دعم تسلا على المحك، هل ينجح ترامب في إيقاف قطار الطاقة النظيفة؟

الثلاثاء، 01 يوليو 2025 12:59 م

ترامب وإيلون ماسك

تحليل/ ميرنا البكري

في يوم واحد فقط، دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأغنى رجل في العالم إيلون ماسك في اشتباك علني على “تروث سوشيال”، ليتحول ذلك الاشتباك من شجار شخصي لقضية اقتصادية خطيرة، خاصةً في تلك اللحظة الحرجة التي يمر بها قطاع السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة في أمريكا.

السؤال هنا، هل أمريكا فعلاً تنفق "زيادة" على دعم شركات مثل تسلا؟ وإذا تم إزالة هذا الدعم، ما الذي قد يحدث؟ وهل يهدد ترامب مستقبل الطاقة الخضراء أم يحاول حماية ميزانية الدولة؟، سنوضح المشهد كاملًا في التحليل، مع تسليط الضوء على أبعاده الاقتصادية.

الأقوى ضد الأغنى.. ترامب وماسك إلى مرحلة — **هل يهدد ترامب مستقبل الطاقة الخضراء أم يحاول حماية ميزانية الدولة؟**

ترامب يضرب على الوتر الحساس: “أنت أغنى شخص بالدعم وليس بالابتكار”

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريده على صفحته بموقع "تروث سوشيال”: "حصل إيلون ماسك على دعم حكومي أكثر من أي بني آدم في التاريخ، ولولا هذا الدعم كان أغلق شركته وعاد إلى جنوب أفريقيا.

ذلك ليس هجوم عابر، بل رسالة سياسية واضحة ضد "رؤية بايدن" لتحويل الاقتصاد الأمريكي لاقتصاد أخضر، ويستخدم ترامب ماسك كرمز لما يعتقده "هدر حكومي"، ويعتقد أن هذا الدعم لا يعود بالنفع على المواطن العادي.

هل اعتقاد ترامب صحيح؟

منذ عام 2009، قدمت الحكومة الأمريكية مليارات الدولارات لدعم الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، ليس لشركة تسلا (للسيارات الكهربائية) فقط، لكن أيضًا لفورد، وجنرال موتورز، وشركات الطاقة الشمسية، واستفادت تسلا بالفعل من إعفاء ضريبي للمستهلكين بـ7,500 دولار لكل سيارة كهربائية.

لكن في المقابل، وفرت الشركة آلاف الوظائف، واستثمرت مليارات الدولارات في مصانع أمريكية، ورفعت القيمة السوقية للصناعة، أي أن القصة ليست أبيض وأسود.

إيلون ماسك يحذر من تداعيات سياسة ترامب على السيارات الكهربائية

إيلون ماسك لم يلتزم الصمت، وقال في تغريده عبر حسابه على موقع x أن مشروع ترامب الضريبي الذي يقلص الحوافز للسيارات الكهربائية "مدمر للغاية" لاقتصاد أمريكا وذلك لأنه في حالة إزالة الدعم ، سترتفع تكلفة شراء السيارات الكهربائية، مما يؤثر على الطلب، كما أن انخفاض المبيعات سيضغط على شركات مثل تسلا، التي بالفعل تواجه تراجع في الطلب، وبالتالي يؤثر على سلاسل التوريد، من البطاريات حتى الليثيوم والنحاس.

تسلا على المحك

تمتلك تسلا تحديات كبيرة بالفعل، وشهدت المبيعات تراجعًا ملحوظًا خاصةً في السوق الصيني، كما أن المنافسة تشتد من شركات صينية مثل BYD، وينتظر المستثمرين نتائج الربع الثاني والكل يتوقع أرقام ضعيفة، مما يجعل أي تهديد بالدعم الحكومي في توقيت مثل ذلك قد يعصف بثقة السوق.

«بعد المحبة عداوة»، أسهم «تسلا» تهبط لأدنى مستوياتها بعد صدام ترامب وماسك

صدام «ترامب وماسك» يهدد صفقات «سبيس إكس» بـ22 مليار دولار

تسلا تخسر 50 مليار دولار.. وترامب يظهر دعمه لماسك بشراء سيارة بشيك شخصي وبدون خصومات! | يورونيوز — **ترامب يهدد مستقبل تسلا**

دعم أم دين؟ الاقتصاد الأمريكي في الميزان

يلعب ترامب على وتر حساس للأمريكيين وهى أن “الميزانية الحكومية تنزف”، والولايات المتحدة لديها دين عام يتخطى 34 تريليون دولار، وبالتالي وفقا لرؤية ترامب فإن كل دولار يفرق، لكن السؤال الهام، هل دعم الابتكار والتكنولوجيا الخضراء "هدر"، أم "استثمار" طويل المدى؟ وإذا لم تدعم أمريكا هذا القطاع ، ستخسر السباق مع الصين التي تضخ دعم ضخم في الصناعات النظيفة.

ترامب يكسب سياسيًا، ويخاطر بالاقتصاد

من الجانب السياسي، يكسب ترامب جمهور النفط والغاز الذي يعارض السيارات الكهربائية، وأيضًا الطبقة العاملة التي تعتقد إن الدعم يذهب لشركات الأغنياء، والمحافظين الذين يكرهون "التغير المناخي" كمفهوم سياسي، لكن اقتصاديًا، قد يولد إلغاء الدعم بشكل مفاجئ صدمة في قطاع واعد.

توقعات، إلى أين يتجه السوق؟

1.إذا بالفعل تم إلغاء الدعم، من المتوقع أن ترتفع أسعار السيارات الكهربائية.

2.قد تخسر تسلا ومثيلاتها زخم السوق.

3.من الممكن أن تملأ الصين الفراغ وتسبق أمريكا بخطوات.

4.قد يتراجع الاستثمار في الطاقة النظيفة مؤقتًا.

لكن على المدى الطويل، من الصعب أن تتوقف العجلة تمامًا. فالتغيير المناخي، والطلب على الطاقة النظيفة، والابتكار التكنولوجي، كل ذلك يدفع السوق للاستمرار.

ختامًا، الموضوع ليس مجرد شجار بين ترامب وماسك على تويتر أو تروث سوشيال، بل صراع كبير له تأثيراته على مستقبل الاقتصاد الأمريكي والطاقة النظيفة.، وقد يسبب قرار إلغاء الدعم صدمة في السوق، لكن التطور والابتكار في الطاقة الخضراء لن يتوقف بسهولة، فالصين تسير بخطوات ثابتة، وأمريكا لابد ان تأخذ ذلك في الاعتبار قبل أن تخسر هذا السباق، والجميع يراقب بترقب لمعرفة من سيخرج منتصرًا في هذه اللعبة الكبرى.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.