الثلاثاء، 26 أغسطس 2025

11:28 م

"زلزال" في واشنطن، ترامب يُقيل ليزا كوك ويهدد استقلالية الاحتياطي الفيدرالي

الثلاثاء، 26 أغسطس 2025 08:19 م

ترامب وليزا كوك

ترامب وليزا كوك

في خطوة غير مسبوقة هزت الأسواق المالية، فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجميع بإعلانه إقالة ليزا كوك، أول امرأة من أصول إفريقية تشغل منصبًا في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي. 

ورغم أن السبب المعلن للإقالة هو "مخالفات متعلقة بقروض عقارية سابقة"، يرى المراقبون أن هذه الخطوة تفتح صراعًا أعمق حول استقلالية البنك المركزي الأمريكي ومستقبل سياسته النقدية.

ليزا كوك

رد فعل الأسواق.. توتر بلا انهيار

المفارقة أن القرار، الذي كان يُخشى أن يشعل ذعرًا ماليًا، انعكس على الأسواق ببرود محسوب، الأسهم الأمريكية تراجعت بنسب طفيفة، لكن أسواق السندات بعثت برسالة أوضح، العوائد القصيرة الأجل هبطت، ما يعكس توقع المستثمرين خفضًا أسرع للفائدة، فيما ارتفعت العوائد الطويلة في إشارة إلى القلق من عودة الضغوط التضخمية.

بينما فقد الدولار بعضًا من قوته، لكن من دون انهيار، وكأن المستثمرين يقولون نعم، هناك خطر على مصداقية الفيدرالي، لكننا نتوقع أيضًا أن السياسة النقدية ستصبح أكثر تساهلاً في عهد ترامب.

الاستقلالية على المحك

منذ السبعينيات، جرى التعامل مع استقلالية الفيدرالي باعتبارها مقدسة، فهي الضمانة الأساسية لسياسات نقدية لا تخضع لمزاج الانتخابات أو تقلبات البيت الأبيض.

لكن ترامب قرر الذهاب إلى أبعد مما فعل أي رئيس قبله، فحتى عندما هاجم رؤساء سابقون رؤساء الفيدرالي أو ضغطوا عليهم، لم يحاول أحد استخدام بند العزل لأسباب قانونية ضد عضو مجلس محافظين. 

هذا البند، الذي لم يختبر عمليًا من قبل، فُسر دائمًا بأنه يخص قضايا جسيمة كالإدانة الجنائية أو خيانة الثقة العامة من خلال نزاعات عقارية قديمة سبقت التعيين.

لذلك، فإن المحاكم قد تتحول إلى ساحة المعركة الجديدة بين الرئاسة والفيدرالي، في سابقة قد تحدد شكل العلاقة بين السلطتين لعقود مقبلة.

ليزا كوك وباول

دوافع سياسية واضحة

الخطوة ليست معزولة عن السياق السياسي الأوسع، فمنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، شن ترامب حملة منهجية على القيادات النسائية والسوداء داخل مؤسسات الدولة. 

وبالتوازي، لا يخفي رغبته في إعادة تشكيل الفيدرالي ليصبح أكثر انسجامًا مع رؤيته، فائدة أقل، ونمو أسرع، ومخاطرة أكبر بارتفاع التضخم.

إقالة كوك، إذا مضت قدمًا، ستتيح له تعيين رابع عضو من أصل سبعة، ما يمنحه نفوذًا غير مسبوق على مؤسسة لطالما نُظر إليها كحارس الاستقرار المالي.

اقرأ أيضًا:

إقالة ليزا كوك تهز الفيدرالي الأمريكي، اختبار لاستقلالية أكبر بنك مركزي

التداعيات الاقتصادية بين قصير المدى وطويل المدى

قصير المدى: الأسواق قد ترحب بسياسة نقدية أكثر تساهلاً، ما يخفف أعباء الاقتراض ويعزز النمو على الورق، بينما قد تستفيد الشركات والمستثمرون في الأسهم من هذا التوجه، خاصة مع احتمالات خفض الفائدة أسرع مما هو مخطط.

طويل المدى: الثمن قد يكون باهظًا، فقد يؤدي تسييس الفيدرالي إلى فقدان الثقة في التزامه بأي قرار اقتصادي بما فيهم محاربة التضخم، وهو ما يرفع علاوة المخاطر على الديون الأمريكية. 

وفي عالم يعتمد على الدولار كعملة احتياط، أي شكوك في حياد السياسة النقدية الأمريكية قد تهز أسس النظام المالي العالمي.

ليزا كوك

التاريخ يحذر

تحمل تجارب الدول الأخرى دروسًا واضحة، حينما خضعت البنوك المركزية لضغوط الحكومات، كانت النتيجة غالبًا تضخمًا جامحًا وضعفًا في العملة. 

وهذا جعل من النموذج الأمريكي مرجعًا يكمن في استقلالية الفيدرالي، لا مجرد قوته، فإذا تآكل هذا الركن، ستفقد الولايات المتحدة ميزة تنافسية أساسية أمام أوروبا أو حتى الأسواق الناشئة التي عززت استقلالية بنوكها المركزية في العقود الأخيرة.

اقرأ أيضًا:

لماذا أقال ترامب عضو مجلس الاحتياطى الفيدرالى ليزا كوك؟

ما ينتظرنا

الأنظار تتجه الآن إلى اجتماع الفيدرالي في منتصف سبتمبر، حيث سيُختبر تماسك المؤسسة في مواجهة العاصفة السياسية. 

وفي الوقت نفسه، سيخوض ترامب وفريقه معركة قانونية قد تطول، فيما تواصل الأسواق قراءة إشارات متناقضة بين رغبة البيت الأبيض في التيسير، وضرورة الفيدرالي في حماية مصداقيته.

والمحصلة، دخول الولايات المتحدة مرحلة غير مسبوقة، حيث لم يعد الخلاف مع الفيدرالي مجرد جدل سياسي أو تغريدات رئاسية، بل صراع وجودي قد يعيد رسم ملامح السياسة النقدية لعقود مقبلة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search