الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

07:02 م

"البنك الدولي" يدق ناقوس الخطر، تحديات تهدد استدامة التنمية في مصر (تفاصيل)

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 04:05 م

اقتصاد مصر - صورة تعبيرية

اقتصاد مصر - صورة تعبيرية

في الوقت الذي يشهد فيه اقتصاد مصر تغيرات متسارعة تفرض المزيد من الضغوط على مختلف القطاعات، تبرز التنمية البشرية كأحد أهم التحديات التي تواجه الدولة في مسيرتها نحو النمو.

وبالرغم من قدرة الحكومة خلال السنوات الأخيرة على التوسع وإتاحة خدمات التعليم والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية، ولكن حجم الإنفاق الموجه للفرد على هذه الخدمات شهد تراجعًا ملحوظًا، وفقًا لتقرير حديث صدر عن البنك الدولي.

مصر تكافح لمواكبة متطلبات التنمية البشرية

وأوضح التقرير، الذي يحمل عنوان "تبني التغيير وتشكيله: التنمية البشرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مرحلة التطور"، أن مصر تكافح لمواكبة متطلبات التنمية البشرية لاقتصادها المتسارع.

وأثار هذا الأمر تساؤلات حول قدرة الدولة على توفير الاستثمارات الكافية في رأس المال البشري لمواجهة تحديات المستقبل.

تراجع الإنفاق على التنمية البشرية رغم نمو الاقتصاد

وأوضح التقرير أن نصيب الفرد من الإنفاق الحقيقي على التنمية البشرية انخفض بين عامي 2005-2009 و2020-2023، على الرغم من نمو الناتج المحلي الإجمالي.

وأشار إلى أن السبب يرجع جزئيًا إلى توجيه جزء كبير من الموازنة نحو بند المعاشات، في ظل وجود قاعدة سكانية كبيرة من الشباب، وهو ما قلّص الموارد المتاحة للمدارس والمستشفيات وحد من الاستثمار في القوى العاملة المستقبلية.

تحولات ديموغرافية وضغوط متزايدة

تشهد مصر تحولا ديموغرافيا مع انخفاض معدلات الخصوبة وارتفاع متوسط العمر. ومن المتوقع أن تتضاعف نسبة إعالة كبار السن، أي عدد من تجاوزوا 65 عامًا مقارنة بالفئة العمرية من 15 إلى 64 عامًا بحلول 2050، بعد أن ظلت مستقرة تقريبًا طوال الفترة بين 1970 و2020.

ورغم أن ارتفاع متوسط الأعمار يعد مؤشرًا إيجابيًا، فإنه يضع ضغوطًا متزايدة على موازنات الرعاية الصحية والمعاشات، خاصة إذا لم تواكب الحياة الأطول بحياة عملية أطول وسنوات صحية أكثر.

فجوة متوقعة في سوق العمل

كما حذر تقرير البنك الدولي، من أن شيخوخة السكان تتطلب قوة عاملة أكبر في مجال الرعاية الصحية، لكن انخفاض معدلات المواليد يفاقم الفجوة في سوق العمل.

واشار إلى أن غياب التوازن بين معدل الولادات وتزايد كبار السن قد يؤدي إلى ضغوط متسارعة على نظم الدعم الاجتماعي.

تغيّر المناخ.. تهديد مضاعف

لم يغفل التقرير تأثير تغيّر المناخ، حيث يعيش ما بين 15% و20% من المصريين في مناطق ساحلية مهددة بارتفاع منسوب سطح البحر، كما ستتفاقم أزمة ندرة المياه، ما قد ينعكس سلبًا على الزراعة والشرب.

وتوقع البنك الدولي أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة بنسبة تتراوح بين 6-14% بحلول 2050 بسبب الإجهاد المائي.

الذكاء الاصطناعي وسوق العمل

أشار التقرير إلى أن نحو ثلث الوظائف في مصر قد تتأثر بالذكاء الاصطناعي، حيث يُرجح أن تُستبدل العديد منها بدلاً من تعزيزها.

وتتميز مصر بكونها لاعبًا بارزًا في سوق العمل الرقمي المؤقت، إذ تسهم بنحو 2% من القوى العاملة العالمية في هذا المجال وتحتل المرتبة التاسعة عالميًا، لتقود المنطقة التي تمثل مجتمعة 4% من القوى العاملة الرقمية حول العالم.

مصر أمام معادلة دقيقة

من خلال هذا التقرير وضع البنك الدولي مصر أمام معادلة دقيقة، حيث يتطلب النمو الاقتصادي السريع استثمارات موازية في رأس المال البشري لضمان تحقيق الاستدامة، فالتحديات المتشابكة من تراجع الإنفاق على الخدمات الأساسية، والضغوط الديموغرافية، والتغير المناخي، والتحولات التكنولوجية، تستدعي تبني سياسات أكثر شمولًا ومرونة.

ويبقى هنا السؤال الأبرز عن كيف يمكن لمصر أن توازن بين متطلبات التنمية الاقتصادية وضمان بناء إنسان قادر على مواكبة المستقبل وصناعة فرصه؟.

اقرأ أيضًا:

550 مليار دولار استثمارات في البنية التحتية، مصر تعيد رسم خريطتها الجديدة

الرئيس التنفيذي لهيئة الاستثمار يستعرض جهود مصر الاستثمارية في منتدى “إفريقيا - سنغافورة”

«هيئة الاستثمار» تطلق برنامج لرفع تنافسية الشركات المصرية في الأسواق الدولية

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search