الأربعاء، 31 ديسمبر 2025

03:51 م

سياحة الذروة في مصر والعالم، كيف تصنع ليلة رأس السنة نشاطًا اقتصاديًا بمليارات الدولارات؟

الأربعاء، 31 ديسمبر 2025 02:00 م

احتفالات رأس السنة الجديدة بأهرامات الجيزة

احتفالات رأس السنة الجديدة بأهرامات الجيزة

مع اقتراب نهاية عام 2025 واستقبال العام الجديد، يتحول موسم رأس السنة إلى أحد المحركات المؤقتة للنشاط الاقتصادي، خاصة في القطاعات المرتبطة بالإنفاق الخدمي والترفيهي.

ويبرز قطاع الضيافة والسياحة كأحد أكثر القطاعات استفادة من هذا الموسم، إذ يشهد ارتفاعًا في معدلات السفر، وزيادة الإقبال على الفنادق والمنتجعات، وتنشيط حركة المطاعم والفعاليات السياحية.

ويعكس أداء القطاع خلال موسم رأس السنة مؤشرات قوية حول قوة الطلب المحلي والدولي، وقدرته على دعم الإيرادات السياحية وخلق فرص عمل، في وقت يسعى فيه الاقتصاد المصري إلى تعزيز مصادر النقد الأجنبي وتحقيق نمو مستدام في الأنشطة الخدمية.

أداء الاقتصاد المصري خلال عام 2025

تمكن الاقتصاد المصري خلال عام 2025 من تحقيق قفزات كبيرة على المستوى الداخلي والخارجي، وهو ما أكدت عليه شهادات دولية لأول مرة منذ ثلاث سنوات، مع توقعات بنمو يصل إلى 5.3%، وفقًا لبيانات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي.

ويأتي هذا الإنجاز رغم الظروف الجيوسياسية المعقدة في الشرق الأوسط، والتوترات الاقتصادية بين الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة، والصين، وكندا، وأوروبا.

وقد ساعد تسارع النمو في القطاعات الإنتاجية، مع استمرار تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية لدعم الاقتصاد الحقيقي وتمكين القطاع الخاص، على تحقيق نمو بنسبة 25.9% في استثمارات القطاع الخاص، الذي استحوذ على 66% من إجمالي الاستثمارات الكلية.

كما شهد الاقتصاد تحولاً ملحوظًا نحو القطاعات القابلة للتبادل ذات الإنتاجية المرتفعة مثل السياحة والصناعة والاتصالات، إلى جانب تعافي نشاط قناة السويس.

القطاع السياحي والضيافة في مصر

شهد القطاع السياحي في مصر خلال عام 2025 نموًا ملحوظًا، بفضل الاستثمارات في البنية التحتية بالتعاون مع القطاع الخاص، وبحفاظه على قوته بعد جائحة كورونا.

وقد ارتفعت الاستثمارات في البنية التحتية بنسبة 13.8% مقارنة بالعام السابق، فيما وصل عدد الزوار الوافدين إلى 5.1 مليون سائح خلال الربع الأخير من العام، ما ساهم بشكل مباشر في زيادة التدفقات من العملات الأجنبية المرتبطة بالسفر والضيافة والنقل.

ويستمر القطاع في لعب دور محوري في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية.

توقعات إيرادات السياحة

ومن المتوقع أن تحقق مصر أرقامًا قياسية في الإيرادات السياحية خلال عام 2025، حيث من المتوقع أن ترتفع من 17.1 مليار دولار إلى 19 مليار دولار بحلول عام 2029.

ويتوقع خبراء السياحة أن تستقطب مصر ما بين 18.7 مليون إلى 19 مليون سائح بنهاية العام الجاري، مدفوعة بجهود الترويج للمقصد المصري وافتتاح مشروعات كبرى مثل المتحف المصري الكبير، الذي من المتوقع أن يجذب حركة مرور دولية كبيرة، ويعكس الآفاق الإيجابية للقطاع.

تشير التقديرات إلى أن معدلات إشغال الفنادق في المدن الرئيسية تتجاوز 90% خلال موسم رأس السنة، ما يعكس زيادة كبيرة في الإيرادات الفندقية اليومية، خاصة في الفنادق الفاخرة التي تستقطب شريحة كبيرة من السياح الأجانب.

كما يسهم النشاط المكثف في قطاع النقل والسفر، بما في ذلك الرحلات الداخلية والخدمات السياحية، في تعزيز التدفقات النقدية إلى الاقتصاد المصري.

موسم رأس السنة يترجم التوقعات إلى أرقام فعلية

وسط توقعات بتحقيق أرقام قياسية في أعداد السائحين خلال عام 2025، أكد مسؤولون وخبراء بالقطاع السياحي أن موسم احتفالات رأس السنة شكل ذروة قوية للحركة السياحية الوافدة إلى مصر، وسجلت الفنادق في عدد من المدن نسب إشغال قاربت 100%، خاصة في الوجهات السياحية الرئيسية.

