الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

03:46 م

"موديز أناليتكس": الذكاء الاصطناعي أداة لمكافحة الاحتيال والعمليات المالية المشبوهة

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 02:14 م

مؤسسة موديز أناليتكس

مؤسسة موديز أناليتكس

محمد السيد

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تجريبية داخل أقسام الامتثال وإدارة المخاطر، بل تحوّل إلى عنصر أساسي في استراتيجيات التحول الرقمي للقطاع المالي على مستوى العالم، وأكد تقرير حديث صادر عن مؤسسة “موديز أناليتكس”، أن التقنية باتت قادرة على إعادة صياغة آليات الرقابة والتنظيم، خصوصاً في مجالات حساسة مثل مكافحة الاحتيال، والتحقق من هوية العملاء، ومتابعة العمليات المالية المشبوهة.

الاعتماد على الذكاء الاصطناعي

المسح الذي أجرته "موديز" شمل 600 مسؤول وخبير من مؤسسات كبرى تغطي قطاعات البنوك والتأمين وإدارة الأصول والتقنية المالية، إضافة إلى جهات حكومية، ونتائجه أظهرت قفزة كبيرة في اعتماد الذكاء الاصطناعي، وأوضح 53% من المشاركين أنهم يستخدمونه بالفعل أو يجرون تجارب عليه حالياً، مقارنة بـ30% فقط خلال 2023، توقع نصف المستطلعين أن يصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً رئيسياً من أعمالهم خلال ثلاث سنوات، بينما رأى 13% أن هذا التحول يحدث في غضون عام واحد فقط.

أنظمة كشف الاحتيال والرقابة الفورية

التقرير أشار أيضاً إلى أن أبرز مجالات التأثير الفعلي للذكاء الاصطناعي حالياً تكمن في أنظمة كشف الاحتيال والرقابة الفورية على العملاء، وهي الجوانب التي تحظى باهتمام واسع في دول الخليج ومصر، وفي السعودية مثلاً، يواصل البنك المركزي وهيئة السوق المالية الاستثمار في حلول رقمية متقدمة لتعزيز "اعرف عميلك" ورصد الأنشطة غير المشروعة، الأمر ذاته يظهر في الإمارات من خلال منصة "goAML"، إحدى أبرز التجارب في تطبيق الذكاء الاصطناعي بالحوكمة المالية.

استخدام الذكاء الاصطناعي

لكن رغم هذا التقدم، لا تزال هناك فجوة واضحة في الكفاءات، أكثر من 41% من المشاركين في الاستطلاع أقرّوا بأن مؤسساتهم تفتقر إلى الخبرات البشرية اللازمة لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، والتحدي يظهر بشكل أكبر في الشركات الصغيرة التي لا يتجاوز عدد موظفيها 100 فرد، مقارنة بالمؤسسات الضخمة التي تمتلك قدرات مالية وبشرية أوسع، وكذلك تتباين سرعة التبني بين المناطق الجغرافية، حيث تسبق أوروبا وأميركا الشمالية دول الشرق الأوسط في هذا المجال، نتيجة لعوامل تنظيمية ومالية وتقنية.

أنظمة داخلية آمنة تحافظ على سرية البيانات

من بين الاتجاهات اللافتة التي يرصدها تقرير "موديز" صعود النماذج اللغوية الكبيرة مثل "تشات جي بي تي" و"مايكروسوفت كوبايلوت"، والتي بدأ استخدامها في مراجعة المستندات، وتصفية العملاء، وإدارة الملفات المعقدة، ورغم زيادة نسبة القبول بهذه الأدوات من 28% عام 2023 إلى 62% حالياً، فإن بعض الشركات الكبرى ما زالت مترددة بسبب مخاوف تتعلق بأمن البيانات والتحيز الخوارزمي، لذلك تلجأ العديد من المؤسسات إلى تطوير “حدائق مغلقة”، أي أنظمة داخلية آمنة تحافظ على سرية البيانات وتتيح في الوقت ذاته الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي.

الاعتماد المتسارع على الذكاء الاصطناعي

يخلص التقرير إلى أن الرقابة البشرية ستظل عاملًا حاسمًا في مرحلة الاعتماد المتسارع على الذكاء الاصطناعي، نحو 96% من المشاركين أكدوا أن دورهم سيتحول من تنفيذ المهام الروتينية إلى الإشراف على النظم الذكية وتحليل نتائجها، ودعا 79% إلى ضرورة سن تشريعات جديدة تضمن الشفافية وتحمي الخصوصية وتعزز المساءلة، وبينما تتحرك أوروبا بقوة نحو قانون خاص بالذكاء الاصطناعي، وتبقي الولايات المتحدة على نهج لا مركزي، يرى التقرير أن السعودية والإمارات أمامهما فرصة لوضع نموذج تشريعي محلي يوازن بين الابتكار والسيادة الرقمية.

اقرأ أيضًا:

وعود كبيرة ومخاطر خفية، الذكاء الاصطناعي الطبي بين التشخيص والعلاج

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search