العملاقة بوقف بعض خدماتها للجيش الإسرائيلي، على خلفية اتهامات باستخدام تقنياتها في عمليات مراقبة جماعية استهدفت المدنيين الفلسطينيين في غزة.

الربح ليس معزولًا عن المسؤولية

من الناحية الاقتصادية، تشكل العقود الحكومية والعسكرية أحد أكبر مصادر الدخل لشركات التكنولوجيا الكبرى، فالأنظمة الدفاعية الحديثة تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وتحليل البيانات الضخمة وهي جميعًا مجالات تتفوق فيها شركات مثل مايكروسوفت، وأمازون، وجوجل.

لكن مايكروسوفت وجدت نفسها مضطرة للتراجع ولو جزئيًا، بعد أن كشف تقرير “الجارديان” عن تخزين بيانات اتصالات جماعية على خوادمها، يزعم أن الجيش الإسرائيلي استخدمها لتحديد أهداف قصف في غزة. 

وسرعان ما تحوّل الضغط من الخارج إلى الداخل، مع احتجاجات الموظفين، واتهامات بمخالفة المبادئ الأخلاقية لاستخدام التكنولوجيا في استهداف المدنيين.

اقرأ أيضًا:

سباق الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الاقتصاد الدولي، هل يصبح «الكود» أقوى من السلاح؟

استخدام التكنولوجيا في الحروب

مخاطر استخدام التكنولوجيا في الحروب

تسليح البيانات: لم تعد الحروب تدور فقط على الأرض، بل أصبحت تدور كذلك في مراكز البيانات، ملايين المكالمات المسجلة، والصور، والبيانات الحركية، والأنماط الاجتماعية.

كل ذلك يمكن تحليله لاستهداف أشخاص أو مناطق، وهو ما يثير أسئلة عميقة حول الخصوصية، والتمييز، واستخدام القوة المفرطة.

عدم وضوح المسؤولية: من المسؤول عندما يستخدم خادم سحابي تابع لشركة أمريكية في عملية عسكرية تنتهك القانون الدولي؟ 

هل هو المطور؟ أم مزود الخدمة؟ أم الجهة التي طلبت التكنولوجيا؟ لا تزال هذه الأسئلة بلا إجابات قانونية واضحة، مما يخلق مخاطر تنظيمية واقتصادية للشركات المعنية.

تآكل الثقة بالعلامة التجارية: قرار مايكروسوفت الأخير ليس فقط إشارة إلى موقف أخلاقي، بل أيضًا خطوة استباقية لحماية سمعتها التجارية، فثقة المستخدمين سواء أفرادًا أو مؤسسات، تتآكل عندما تربط العلامة التجارية بانتهاكات حقوق الإنسان أو التجسس.

تصعيد الحرب التكنولوجية: في ظل اشتداد الصراع الجيوسياسي، قد تستخدم الدول التكنولوجيا كسلاح اقتصادي عبر فرض قيود على شركات تخدم خصومها. 

وما حدث مع مايكروسوفت قد يفتح الباب أمام مزيد من التسييس للعقود التكنولوجية، مما يهدد استقرار سلاسل التوريد والعائدات في الأسواق الدولية.

 

اقرأ أيضًا:

«مايكروسوفت» توقف استخدام الجيش الإسرائيلي لبرامجها جزئيًا، ما السبب؟

الاقتصاد في زمن المعايير الأخلاقية

ما حدث مع مايكروسوفت ليس استثناءً، بل جزء من نقاش عالمي أوسع حول دور شركات التكنولوجيا في الحروب والنزاعات. 

في السابق، كانت شركات تصنيع الأسلحة هي الوحيدة التي تسأل عن مسؤوليتها الأخلاقية، أما اليوم فقد دخلت شركات البرمجيات، والذكاء الاصطناعي، وحتى شبكات التواصل في ذات الحلبة.

وبينما تواصل مايكروسوفت تقديم خدمات الأمن السيبراني لإسرائيل، كما أوضح رئيسها براد سميث، فإن قرار وقف استخدام بعض أدواتها في عمليات المراقبة يشير إلى تحول ملحوظ في طريقة التفكير، من تحقيق الأرباح فقط، إلى إدارة المخاطر الأخلاقية والقانونية.

مايكروسوفت

هل آن أوان "ميثاق تكنولوجي أخلاقي"؟

إذا كانت التكنولوجيا قد أصبحت أداة فعالة في ساحات الحرب، فإن من الضروري التفكير في "اتفاقيات جنيف رقمية"، تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي، والبيانات، والسحابة في النزاعات المسلحة. 

وهذا لا يخدم فقط الإنسانية، بل يحمي كذلك الاقتصاد العالمي من تداعيات عسكرة الابتكار.

إن على شركات التكنولوجيا الكبرى أن تفهم أن دورها لم يعد تقنيًا فقط، بل بات سياسيًا، وأخلاقيًا، واقتصاديًا في آن واحد، وتلك مسؤولية ثقيلة، لا يمكن تجاهلها.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search