الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

12:35 م

وعود كبيرة ومخاطر خفية، الذكاء الاصطناعي الطبي بين التشخيص والعلاج

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 11:04 ص

الذكاء الاصطناعي الطبي- تعبيرية

الذكاء الاصطناعي الطبي- تعبيرية

محمد السيد

يتجه العالم نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بداية من المصانع وخطوط الإنتاج وصولًا إلى الأسواق المالية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالطب، يصبح الميدان أكثر حساسية، لأن الخطأ هنا لا يقاس بخسارة مالية بل قد يعني حياة مريض، وينكشف الوجه الآخر لهذه التكنولوجيا، حدودها ومخاطرها، ومتى يمكن أن تتحول من أداة مساعدة إلى عبء حقيقي على الأطباء.

استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج

أحد أبرز التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج هو ما يُعرف بالإفراط في التعلّم، حين تنجح الخوارزمية في حفظ التفاصيل بدقة مبالغ فيها لكنها تفشل أمام أي اختلاف في البيانات، في المقابل، يظهر التقصير في التعلّم، حيث تكون النماذج ضعيفة لدرجة تعجز معها عن اكتشاف الأنماط الطبية الأساسية، وفي الحالتين، النتيجة واحدة، قرارات غير دقيقة قد تربك الطبيب وتعرض المريض لمخاطر غير ضرورية.

الذكاء الاصطناعي حليفًا للطب

أهمية هذه القضية برزت في كتاب مرجعي صدر عن دار "Springer" عام 2023 بعنوان Machine Learning and AI in Healthcare، حرره العالمان كونستانتين أليفريس وجيورجي سيمون، الكتاب لم يكتفِ بعرض النجاحات التي حققتها الخوارزميات، بل توقف مطولاً عند نقاط الضعف التي تجعلها أحياناً غير صالحة للاستخدام السريري المباشر، الرسالة الأهم التي ينقلها المؤلفان هي أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون حليفًا للطب، بشروط صارمة تضمن دقته وسلامة نتائجه.

تطوير نظام للكشف عن سرطان الرئة

في تجربة بجامعة أميركية، تم تطوير نظام للكشف عن سرطان الرئة من صور الأشعة، بدأ النظام في البداية ناجحاً بنسبة دقة قاربت 97%، لكن بمجرد اختباره في مستشفى مختلف تراجعت النتائج إلى أقل من 60%، والمفارقة أن الخوارزمية كانت تتعرف على شعارات الأجهزة الطبية الظاهرة في الصور أكثر مما تتعرف على الأورام نفسها، يوضح النوع من "الذكاء الزائف" أن التفوق في بيئة ضيقة لا يعني بالضرورة النجاح في الواقع المتنوع والمعقد.

أنظمة ذكاء اصطناعي لتحليل تخطيطات القلب

أما الوجه الآخر للمشكلة، فيظهر في حالات العجز عن التعلّم الكافي، وقد تم تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي لتحليل تخطيطات القلب بهدف كشف النوبات القلبية، لكن دقتها لم تتجاوز 50% عند اختبارها خارج نطاق البيانات التي تدربت عليها، الأمر نفسه حدث في طب الأسنان، حيث اعتمدت على الخوارزميات علامات التسوس المبكر مع تصبغات سطحية طبيعية، ما أدى إلى نتائج مضللة أحياناً، ومثل هذه الإخفاقات تكشف أن النموذج، إذا لم يغذ ببيانات متنوعة وشاملة، قد لا يكون أفضل من التخمين.

قرارات علاجية جراحية خاطئة

وربما تبقى أخطر الظواهر هي "الثقة المفرطة"، فقد أظهرت دراسات نشرت في مجلات علمية، منها Nature Medicine، أن بعض النماذج تصدر تنبؤات خاطئة لكنها تغلفها بيقين مطلق، وهذا الإيحاء بالثقة جعل بعض الأطباء يتعاملون مع النتائج وكأنها حاسمة، بينما كانت مضللة، وفي بعض الحالات، كاد الأمر أن يقود إلى قرارات علاجية جراحية خاطئة، لولا تدخل الخبرة البشرية.

الذكاء الاصطناعي في الطب

الرسالة الواضحة من كل هذه التجارب أن الذكاء الاصطناعي في الطب ليس معصوماً من الخطأ، نجاحه مرهون بمدى وعي الأطباء بمحدوديته، وبقدرتهم على التعامل معه كأداة مساعدة لا بديلاً عن الخبرة السريرية، فهو يحمل وعوداً كبرى، لكن إن لم يُستخدم بحذر وصرامة، قد يتحول من أداة إنقاذ إلى خطر صامت على حياة البشر.

اقرأ أيضًا:

روبوتات التمريض المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حل مبتكر لأزمة نقص الكوادر الطبية(فيديو)

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search