ويعكس هذا الأداء القوي ما سبق رصده في مؤشرات الطلب السياحي خلال العام، ويعزز من التقديرات التي تشير إلى قدرة القطاع على دعم النمو الاقتصادي وتوفير تدفقات مستقرة من النقد الأجنبي.

19 مليون سائح وإيرادات تاريخية للقطاع

وفي هذا السياق، قال  شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، إن مصر استقبلت خلال عام 2025 نحو 18.8 مليون سائح، أي ما يقارب 19 مليون سائح، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ السياحة المصرية.

وأوضح الوزير، في تصريحات سابقة، أن هذه الزيادة في أعداد السائحين أسهمت في تحقيق إيرادات سياحية تجاوزت 18 مليار دولار لأول مرة، ويوضح ذلك تحسن جودة الطلب السياحي وليس فقط زيادة الأعداد، في ظل متوسط إنفاق أعلى وتنوع في الأسواق الوافدة.

الأسواق المصدرة للسياحة تقود النمو

وأشار وزير السياحة إلى أن السوق الروسية جاءت في المرتبة الأولى من حيث أعداد السائحين الوافدين إلى مصر خلال 2025، تلتها الأسواق الألمانية والإنجليزية، ثم السوق السعودية والإيطالية، وهي الأسواق الخمس التي تصدرت الحركة السياحية خلال العام.

ويعكس تنوع هذه الأسواق مرونة المقصد المصري وقدرته على جذب شرائح مختلفة من السياحة الترفيهية والثقافية والدينية، بما يدعم استدامة الطلب على مدار العام.

توسع الطاقة الفندقية لمواكبة الطلب المتزايد

وعلى صعيد البنية التحتية، كشف الوزير عن افتتاح نحو 15 ألف غرفة فندقية جديدة خلال عام 2025، مع خطط لإضافة نحو 25 ألف غرفة أخرى خلال العام المقبل، في إطار استراتيجية تستهدف رفع الطاقة الاستيعابية للفنادق لمواكبة النمو المتوقع في أعداد السائحين.

ويأتي هذا التوسع بالتوازي مع تحفيز الاستثمارات الخاصة وتطوير الخدمات السياحية، بما يعزز من جاهزية القطاع لاستقبال معدلات إشغال مرتفعة خلال مواسم الذروة.

الأقصر وأسوان والساحل الشمالي في صدارة الإشغالات 2026

وأكد خبراء السياحة أن الإقبال خلال عطلة رأس السنة تركز بشكل ملحوظ على مدينتي الأقصر وأسوان، إلى جانب مدن الساحل الشمالي، فضلاً عن السياحة الثقافية في القاهرة.

كما حظيت محافظة الجيزة بإقبال لافت، مدفوعاً برغبة السائحين في زيارة المتحف المصري الكبير ومنطقة الأهرامات، ما يعكس تنامي الطلب على السياحة الثقافية بالتوازي مع السياحة الترفيهية.

المتحف الكبير والترويج العالمي يدعمان طفرة مرتقبة

ويرى خبراء أن القطاع السياحي المصري مقبل على طفرة جديدة خلال الفترة المقبلة، مدفوعة بحملات الترويج الدولية التي تنفذها الدولة، إلى جانب التسهيلات المقدمة للاستثمار السياحي، وتطوير شبكة الطرق والخدمات، وافتتاح مشروعات كبرى في مقدمتها المتحف المصري الكبير.

وتستهدف مصر، وفق استراتيجيتها السياحية، الوصول إلى 30 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2031، عبر تنويع المنتج السياحي، وزيادة الطاقة الفندقية، ودعم الطيران منخفض التكاليف، بما يعزز من مكانة القطاع كأحد محركات النمو الاقتصادي المستدام.

اقتصاديات رأس السنة عالميًا

مع بداية العام الجديد، يحتفل العالم بقدومه، مصحوبًا بحركة سياحية واقتصادية مزدهرة، من عروض الألعاب النارية إلى المهرجانات الثقافية، ما يسهم في تعزيز الاقتصادات المحلية والعالمية.

وتعد احتفالات رأس السنة محركًا رئيسيًا للسياحة العالمية، إذ يتوافد ملايين المسافرين إلى وجهات شهيرة بالاحتفالات، ويسهم ذلك في تحقيق عائدات اقتصادية كبيرة في قطاعات متعددة تشمل السفر والضيافة والتجزئة والترفيه.

وتظهر التقارير الإحصائية العالمية أن المدن الرئيسية مثل نيويورك وسيدني تجذب ملايين الزوار، ووصل عدد المسافرين للاحتفال برأس السنة إلى أكثر من 100 مليون شخص على مستوى العالم، فيما حققت السياحة العالمية ما يقرب من 50 مليار دولار خلال عام 2022.

