عضو غرفة صناعة الأخشاب في حوار لـ«إيجي إن»: ندرة العمال تهدد الصناعة والشباب يفضلون الـ«توك توك» على الورش
خبير اقتصادي لـ«إيجي إن»: رفع أسعار الوقود الاجتماع المقبل مرتبط بشرط
فترة سداد تصل لـ15 سنة، حلول تمويلية من بنك مصر لشراء الوحدات السكنية والاستثمارية
«إيجي إن» تكشف كواليس انسحاب أحمد عز من انتخابات غرفة الصناعات المعدنية

من الحسابات البنكية للتمكين المالي، لماذا أصبح الشمول المالي مجرد وهم في العالم العربي؟

الإثنين، 15 سبتمبر 2025 04:53 م

الشمول المالي

مع دخولنا القرن الحادي والعشرين، بات مصطلح الشمول المالي يتردد كثيرًا في الخطابات الاقتصادية والسياسية، مدفوعًا بتقارير البنك الدولي التي تؤكد أن تمكين الأفراد من الوصول إلى خدمات مالية أساسية هو خطوة مركزية نحو تقليص الفقر وتحقيق العدالة الاقتصادية.

إلا أن الواقع العربي يكشف أن هذا الشمول، برغم أهميته، لا يزال خطوة أولى فقط في طريق أطول وأعقد.

أرقام متواضعة، وواقع أكثر تعقيدًا

بحسب بيانات البنك الدولي، فإن أقل من 40% من سكان الدول العربية فوق سن 15 يمتلكون حسابات مصرفية، مقارنة بمتوسط عالمي يصل إلى 75%.

وتعكس هذه الفجوة جملة من التحديات البنيوية والثقافية، من انخفاض الدخل، وعدم توافق النماذج المصرفية مع الخصوصيات الدينية، إضافة إلى ضعف الحوافز الاقتصادية للمؤسسات المالية في المناطق النائية.

وفي حين بدأت بعض الحكومات العربية باتخاذ خطوات لتعزيز الشمول المالي مثل سياسات توطين الرواتب، فإن هذه الإجراءات غالبًا ما تبقى شكلية، ففتح الحساب لا يعني استخدامه بفعالية.

التجربة السورية مثال حي، والتجربة التشيلية تؤكد هذا التحدي، حيث لم ينعكس ارتفاع فتح الحسابات على معدلات الادخار أو تحسن نوعية الحياة المالية.

خبير أسواق المال: البنوك المصرية تقود ثورة في الخدمات الرقمية

البنك الدولي: ارتفاع الحسابات المالية عالميًا لـ 79% والهواتف تقود التحول الرقمي

أزمة البنية التحتية.. وصرافات لا تكفي

الشمول المالي، كما يتجلى اليوم في كثير من الدول العربية، يعاني من غياب البنية التحتية الضرورية، فبينما تمتلك دول مثل إيطاليا وتركيا أكثر من 90 صرافًا آليًا لكل 100 ألف بالغ، تنخفض هذه الأرقام إلى مستويات متدنية في لبنان (34)، ومصر (32)، والعراق (15)، والجزائر (13).

الواقع الميداني يوضح أن المواطنين يضطرون أحيانًا إلى السفر لمسافات طويلة لسحب رواتبهم، في رحلة قد تنتهي دون جدوى إذا كانت الآلة معطلة.

ورغم التحول الرقمي العالمي، تبقى نسب استخدام الدفع الإلكتروني في العالم العربي منخفضة، حيث لا تتجاوز 32% مقابل متوسط عالمي يبلغ 64%.

مفاهيم جديدة.. وثورة في التفكير المالي

في ظل هذه الأرقام والتحديات، يبرز تساؤل جوهري، هل نكتفي بتوسيع قاعدة الشمول المالي، أم أن الوقت قد حان لإعادة النظر في المفهوم برمته؟

الاقتصادي الحائز على نوبل، أمارتيا صن، يقدم نموذجًا مغايرًا عبر ما يعرف بمدخل القدرات، والذي يركز على تمكين الإنسان من تحقيق حياة كريمة من خلال قدراته الفعلية، لا مجرد منحه الأدوات.

هذا المفهوم يتحول إلى ضرورة ملحة في المنطقة العربية، خاصة في الدول التي واجهت صراعات أو أزمات معيشية خانقة.

في دراسة نشرت مؤخرًا في Global Finance Journal، تم تقديم إطار جديد للقدرة المالية يستند إلى خمسة أبعاد:

المهارات: تمكين الأفراد من الفهم المالي والرقمي.

القدرة على الادخار: عامل استقرار واستثمار.

إدارة المديونية: تجنب الغرق في الديون.

الصمود المالي: الاستعداد للطوارئ.

الصحة المالية النفسية: تقليل التوتر المرتبط بالمال.

من الحساب البنكي إلى الحياة الكريمة

لا شك أن فتح الحسابات وتحديث البنية التحتية خطوات ضرورية، لكنها غير كافية إن لم ترافق بجهود مستدامة لرفع القدرة المالية للأفراد.

فالتنمية الحقيقية لا تتحقق بتوفير الأدوات فقط، بل بتمكين الناس من استخدام هذه الأدوات لتحقيق حياة كريمة ومستقرة.

المنطقة العربية، في ظل ما تواجهه من أزمات تنموية، بحاجة إلى ثورة حقيقية في التفكير المالي، ثورة تضع الإنسان في مركز السياسات الاقتصادية، وتعيد تعريف الشمول المالي باعتباره وسيلة لا غاية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.