-
ارتفاع أسعار الألبان في الشتاء، شعبة المواد الغذائية تنفي وتدعو لعدم الالتفات للشائعات
-
انهيار في اقتناء الذهب بمصر، المشتريات تتراجع 14% وتقتصر على 9.9 طن فقط
-
التنين يهدأ والعم سام يتربص، العالم يدخل مرحلة الحرب الباردة بعد إعلان الهدنة التجارية
-
التصديري للملابس: نستهدف زيادة الصادرات إلى 12 مليار دولار بحلول 2030
واردات أوروبا من الديزل ترتفع مع بدء موسم التدفئة 2025
الخميس، 30 أكتوبر 2025 09:41 ص
واردات أوروبا من الديزل ترتفع مع بدء موسم التدفئة 2025
ميرنا البكري
كل عام تستعد أوروبا للشتاء لكن هذا العام الوضع مختلف للغاية، فالقارة العجوز مقبلة على موسم التدفئة وهي في أكبر سباق على الوقود منذ عقود، وبدءًا من أكتوبر الجاري استقبلت الموانئ الأوروبية قرابة 1.9 مليون برميل من الديزل ووقود الطائرات يوميًا من دول كالهند والسعودية وأمريكا، وهذا رقم يحطم كل الأرقام القياسية السابقة، لكن ما سبب هذا الاندفاع؟، ولماذا أوروبا تشتري كميات بهذا الشكل؟ الإجابة باختصار، أن العقوبات على روسيا قلبت موازين سوق الطاقة وأوروبا الآن تبحث عن بدائل بأي ثمن.

أوروبا بعد الحظر الروسي، تضيع بين الموردين
منذ أن فرض الاتحاد الأوروبي حظر شامل على المنتجات النفطية الروسية في 2023، أصبحت أوروبا في دوامة إعادة ترتيب سلاسل التوريد وقبل الأزمة كانت روسيا المورد الأكبر للديزل والمقطرات الوسطى التي تستخدم في النقل والتدفئة، لكن حينما أغلقت موسكو الصنبور، اضطرت أوروبا أن تسير لمسافات أطول وتدفع أسعار أعلى لكي تحصل على نفس الكميات، ونتيجة ذلك أصبحت الهند من كبار الموردين الجدد، ودخلت كلًا من السعودية وأمريكا المنافسة بقوة، وسلاسل التجارة التي كانت مستقرة أصبحت مليئة تكاليف إضافية في النقل والشحن والتأمين.
لكن الأزمة لم تنتهي؛ نظرًا لأن الاتحاد الأوروبي ينوي زيادة القيود في يناير 2026 على المنتجات القادمة من مصافي تستخدم خام روسي حتى إذا كان من دول أخرى، مما يقلب الطاولة مرة أخرى.
سوق الوقود يغلي قبل الشتاء
حاليًا تشتري أوروبا "بالهوس"، والتجار يستغلون الموقف لأقصى درجة، كما أن الفارق الكبير في الأسعار بين الأسواق جعل مراجحة الأرباح مغرية للغاية وفقًا لما قاله يوجين ليندل، رئيس قسم المنتجات المكررة في شركة "FGE NexantEC": “إذا كانت نافذة الأسعار متاحة قبل الشتاء، أمر طبيعي للشراء بكل قوتك”.
أسفر الطلب الأوروبي المتسارع عن 3 نتائج هامة، اتجاه شحنات ضخمة من آسيا والشرق الأوسط لأوروبا، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود عالميًا بسبب الضغط على الإمدادات، وأيضًا مخاطر سياسية جديدة تظهر مع تضييق العقوبات الأمريكية على الشركات الروسية مثل "روسنفت" و"لوك أويل".
العقوبات الأمريكية، تعقد اللعبة أكثر
زودت العقوبات التي فرضتها واشنطن على الشركات الروسية الكبرى القلق في السوق خاصةً في الهند، وبدأت شركات التكرير هناك التي كانت تشتري الخام الروسي الرخيص تواجه صعوبة كبيرة في التعامل مع البنوك والشحن والتأمين.
يعتقد بعض المحللين أن تدفقات الخام الروسي للهند قد يصل قريبًا من الصفر مما يعني ان أوروبا قد تفقد جزء من أهم مصادر الديزل البديلة، وفي نفس الوقت تواجه الإمدادات الأوروبية ضغطًا شديدًا، وبعض المصافي في أوروبا مغلقة أو في صيانة، فأصبحت القارة معتمدة بشكل شبه كامل على الاستيراد، مما يمهد لأزمة شتوية إذا حدث أي اضطراب مفاجئ في الشحن أو الأسعار.

الصين في المشهد، الورقة الغامضة
مع تقلص دور الهند، تتجه الأنظار كلها للصين، فهل ستقبل الصين تملأ الفراغ وتشتري كميات أكبر من النفط الروسي، أم ستظل حذرة في ظل إقبالها على مفاوضات تجارية حساسة مع أمريكا؟ ويتضح أن بكين ستحاول أن تتحكم في العصا من المنتصف، ولكن ستشتري كفايتها من الخام الروسي بأسعار منخفضة، لكن لن تغامر بدخول مواجهة جديدة مع واشنطن، مما يعني أن التوازن العالمي في سوق الطاقة لايزال هش للغاية، وأي قرار من بكين قد يغير شكل السوق في أيام قليلة.
أبرز التوقعات الاقتصادية، شتاء مربك ومربح
من المتوقع أن تستمر أوروبا في الشراء بكثافة حتى يناير قبل دخول الحظر الجديد، لكن بعد ذلك قد يشهد السوق ارتفاع إضافي في أسعار الديزل في الربع الأول من 2026، وضغط على الميزانيات الأوروبية تحديدًا في الدول الصناعية، بالإضافة إلى استفادة ضخمة للدول المصدرة كالسعودية والهند والإمارات التي أصبحت مراكز رئيسية لتكرير وتصدير الوقود، وفي المقابل، تتجه روسيا للبحث عن أسواق جديدة في إفريقيا وآسيا الوسطى، لكن بهوامش ربح أقل بسبب العقوبات والمخاطر.
أوروبا في معركة البقاء الطاقي
تُعد الأحداث في أوروبا إعادة توزيع لموازين القوة في سوق الوقود العالمي، وتحاول أوروبا الحفاظ على دفئها بأي ثمن، فتلعب كلًا من الهند والصين دور الوسطاء، وروسيا تحاول تتنفس وسط القيود، لكن الحقيقة أن كل الأطراف أصبحت مترابطة في شبكة معقدة من المصالح والضغوط.
سيكون الشتاء المقبل اختبار حقيقي، فهل أوروبا تستطيع الموازنة بين الاستقلال الطاقي والقدرة على تحمل التكلفة، أم ستدفع ثمن القرارات السياسية في صورة فواتير طاقة متضاعفة وشركات مضغوطة؟
اقرأ أيضًا:-
انخفاض الإنتاج يهبط بصادرات روسيا من الديزل وزيت الغاز في فبراير الماضي

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
من الفكرة إلى 20 مليار دولار، الصين تتربع على عرش صادرات ألعاب الفيديو العالمية
30 أكتوبر 2025 11:00 ص
المملكة تدخل نادي الـ13، السعودية بين الدول المنتجة للشركات المليارية في 2025
29 أكتوبر 2025 05:00 م
القوة الآسيوية تكتسح، كيف تقود "نيودلهي وبكين" ثورة الطاقة الخضراء عالميًا؟
29 أكتوبر 2025 03:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً