التفوق التكنولوجي لـ BYD الصينية يكتسح السوق الأوروبية ويعمق خسائر تسلا الأمريكية

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2025 12:27 م

تسلا وBYD

تواجه شركة تسلا، التي لطالما كانت رمز الريادة في سوق السيارات الكهربائية، واحدة من أكبر التحديات في تاريخها الأوروبي، حيث تكشف بيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية (ACEA) عن تراجع حاد بنسبة 42.4% في مبيعاتها خلال يوليو 2025 مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي.

هذه الخسارة تأتي في وقت تتصاعد فيه قوة الشركة الصينية الناشئة BYD، التي تمكنت من تحقيق قفزة مذهلة بنسبة 206.4% في مبيعاتها خلال الشهر ذاته، متفوقة بذلك على تسلا في واحدة من أهم أسواق السيارات في العالم.

77 ألف سيارة فقط.. تراجع مقلق في 2025

في الأشهر السبعة الأولى من عام 2025، لم تتجاوز مبيعات تسلا حاجز 77 ألف سيارة في الاتحاد الأوروبي، مقارنة بـ 137 ألف سيارة في نفس الفترة من عام 2024، ما يعكس انخفاضًا يزيد عن 43%.

ويمثل هذا التراجع امتدادًا لانخفاضات متتالية تشهدها الشركة منذ مطلع العام، وسط تحول ملحوظ في تفضيلات المستهلكين الأوروبيين.

BYD تسحب البساط من تحت تسلا.. رغم العقوبات الأوروبية

نجحت BYD في تعزيز مكانتها داخل السوق الأوروبي على الرغم من فرض رسوم جمركية بنسبة 27% على وارداتها من السيارات الكهربائية، وهو ما كان يتوقع أن يشكل عائقًا كبيرًا أمام انتشارها.

لكن الشركة الصينية، المدعومة بتفوق تكنولوجي وسعر تنافسي، استطاعت أن تكسر هذه القيود وتستحوذ على حصة متزايدة من السوق الأوروبية، مدفوعة بنموذج أعمال مرن وتنوع في الطرازات بين سيارات كهربائية وهجينة.

أزمة في الصين، المكسيك تهدد سيارات تسلا و BYD الكهربائية بخسائر ضخمة

التفوق التقني الصيني يتحدى الريادة الأمريكية

أظهرت BYD تفوقًا تكنولوجيًا واضحًا، خاصة في مجال شحن البطاريات، حيث أعلنت عن تقنية قادرة على إضافة 250 ميلاً من المدى في خمس دقائق فقط، مقارنة بـ 200 ميل في 15 دقيقة لدى تسلا.

فيما قدمت نظام "عين الإله" للقيادة الذاتية مجانًا لمعظم طرازاتها، مما يعزز جاذبيتها لدى المستهلك الأوروبي الباحث عن ميزات متطورة بسعر مناسب.

السياسة تدخل خط الإنتاج.. وصورة ماسك في مهب الريح

لم تعد التحديات التي تواجه تسلا اقتصادية وتقنية فقط، بل دخل العامل السياسي والشخصي على الخط، وأثار انخراط إيلون ماسك في السياسة الأوروبية ودعمه لأحزاب اليمين المتطرف في ألمانيا والمملكة المتحدة موجة من الانتقادات والاحتجاجات، ليس فقط على الصعيد الإعلامي، بل أيضًا في قرارات المستهلكين.

أشار استطلاع رأي أجرته منصة Electrifying في يناير الماضي إلى أن 60% من المستهلكين امتنعوا عن شراء سيارة تسلا بسبب سلوك ماسك، فيما عبر أكثر من 70% من الألمان والبريطانيين عن نظرة سلبية تجاهه، وهو ما أثر بشكل مباشر على صورة العلامة التجارية لتسلا في القارة.

سهم تسلا يقفز 7% بعد شراء إيلون ماسك أسهمًا بقيمة مليار دولار

أزمة ثقة وشكوك حول مستقبل السيارات الكهربائية في أوروبا

مع تراجع الحوافز الحكومية، وتزايد الشكوك حول عمر البطارية ونقص البنية التحتية للشحن، تشهد سوق السيارات الكهربائية في أوروبا تباطؤًا عامًا.

ورغم أن السيارات الكهربائية بالكامل تشكل الآن 15.6% من السوق، فإن السيارات الهجينة القابلة للشحن باتت الخيار المفضل، مستحوذة على أكثر من ثلث المبيعات، وهو ما يضع BYD، بتنوع طرازاتها، في موقع أفضل مقارنة بتسلا التي تركز فقط على السيارات الكهربائية.

تحول استراتيجي مطلوب

تحتاج تسلا اليوم إلى إعادة تقييم استراتيجيتها الأوروبية، ليس فقط من حيث الأسعار أو الابتكار، بل من حيث إعادة بناء صورتها الذهنية، وتوسيع نطاق عروضها لتواكب التحولات السريعة في تفضيلات المستهلك الأوروبي.

في المقابل، تبدو BYD في موقع هجوم، مستفيدة من زخم تقني وتفوق سعري، يجعلها منافسًا يصعب تجاوزه، لا سيما في ظل بيئة سوق متغيرة وسريعة التحول.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم