السماء تتحول لبنية تحتية، الإنترنت الفضائي يغير خريطة الاقتصاد العالمي

الخميس، 21 أغسطس 2025 05:25 م

الإنترنت الفضائي

ميرنا البكري

يشهد العالم الآن سباقًا من نوع جديد، ليس على الأرض أو في البحار، لكن في الفضاء، حيث تضخ شركات عملاقة وحكومات مليارات لكي تمد الإنترنت من الأقمار الصناعية لكل مكان على الكوكب، فالموضوع ليس تكنولوجيي فقط، بل اقتصاديًا وسياسيًا أيضًا، وسباقًا على من يتحكم في مفاتيح الاتصال العالمي.

من خدمة نادرة لعمود فقري للاتصالات

في الماضي، كان الإنترنت الفضائي خيارًا أخيرًا للناس التي لا تمتلك أي وسيلة أخرى، واليوم تغير الوضع تمامًا، حيث حولت مشاريع مثل ستارلينك من سبيس إكس وأمازون كويبر وأون ويب، الإنترنت الفضائي لجزءٍ أساسي من البنية التحتية للاتصالات.

ويصل هذا الإنترنت لقرى فوق الجبال وجزرٍ وسط المحيط، ومناطق حروب وكوارث، ما يعني أن التكنولوجيا ليست رفاهية فقط، بل أصبحت أداة إنقاذ وتطويرٍ اقتصادي واجتماعي.

Vast to use Starlink for space station broadband communications - SpaceNews — **ستارلينك من SpaceX**

اللاعبون الكبار في السوق

ستارلينك – SpaceX:- الأكبر والأسرع، أكثر من 8 آلاف قمر صناعي، وسرعات عالية تصل لـ200 ميجابت/ث.
أون ويب – OneWeb:- منافس أوروبي يركز على القطاعات الحكومية والطيران والبحرية.
كويبر – Amazon:- لاعبٌ جديدٌ لكن خلفه أمازون بكل قوتها ومواردها.
اللاعبون القدامى:- مثل Viasat وHughes، لايزالون يتراجعون أمام التكنولوجيا الأسرع للمدارات المنخفضة (LEO).
الناشئون: تحاول كلًا من Telesat، Lynk، AST SpaceMobile، الدخول بأساليب جديدة، مثل الإنترنت المباشر على الهاتف.

حجم السوق

ووفقًا للبيانات الصادرة من TS2 Space، في 2024 كان حجم السوق حوالي 5 مليارات دولار، لكن بحلول 2030 قد يصل إلى ما بين 18 و25 مليارًا، والطلب الضخم قادم من مناطق ريفية في أمريكا وأوروبا، ودول نامية في إفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية، واحتياجات الطيران والملاحة البحرية والجيوش.

وتقول التوقعات أن عدد المشتركين، سيزيد لدرجة أن الإنترنت الفضائي قد ينافس الشبكات الأرضية من حيث عدد العملاء والعائدات، خاصةً في النصف الثاني من هذا العقد.

سد الفجوة الرقمية، فرصة اقتصادية

الميزة الأكبر هنا، أن الأقمار الصناعية تحل مشكلة البنية التحتية، فبدلًا من بناء كابلات وأبراج في أماكن صعبة، تستطيع أن توصل الإنترنت مباشرة من السماء، أما في المكسيك وإفريقيا، فتمد الشراكات الحكومية المدارس والمراكز المجتمعية بالإنترنت، وفي الهند والبرازيل إفريقيا، دخل التعليم الإلكتروني القرى لأول مرة، ما يعني دمج ملايين الناس في الاقتصاد الرقمي، وفتح أسواقٍ جديدة للشركات.

الإنترنت على الهاتف، الجيل المقبل من الاتصال

وعن شركات مثل ستارلينك وAST SpaceMobile وLynk، فإنها تعمل على تقنية تجعل أي هاتف يتصل بالقمر الصناعي مباشرةً دون طبق استقبال، ما يعني تغطية حتى في الصحاري والجبال والمحيطات، وأهميةً اقتصاديةً ضخمة لقطاع الاتصالات، لأنه سيدخل مليارات المستخدمين المحتملين في الخدمة.

النتائج الاقتصادية المتوقعة

1. زيادة المنافسة ستؤدي لانخفاض الأسعار وانتشار الخدمة أكثر.

2. فتح أسواق جديدة في المناطق التي كانت مقطوعة عن الإنترنت.

3. تحولات في سوق الاتصالات، قد تهدد شركات الإنترنت الأرضي والهواتف التقليدية.

4. فرص استثمارية ضخمة للشركات التي تستفيد من البنية التحتية الفضائية.

5. بُعد إستراتيجي للدول التي ستتحكم في هذه الأقمار، لأنها ستمتلك أداة اتصال حيوية وقت الأزمات.

ختامًا، العالم على أعتاب ثورة جديدة في عالم الاتصالات، والإنترنت الفضائي لا يقرب العالم فقط، لكنه يعيد رسم الخريطة الاقتصادية والسياسية للتكنولوجيا، والدول والشركات التي ستكسب هذا السباق، لا تحقق أرباحًا ضخمة فقط، لكنها ستمتلك مفتاحًا من أهم مفاتيح القوة في القرن الـ21، وهو "التحكم في الاتصال العالمي".

5 حقائق هامة، إيلون ماسك يستعد لإطلاق «ستارلينك» في الهند

الإنترنت الفضائي يحقق حلم 2.6 مليار إنسان

الأسئلة الشائعة حول الإنترنت عبر الأقمار الصناعية — **الإنترنت عبر الأقمار الصناعية**

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.