المساهمات الاقتصادية المباشرة

يساهم قطاع الضيافة والإقامة بشكل واضح في الاقتصاد خلال موسم رأس السنة، حيث يتراوح متوسط الإنفاق على الإقامة بين 200 و500 دولار أمريكي لليلة واحدة في المدن الشهيرة، فيما تتجاوز إيرادات الفنادق الفاخرة مليار دولار عالميًا خلال فترة الاحتفالات.

كما يحقق قطاع السفر إيرادات ضخمة، حيث تدر رحلات الطيران خلال أسبوع رأس السنة نحو 15 مليار دولار أمريكي عالميًا، مع ارتفاع متوسط أسعار التذاكر بنسبة 20–30%، بينما تضيف خدمات النقل المحلي ومشاركة الركوب أكثر من 2 مليار دولار إضافية.

ويكمل قطاع الترفيه والفعاليات هذا النمو الاقتصادي، إذ تولد الفعاليات الكبرى مثل عروض الألعاب النارية واحتفالات تايمز سكوير أكثر من 300 مليون دولار سنويًا من مبيعات التذاكر والرعاية.

الأثر المضاعف لسياحة رأس السنة

لا يقتصر تأثير سياحة رأس السنة على الإنفاق المباشر فقط، بل يمتد ليشمل التوظيف الموسمي في قطاعات الضيافة والأمن والنقل بنسبة تتراوح بين 20–30%، ما يوفر وظائف مؤقتة لملايين الأشخاص.

كما تجمع الحكومات إيرادات كبيرة من ضرائب المبيعات، ورسوم ترخيص الفعاليات ورسوم السياحة، بما يقدر بنحو 8 مليارات دولار عالميًا، بالإإضافة إلى ذلك، تسهم الاستثمارات في البنية التحتية والنقل والأمن استعدادًا لاحتفالات رأس السنة في خلق فوائد طويلة الأجل للمدن.

وتبرز نماذج مدن عالمية مثل نيويورك، حيث يجذب إسقاط الكرة في تايمز سكوير أكثر من مليون شخص، مولّدًا نشاطًا اقتصاديًا بقيمة 2 مليار دولار، بينما تسهم لاس فيغاس بحوالي 250 مليون دولار سنويًا.

وفي سيدني يجذب عرض الألعاب النارية 1.6 مليون متفرج، مع عائدات تبلغ 130 مليون دولار. أما في أوروبا، فتدر الألعاب النارية في لندن وباريس حوالي 150 و215 مليون دولار على التوالي، بما في ذلك الإنفاق المرتبط بالمطاعم والترفيه.

التحديات والمكاسب الاقتصادية لاحتفالات رأس السنة

على الرغم من المكاسب الاقتصادية الكبيرة، تواجه الوجهات السياحية تحديات تتعلق بالبيئة وارتفاع التكاليف. إذ تخلّف الاحتفالات عادة نفايات وانبعاثات كربونية، ما دفع المدن لاعتماد حلول صديقة للبيئة مثل الألعاب النارية القابلة للتحلل وعروض الليزر.

كما يؤدي ارتفاع الطلب إلى ارتفاع الأسعار، مما يجعل السفر غير ميسور التكلفة لبعض الشرائح ويخلق تفاوتات اقتصادية، وتسعى الحكومات والجهات الفاعلة الخاصة للاستثمار في البنية التحتية الخضراء لضمان أن يكون النمو السياحي مستدامًا وواعياً بيئيًا.

تفوقت على جميع الوجهات الأخرى.. الكشف عن

النمو المستقبلي والتوقعات الاقتصادية

وأشارت التوقعات العالمية إلى أن سياحة رأس السنة قد تحقق أكثر من 70 مليار دولار سنويًا بحلول 2030، بفضل الزيادة في إنفاق الطبقة المتوسطة وتعزيز التواصل العالمي.

وتستمر الاستثمارات في السياحة المستدامة لتعزيز النمو الاقتصادي مع المحافظة على البيئة، ما يجعل هذا القطاع محركًا رئيسيًا للنمو والابتكار في الاقتصاد العالمي والمحلي على حد سواء.

تؤكد دراسة اقتصاديات سياحة رأس السنة على مساهماتها الكبيرة في الاقتصادات العالمية والمحلية، من الإنفاق المباشر على السفر والضيافة إلى الفوائد غير المباشرة لقطاعي التجزئة والبنية التحتية.

ومع استمرار تطوير الوجهات السياحية وتحسين العروض، يظل هذا القطاع ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي، موفرًا فرص عمل، ومعززًا مكانة مصر والعالم كوجهات سياحية رائدة، مع التأكيد على أهمية الموازنة بين العوائد الاقتصادية والاستدامة البيئية لضمان استدامة هذا النجاح على المدى الطويل.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search