"من SEO إلى AIO"، قواعد اللعبة تتغير وعرش جوجل تحت التهديد
الإثنين، 14 يوليو 2025 09:02 م

SEO و AIO
في مشهد يعج بالتحولات التقنية المتسارعة، يبدو أن عرش جوجل كمحرك البحث الأول في العالم بات أمام اختبار غير مسبوق، فبينما لا تزال الروابط الزرقاء تلمع في محرك البحث الكلاسيكي، تلوح في الأفق ثورة جديدة، تعيد رسم مشهد الوصول إلى المعلومة.
إنها ثورة نتائج الذكاء الاصطناعي، حيث تتقدم روبوتات الدردشة المدعومة بالنماذج التوليدية، مثل:- (ChatGPT وGemini وPerplexity) لتصبح المصدر الأول للمعلومة.
التحول من تحسين الظهور في محركات البحث التقليدية (SEO)، إلى تحسين الظهور في الذكاء الاصطناعي (AIO)، لم يعد نقلة تقنية فحسب، بل هو تغير جوهري في بنية الاقتصاد الرقمي العالمي، ويخلق فرصًا جديدة ويُهدد نماذج عمل اعتاد العالم عليها لعقود.

الذكاء الاصطناعي يغير قواعد البحث ويولد سوقًا جديدة
ومنذ أكثر من 20 عامًا، كان نجاح الشركات الرقمية، يعتمد على تصدر نتائج جوجل، أما اليوم، فإن النجاح يعني شيئًا مختلفًا تمامًا، كيف تظهر علامتك التجارية في رد روبوت الذكاء الاصطناعي؟
وهنا تبدأ معركة جديدة، تحولت فيها خوارزميات البحث من الكلمات المفتاحية، إلى فهم سياقي معمق، ومن صفحات الويب إلى إجابات مولدة حسب طلب المستخدم.
وهذه الموجة تفسح المجال أمام شركات ناشئة، مثل:- (Profound وAthena وScrunch AI)، لتُعيد هندسة كيفية قراءة المحتوى من قبل روبوتات الذكاء الاصطناعي.
- Profound، جمعت أكثر من 20 مليون دولار، لتطوير نظام يحلل كيف تعرض الروبوتات المعلومات للمستخدم.
- Athena انطلقت بتمويل أولي قدره 2.2 مليون دولار، وتساعد في كشف الفجوات التي تمنع النماذج من فهم العلامات التجارية.
- Scrunch AI، وتعدل بنية المواقع الإلكترونية لتكون مفهومة آليًا، وتجذب تمويلًا بأربعة ملايين دولار.
وهذه الشركات تمهد لظهور قطاع اقتصادي جديد بالكامل، يدور حول جعل العلامة التجارية مرئية لنماذج الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعيد تعريف مفاهيم التسويق الرقمي من جذورها.

AIO من رفاهية رقمية إلى ضرورة إستراتيجية
إن التحول من SEO إلى AIO، ليس مجرد تعديل في الأدوات، بل نقلة في طريقة تفكير الشركات، فمن لم يستثمر في هذا التحول، سيجد نفسه خارج المعادلة تمامًا، كما حدث مع شركات تجاهلت ثورة الإنترنت في التسعينات.
ويظهر السوق الناشئ، وعيًا متزايدًا لدى الشركات بأهمية أن تكون مفهومة من قبل الذكاء الاصطناعي، لا سيما في القطاعات التي تتطلب بناء ثقة مثل التعليم والصحة والتمويل.
ولعل أهم ما يميز AIO عن SEO، أن الأول لا يركز على إرضاء خوارزميات الترتيب فقط، بل على ضمان فهم أعمق من قبل النماذج التوليدية، التي لا تبحث بالمعنى التقليدي، بل تستدعي المعرفة من محتوى تم تدريبه مسبقًا.
اقرأ أيضًا:-
جوجل تطلق تحديث يونيو 2025، خبير SEO مصري يكشف تفاصيل هامة حول اعتماد الـ AI
هندسة جديدة للظهور وولادة وظيفة مهندس AIO
ووسط هذا التغيير البنيوي، برز دور جديد في فرق التسويق الرقمية، مهندس تحسين الظهور في الذكاء الاصطناعي (AIO Engineer)، وهذه المهنة الوليدة، تمثل تقاطعًا بين تحليل البيانات، وفهم آليات تدريب النماذج، وصياغة الرسائل التجارية، وهذا المهندس، سيصبح خلال سنوات أحد أهم أركان إستراتيجيات التسويق الرقمي، لا بوصفه خبير محتوى أو خبير SEO تقليدي، بل مهندسًا لوجود العلامة التجارية داخل ذاكرة الذكاء الاصطناعي.

