لحماية اقتصادها الرقمي، السعودية تعيد رسم خريطة الأمن السيبراني

الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 11:00 ص

الأمن السيبراني

محمد السيد

تضع السعودية الأمن السيبراني في مقدمة أولوياتها ضمن رؤية 2030، إدراكًا منها أن أي اختراق للبنية الرقمية قد يهدد مسيرة التحول الاقتصادي، وقد أُنشئ الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز ليكون مظلة وطنية لتطوير الكفاءات والقدرات الدفاعية، بالتوازي مع إطلاق الهيئة الوطنية للأمن السيبراني التي تضطلع بدور مركزي في صياغة السياسات ووضع المعايير، وهذه المؤسسات أسهمت في بناء منظومة متكاملة باتت من الأكثر تطورًا في المنطقة.

5 مليارات دولار في مجالات مراكز البيانات والأمن السيبراني

ضخت المملكة استثمارات ضخمة لتطوير بنيتها الدفاعية، إذ أعلنت عن خطط بقيمة تتجاوز 5 مليارات دولار في مجالات مراكز البيانات والأمن السيبراني، بما يشمل تقنيات التشفير، وأنظمة المراقبة الذكية، والحلول الوقائية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وتُشير تقارير حكومية إلى أن نسبة الهجمات التي تم رصدها والتصدي لها ارتفعت كفاءتها بنحو 60% بين عامي 2019 و2024، ما يعكس نجاح الاستراتيجية الوطنية في الحد من المخاطر الرقمية.

تطوير منصات حماية متقدمة

على المستوى الدولي، عززت السعودية شراكاتها مع شركات كبرى مثل Cisco وIBM وMicrosoft لتطوير منصات حماية متقدمة، فضلًا عن توقيع اتفاقيات تعاون مع الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، هذه التحركات منحت المملكة مكانة متقدمة في مؤشر الأمن السيبراني العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، حيث جاءت في المراتب الأولى عربيًا وإقليميًا.

تدريب 100 ألف شاب وشابة على مهارات الأمن السيبراني

كما تولي المملكة اهتمامًا خاصًا بتأهيل العنصر البشري، إذ أطلقت مبادرات لتدريب أكثر من 100 ألف شاب وشابة على مهارات الأمن السيبراني بحلول عام 2030، عبر برامج أكاديمية متخصصة ومسابقات دولية مثل “هاكاثون الحج” و“سايبر سيكيور”، هذه المبادرات لا تسهم فقط في سد الفجوة المهارية، بل تخلق جيلًا جديدًا قادرًا على حماية مقدرات الاقتصاد الرقمي السعودي من التهديدات المتنامية.