الأمن السيبراني السعودي، درع رقمي يحمي التحول الوطني

الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 01:36 م

الأمن السيبراني

محمد السيد

أصبحت السعودية اليوم واحدة من أكثر الدول استثمارًا في الأمن السيبراني بالشرق الأوسط، في ظل التوسع الكبير في الاقتصاد الرقمي، وارتفاع حجم التعاملات الإلكترونية بأكثر من 300 مليار ريال سنويًا، ومع تزايد الهجمات السيبرانية عالميًا، بادرت المملكة إلى إنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني عام 2017، لتقود عملية بناء البنية الدفاعية الشاملة التي تحمي مؤسسات الدولة والقطاع الخاص على حد سواء.

الإنفاق على الأمن السيبراني في المملكة تجاوز 2.5 مليار دولار

وتشير تقديرات رسمية إلى أن الإنفاق على الأمن السيبراني في المملكة تجاوز 2.5 مليار دولار خلال 2024، مع توقعات بنموه بنسبة 12% سنويًا حتى 2030، وتشمل هذه الاستثمارات تطوير أنظمة إنذار مبكر، وحلول استجابة فورية، وبنى تحتية سحابية آمنة تستضيفها مراكز بيانات محلية، وقد انعكست هذه الجهود في تقليص فترة الاستجابة للحوادث الإلكترونية إلى أقل من 6 ساعات في المتوسط، وهو رقم متقدم على المستويات الإقليمية.

تطوير حلول مخصصة للسوق المحلي

على صعيد الشراكات، أبرمت السعودية اتفاقيات تعاون مع كبريات الشركات العالمية مثل Palo Alto Networks وKaspersky لتطوير حلول مخصصة للسوق المحلي، كما دشنت برامج تبادل خبرات مع كوريا الجنوبية وسنغافورة، وهما من أبرز النماذج العالمية في حماية الفضاء السيبراني، هذه الشراكات الاستراتيجية تمنح المملكة القدرة على مواكبة أحدث تقنيات الدفاع ضد الهجمات المعقدة.

تعزيز ثقافة الاستخدام الآمن للتقنيات الرقمية

وإلى جانب حماية الأنظمة، تهتم السعودية ببناء وعي مجتمعي، فأطلقت حملات توعية تستهدف الأفراد والشركات لتعزيز ثقافة الاستخدام الآمن للتقنيات الرقمية، كما أنشأت أكاديميات متخصصة مثل الأكاديمية الوطنية للأمن السيبراني لتخريج خبراء معتمدين، في خطوة تؤسس لسوق عمل محلي قوي، هذه المنظومة المتكاملة تجعل من الأمن السيبراني السعودي درعًا رقميًا يواكب التحولات الكبرى نحو مجتمع رقمي واقتصاد قائم على البيانات.