ضغط سياسي على أكبر بنك مركزي في العالم، هل يفقد الفيدرالي حريته؟
الإثنين، 25 أغسطس 2025 12:50 م

رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول
ميرنا البكري
عندما دخل دونالد ترامب البيت الأبيض، وهو يحاول فرض سيطرته على المؤسسات الاقتصادية في أمريكا خاصةً مركز الاحتياطي اللفيدرالي، الذي يُعد أكبر بنك مركزي في العالم.
وفي الفترة الأخيرة، بدأ ترامب يضغط علني على رئيس الفيدرالي جيروم باول لكي يخفض أسعار الفائدة بسرعة، بل يفكر في إقالة بعض الأعضاء من المجلس، هذا الموضوع ليس مجرد شد وجذب محلي، بل يهدد مفهوم استقلال السياسة النقدية على مستوى العالم.
دونالد ترامب محبط من الحماية القانونية لأعضاء الفيدرالي، وأيضًا من طول مدة ولايتهم التي تتخطى ولاية الرئيس نفسه، كما حاول الضغط على باول لكي يستقيل، ويدفع أيضًا لإقالة ليزا كوك، وهي عضو في المجلس، وإذا خضع الفيدرالي لهذا الضغط، ستكون سابقة خطيرة لكل الدول المتقدمة من أوروبا حتى اليابان.

التأثير الدولي، الكل متابع بقلق
في مؤتمر جاكسون هول الاقتصادي، أكد محافظون بنوك مركزية من كل مكان في العالم،م أن ضرب استقلال الفيدرالي ليس خطرًا على أمريكا بمفردها، لكن أيضًا على الاستقرار الاقتصادي الدولي؛ نظرًا لأن سندات الخزانة الأمريكية تعتبر شريان الحياة للنظام المالي العالمي.
وإذا فقد المستثمرون الثقة، سيطلبون علاوة مخاطرة أكبر، مما يرفع تكلفة الاقتراض على أمريكا والعالم، كما بدأت البنوك المركزية بالفعل تطلب من البنوك التجارية تراقب انكشافها على الدولار تحسبًا لأي اضطرابات.
خطر على استقرار الأسعار
يستهدف الفيدرالي وغيره من البنوك المركزية تضخم حول 2% كمعيار للاستقرار، وإذا فقد الفيدرالي استقلاله، قد يضطر يُخفض الفائدة بشكل سياسي وليس اقتصادي، مما يرفع التضخم بشكل كبير، وهذه التجربة ستشجع حكومات شعبوية في دول أخرى أنها تتحكم في زمام بنوكها المركزية.
البنوك المركزية دائمًا تحت المجهر السياسي
الأمر ليس جديدًا فالبنوك المركزية دائمًا تحت ضغط من السياسيين:-
في الاتحاد الأوروبي، تم اتهام البنك المركزي من قبل، بتمويل الحكومات عندما اشترى سندات بكميات ضخمة لتفادي الانكماش.
وفي اليابان، انتقد رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، محافظ البنك المركزي لأنه لم يضع حد لمواجهة الانكماش، وفي لاتفيا وسلوفينيا، أثرت الخلافات السياسية على تعيينات المحافظين.
المثال الأمريكي، قدوة سيئة
ما يفعله ترامب قد يكون شرارة لسيطرة الحكومات على البنوك المركزية حول العالم، مما يعني ارتفاع التضخم عالميًا، وأسواق أكتر تقلبًا، وضربة قوية لفكرة الفصل بين السياسة والنقد.
التوقعات الاقتصادية
1.قد يحدث تقلبات أكبر في سوق السندات الأمريكية، مع ارتفاع عوائد الخزانة.
2.وعلى المدى المتوسط، قد يكون هناك خطر من زيادة التضخم إذا تم خفض الفائدة تحت ضغط سياسي.
3.إذا تم نشر هذا النهج عالميًا، قد يتم فقد "المسلمات" التي حافظت على استقرار الاقتصاد العالمي لعقود.
اقرأ أيضًا:
• ترامب يهاجم الاحتياطي الفيدرالي، ومطالبات بإقالة "ليزا كوك"
توقعات بارتفاع التضخم في الولايات المتحدة وسط تحديات «باول» بشأن سوق العمل

ختامًا، ما يحدث الآن بين ترامب والفيدرالي ليس مجرد خلاف على أرقام الفائدة، بل اختبار حقيقي لقدرة أقوى مؤسسة نقدية في العالم على الصمود أمام الضغط السياسي.
وإذا وقع الفيدرالي، فهذا لا يؤثر على أمريكا فقط، لكن قد يفتح باب لفوضى نقدية عالمية، فالاستقلال النقدي ليس رفاهية، بل خط الدفاع الأخير ضد التضخم وعدم الاستقرار.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الوقود الأخضر في السماء، كيف يمكن للهيدروجين أن يغير قواعد لعبة الطيران؟
25 أغسطس 2025 06:21 م
السعودية تنافس، 9 مليارات دولار مبيعات صادرات لحم الضأن والخرفان عالميًا في 2024
25 أغسطس 2025 03:07 م
النفط يسير على حبل مشدود، بين هجمات أوكرانيا وتلميحات الفيدرالي
25 أغسطس 2025 03:02 م
أكثر الكلمات انتشاراً