الأحد، 28 سبتمبر 2025

02:47 م

من التوليب إلى التكنولوجيا، التاريخ يعيد نفسه في فقاعات الاقتصاد

الأحد، 28 سبتمبر 2025 11:45 ص

الفقاعة الاقتصادية

الفقاعة الاقتصادية

ميرنا البكري

تعتبر الفقاعة الاقتصادية بالونة تنفق في الهواء، فكلما ازداد التفاؤل والمضاربة، الأسعار ترتفع بدون منطق، والأغلب يعتقد أن المكاسب ستستمر، لكن الحقيقة تنفجر هذه البالونة في لحظة، والأسعار تنهار بوتيرة أكبر من الارتفاع، وبالتالي تسبب خسائر كبيرة.

الفقاعة ليس مجرد حركة أسعار، بل لعبة نفسية جماعية، بها الطمع والخوف من ضياع الفرصة،والكارثة أنها تنتهي غالبًا بانفجار مفاجئ يترك خلفه خسائر ضخمة.

الأزمة المالية 2008
فقاعة الرهن العقاري 2008

ماذا تعني فقاعة اقتصادية؟

الفقاعة ببساطة، عندما ترتفع أسعار الأصول (مثل الأسهم أو العقارات)  بطريقة غير منطقية، بعيدًا عن قيمتها الحقيقية، بل يحدث غالبًا بسبب، مضاربة زيادة عن اللازم وتفاؤل مفرط بأن الأسعار لن تنهار أبدًا، وسلوك جماعي منتشر بين الأفراد.

 نظرية “هيمان مينسكي”، المراحل الخمسة للفقاعة

أوضح الاقتصادي الأمريكي مينسكي دورة الفقاعة بخمس مراحل واضحة:-

1. التحول (Displacement):- فكرة جديدة أو محفز (تكنولوجيا جديدة، سياسة نقدية ميسرة، منتج مبتكر) تجذب المستثمرين.

2. الازدهار (Boom):- ستبدأ الأسعار في الارتفاع، ويقبل المستثمرون أكثر، ويزداد الزخم.

3. النشوة (Euphoria):- يتجاهل الكل المخاطر، ويبدأ التفكير بعقلية “من يشتري اليوم سيبيع غدًا أكثر”.

4. جني الأرباح (Profit-Taking):- يبدأ القليل من المستثمرين الأذكياء في البيع والربح.

5. الذعر (Panic):- ستنهار الأسعار فجأة، فيبيع الأفراد بأي سعر، ويدخل السوق في حالة رعب جماعي.

 أمثلة تاريخية للفقاعات

 جنون التوليب (1634لـ 1637)

أغرب فقاعة في التاريخ، حينما أصبحت زهرة التوليب أغلى من بيوت كاملة في هولندا، فاتجه البعض لبيع كل ما يمتلكوه  لكي يشتروا بصيلة، وفي النهاية الأسعار وقعت للنصف تقريبًا وخسروا الكل.

 فقاعة الإنترنت

كانت بين عامي 1995 و 2000، حيث ارتفعت أسهم شركات الإنترنت الصغيرة بشكل جنوني رغم أن أغلبها لم يكن لديه  منتج حقيقي أو أرباح، ومع دخول الألفية، انفجرت الفقاعة، وخسر السوق تريليونات.

 فقاعة العقارات الأمريكية (2007 لـ 2008)

بعد فقاعة الإنترنت، بدأا لافراد ينفقون في العقارات، كما سهلت البنوك القروض، وبالتالي تم شراء أعداد ضخمة من البيوت، ومع ارتفاع الفوائد، عجز الجميع عن السداد، والنتيجة انهيار سوق العقارات واندلاع الأزمة المالية العالمية.

 التوقعات، هل العالم متجه لفقاعة جديدة؟

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي:- هناك الآن موجة ضخمة من الاستثمارات في الـ AI، فقد تتحول لفقاعة إذا لم تقدم الشركات أرباح حقيقية.

العقارات:-ترتفع أسعار العقارات في بعض الدول بشكل مبالغ، خاصةً مع قروض مدعومة، إذا ارتفعت الفوائد أكثر، فهناك خطورة بتكرار أزمة 2008.

الأسواق الناشئة:-قد تولد تدفقات الاستثمار السريع فقاعات قصيرة المدى، خاصةً مع التغيرات الجيوسياسية.

ختامًا، الفقاعة الاقتصادية ليس مجرد حركة أسعار، بل ظاهرة نفسية واجتماعية قبل أن تكون مالية، فكلًا من الطمع، التفاؤل المفرط، والخوف من ضياع الفرصة هم المحرك الأساسي، والذي يستطيع إنقاذ المستثمر هو، التحليل الأساسي للأصول ، والحذر من موجة “الكل يربح” الذي غالبًا يسبق السقوط.

فهم مراحل الفقاعة وتوقع انهيارها، وفي النهاية، السوق لا يرحم الذي يصدق أن الأسعار تستمر في الارتفاع دائمًا. 

اقرأ أيضًا:-

وادي السيليكون يضع كل رهاناته في سلة واحدة، هل تنفجر فقاعة الذكاء الاصطناعي؟

فقاعة التوليب
فقاعة التوليب

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search