الأربعاء، 27 أغسطس 2025

12:39 ص

تحالف الضرورة، هل ينجح المثلث (الروسي-الصيني-الهندي) في مواجهة واشنطن؟

الثلاثاء، 26 أغسطس 2025 09:57 م

روسيا والهند والصين

روسيا والهند والصين

 مع تصاعد الضغوط الاقتصادية من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجدت قوى كبرى مثل روسيا والصين والهند نفسها في موقف واحد يدفعها للبحث عن إطار مشترك يقلل من تأثير السياسات الأمريكية. 

هذا التنسيق الذي يبدو للوهلة الأولى تحالفًا استراتيجيًا، يواجه في الواقع تحديات عميقة تهدد استمراريته.

روسيا والصين والهند

تجد كل من الهند، روسيا، والصين نفسها في موقف متشابه بسبب الضغوط الاقتصادية الأمريكية. 

فبعد أن فرضت واشنطن رسومًا جمركية تصل إلى 50% على صادراتها، تأثرت قطاعات الهند التصديرية بشكل مباشر.

وفي الوقت نفسه، أصبحت روسيا أكثر عزلة بسبب العقوبات الغربية وحرب أوكرانيا، مما دفعها للبحث عن طرق لكسر الحصار الاقتصادي.

 أما الصين، فما زالت في مواجهة تجارية مستمرة مع الولايات المتحدة.

هذه التحديات المشتركة دفعت الدول الثلاث إلى إحياء فكرة التحالف الثلاثي، ليس بناءً على قناعة استراتيجية، بل كرد فعل على شعور جماعي بالخطر.

اقرأ أيضًا:

تحالف تكتيكي أم محور استراتيجي؟ اتفاق ثلاثي بين روسيا والصين وإيران

اختلال اقتصادي يضعف المثلث

رغم التنسيق السياسي الظاهر، يواجه هذا التحالف تحديًا اقتصاديًا كبيرًا يتمثل في عدم التوازن بين أطرافه.

 فالهند، التي تضررت من العقوبات الأمريكية، لا تزال تعتمد بشكل كبير على السوق الأمريكي، الذي استقبل صادراتها بقيمة 77.5 مليار دولار في عام 2024. هذا الرقم ضخم ولا تستطيع موسكو أو بكين تعويضه.

وفي المقابل، أصبحت روسيا أكثر اعتمادًا على الصين، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بينهما 200 مليار دولار، مع تزايد استخدام اليوان الصيني. 

لكن بالنسبة للهند، لا تُعتبر روسيا ولا الصين من الشركاء التجاريين الأساسيين. 

هذا الوضع يضع نيودلهي في موقع الطرف الأضعف، ويجعل انضمامها إلى تحالف ثلاثي محفوفًا بمخاطر اقتصادية كبيرة.

روسيا والصين والهند

نزاعات حدودية تقوض الثقة

البعد السياسي لا يقل تعقيدًا، فالنزاع الحدودي بين الصين والهند عند جبال الهيمالايا لا يزال بمثابة قنبلة موقوتة، فقد خاض البلدان حربًا عام 1962، وتجددت المواجهات في وادي جالوان عام 2020، ما أسفر عن سقوط قتلى من الجانبين. 

هذه الذاكرة التاريخية تجعل من الصعب بناء شراكة استراتيجية طويلة المدى بينهما، كما أن العلاقة الوثيقة بين بكين وإسلام آباد تضيف طبقة جديدة من انعدام الثقة، خاصة أن الصين تمثل الداعم العسكري الأول لباكستان في نزاعها مع الهند، وفي ظل هذه المعطيات، يبقى التعاون الاقتصادي رهينة الخلافات السياسية.

 

اقرأ أيضًا:

من الطفرة إلى التباطؤ، التجارة الروسية الصينية تدخل مرحلة إعادة التقييم

 

 روسيا بين الطموح والواقع

أما موسكو، التي طرحت فكرة التحالف الثلاثي لأول مرة في تسعينيات القرن الماضي عبر رئيس وزرائها الراحل يفكيني بريماكوف، فهي اليوم في موقع أضعف بكثير. 

اقتصادها يعتمد بشكل شبه كامل على صادرات الطاقة، ويواجه قيودًا شديدة بسبب العقوبات الغربية، ومع كل خطوة تتخذها روسيا نحو الصين، سواء من خلال اتفاقيات الطاقة أو التبادل باليوان، تصبح أكثر اعتمادًا على بكين وأقل قدرة على لعب دور الند القوي في أي تحالف. 

ما يعني أن روسيا، رغم طموحها في إحياء المثلث الآسيوي، لم تعد سوى ضلع هش يعزز ثقل الصين بدلاً من أن يوازنها.

روسيا والصين والهند

تحالف رمزي أكثر منه استراتيجي

في المحصلة، يبدو أن التحالف الثلاثي بين روسيا والهند والصين أقرب إلى تحالف الضرورة منه إلى مشروع استراتيجي متماسك. 

فهو تحالف تحركه ضغوط خارجية آنية، وتضعف ركائزه الاقتصادية والسياسية، فالهند لا تستطيع التضحية بعلاقتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة، والصين لا تثق في نوايا نيودلهي، وروسيا تتحول تدريجيًا إلى شريك تابع لبكين.

ولذلك فإن ما قد يظهر للعالم ككتلة آسيوية عملاقة قادرة على إعادة رسم خريطة النفوذ العالمي، ليس سوى تحالف رمزي محدود، سرعان ما قد يتفكك بمجرد أن تخف حدة المواجهة مع واشنطن.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search