واقع أكثر تعقيدًا، ماذا ترى النماذج وماذا تخفي؟
وبعكس محركات البحث، لا تملك نماذج الذكاء الاصطناعي قاعدة بيانات موحدة، فكل نموذج يفهم العالم، وفق ما تم برمجته عليه أو ما يتاح له من مصادر:
- Perplexity، مثلًا، يعتمد على سحب حي من الإنترنت.
- Gemini، من جوجل، يركز على مصادر محددة ومحتوى داخلي.
- ChatGPT، يتعلم من مزيج واسع من النصوص والمحتوى التدريبي المخزن.
وهذا التفاوت، يخلق واقعًا غير متجانس في طريقة عرض المعلومات، ويربك العلامات التجارية التي اعتادت على قواعد واحدة للظهور عبر جوجل، إن العلامات التجارية لم تعد تواجه جمهورًا واحدًا، بل جمهورًا متعدد الواجهات، يتلقى المعلومة من ذكاءات اصطناعية متعددة الرؤية، وهذا يجعل التحسين للذكاء الاصطناعي، تحديًا مستمرًا ومتعدد الجبهات.
اقرأ أيضًا:-
محركات البحث من الإطار التقليدي لعصر الذكاء الاصطناعي، «Chatgpt» يقترب من كسر هيمنة جوجل
سوق ناشئة أمام انفجار مرتقب
وحتى الآن، لا تزال القيمة السوقية لخدمات تحسين الظهور في الذكاء الاصطناعي صغيرة، مقارنةً بصناعة SEO التي بلغت 90 مليار دولار عام 2024، لكن كل المؤشرات، تشير إلى أن هذا سيتغير قريبًا.
والطلب المتزايد على AIO، ينبئ بانفجار مرتقب في سوق الخدمات المرتبطة به، خصوصًا مع:-
- دخول الشركات الكبرى على خط المنافسة.
- اتساع استخدام روبوتات الدردشة كمصدر رئيسي للمعلومة.
- تعقد أدوات الذكاء الاصطناعي وتعدد نماذجها.

هل انتهى عصر جوجل؟
ومن المبكر دفن محركات البحث التقليدية، فجوجل ما زالت تحتكر 90% من سوق البحث، وتستثمر بقوة في دمج ميزات الذكاء الاصطناعي في أدواتها مثل Gemini، وتحاول الاحتفاظ بالمستخدمين عبر تعدد الخيارات.
لكن المؤكد، هو أن سلوك المستخدمين يتغير بسرعة، وتوقعات الحصول على إجابات فورية ومخصصة ترتفع، وهو ما تقدمه روبوتات الذكاء الاصطناعي ببراعة، وما نشهده اليوم، ليس مجرد تطور في أدوات البحث، بل تحول في البنية التحتية للاقتصاد الرقمي العالمي، فــ AIO لم يعد رفاهية تقنية، بل ركيزة إستراتيجية لأي كيان يريد أن يظل مرئيًا في اقتصاد المستقبل.
ومن لم يعدَّ صياغة رسالته ليخاطب ذكاءً اصطناعيًا، فلن يخاطب أحدًا في الغد، فالظهور في نتائج الذكاء الاصطناعي، هو الصفحة الأولى من الإنترنت الجديد، ومن لا يتقنها، سيطوى في صفحات النسيان.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
التكامل الاقتصادي الخليجي.. حين يتحول الحلم إلى بنية تحتية للنفوذ الإقليمي
14 يوليو 2025 03:35 م
مولود جديد كل 15 جزءًا من الثانية، كيف تغيرت خريطة السكان في مصر خلال 8 سنوات؟
14 يوليو 2025 02:51 م
بين هدنة هشة وكابوس الرسوم الجمركية، الصين تسرع وتيرة التصدير قبل «عاصفة أغسطس»
14 يوليو 2025 11:27 ص
أكثر الكلمات انتشاراً