الثلاثاء، 26 أغسطس 2025

10:04 م

قفص الاتهام يهدد "جوجل"، هل تتغير خريطة التكنولوجيا العالمية؟

الثلاثاء، 26 أغسطس 2025 06:42 م

جوجل Google

جوجل Google

بعد ربع قرن من سيطرتها على عالم الإنترنت، تجد شركة جوجل نفسها في مواجهة قضائية قد تكون الأكبر في تاريخها.

 فالمارد التكنولوجي، الذي أصبح البوابة الرئيسية للملايين حول العالم، يقف اليوم أمام القضاء الأمريكي في واشنطن متهمًا بـالاحتكار غير القانوني لسوق محركات البحث.

شركة جوجل Google

هذا القرار القضائي يمثل تهديدًا وجوديًا لـجوجل، الشركة التابعة لمجموعة ألفابت (Alphabet)، ويفتح الباب أمام احتمال تفكيكها قسريًا. 

وهو ما يمكن أن يغير بشكل جذري خريطة قطاع التكنولوجيا العالمي ويشكل سابقة تاريخية في كيفية تنظيم عمالقة التكنولوجيا.

كروم Chrome.. أسطورة البحث على مائدة التفكيك

تطالب وزارة العدل الأمريكية ببيع متصفح كروم الذي يسيطر على أكثر من 60% من سوق المتصفحات باعتباره الأداة الأبرز لترسيخ هيمنة جوجل، فالمتصفح لم يعد مجرد وسيلة لتصفح الإنترنت، بل صار القناة الأساسية التي تجمع البيانات وتوجه الإعلانات وتغذي خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

إجبار جوجل على بيع كروم، أو على الأقل ترخيص بيانات البحث لمنافسيها، سيكون بمثابة تفكيك لأحد أعمدة قوتها الاستراتيجية، تمامًا كما حدث مع شركة AT&T في الثمانينيات عندما تم تقسيم إمبراطوريتها الهاتفية.

كروم Chrome

مليارات تدفع لحماية الهيمنة

اعتمدت القضية التي فجرت الأزمة على أدلة بأن جوجل دفعت 26 مليار دولار سنويًا لشركات مثل آبل Apple وسامسونج Samsung وموزيلا Mozilla لضمان أن يكون محركها هو الخيار الافتراضي على أجهزتها. 

هذه الصفقات حرمت المنافسين مثل بينج Bing ودك دك جو DuckDuckGo من الحصول على حجم البيانات الكافي لتطوير منتجات منافسة، ما جعل السوق مغلقًا أمام أي لاعب جديد.

اقتصاديًا، هذه السياسة عززت من ريع احتكاري لجوجل، سمح لها برفع أسعار الإعلانات النصية دون خوف من خسارة العملاء، وهو ما انعكس في أرباح ضخمة لكنها على حساب تآكل المنافسة والابتكار في السوق.

اقرأ أيضًا:

البحث بدون نقرات، هل تتحمل الشركات الصغيرة تكلفة ذكاء جوجل؟

منافسون يتربصون بالغنيمة

المفارقة أن شركات الذكاء الاصطناعي الصاعدة، مثل أوبن إيه آي OpenAI وبيربليكسيتي Perplexity، أبدت اهتمامًا بالاستحواذ على كروم إن تم طرحه للبيع، فامتلاك المتصفح يعني كنزًا من البيانات يمكن أن يغذي روبوتات الدردشة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

بمعنى آخر، تفكيك جوجل قد لا يفتح فقط مجالاً للمنافسة في البحث التقليدي، بل أيضًا في سباق الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت البيانات الوقود الأساسي لتطوير الخوارزميات.

جوجل والذكاء الاصطناعي

جوجل في موقع الدفاع

من جانبها، ترى جوجل أن المقترحات الأمريكية تهدد خصوصية المستخدمين وأمنهم الرقمي، فضلاً عن أنها قد تضعف شركات أصغر مثل موزيلا التي تعتمد على عائدات جوجل. 

كما تبرر بأن أي إضعاف لقوتها سيعني تقليص استثماراتها في تطوير الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يضر بالريادة الأمريكية في مواجهة المنافسة الصينية.

لكن خلف هذه المبررات يلوح هاجس واحد، ألا وهو الخوف من أن تفقد جوجل البوابة الذهبية إلى الإنترنت، ما يقلص من قدرتها على التحكم في سوق الإعلانات الذي يمثل العمود الفقري لإيراداتها.

اقرأ أيضًا:

"من SEO إلى AIO"، قواعد اللعبة تتغير وعرش جوجل تحت التهديد

أبعاد اقتصادية وسياسية أوسع

لا تقتصر القضية على جوجل وحدها، بل تحمل رسالة سياسية واقتصادية أوسع، وهو أن عصر التساهل مع عمالقة التكنولوجيا يقترب من نهايته، فكما فككت الاحتكارات النفطية والاتصالات في القرن العشرين، ها هو قطاع التكنولوجيا يواجه لحظة مساءلة.

وأي تفكيك سيعيد رسم المنافسة، ويمنح لاعبين جدد فرصة لكسر الهيمنة، ما قد يؤدي إلى توزيع أكثر عدلاً للثروة الرقمية، لكنه في المقابل قد يقلص الكفاءة قصيرة المدى، ويربك سوق الأسهم حيث تمثل ألفابت إحدى أكبر القيم السوقية عالميًا.

شركة AT&T

نحو إنترنت بلا مركزية

إذا أُجبرت جوجل على بيع كروم أو مشاركة بياناتها، قد ندخل مرحلة جديدة من الإنترنت، أكثر تنوعًا، وأقل مركزية، وربما أكثر ابتكارًا. 

لكن النتيجة لن تكون محسومة، فالتاريخ يخبرنا أن بعض عمليات التفكيك أنتجت شركات أكثر قوة بعد سنوات، مثلما حدث مع AT&T.

والسؤال المطروح هنا، هل يكون تفكيك جوجل بداية النهاية لهيمنتها، أم الشرارة التي تدفعها لتجدد نفسها بشكل أقوى؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search