الثلاثاء، 12 أغسطس 2025

05:48 ص

سمر سلامة تكتب: انقذوا الطبقة المتوسطة

الثلاثاء، 12 أغسطس 2025 01:08 ص

سمر سلامة

سمر سلامة

بقلم/ سمر سلامة

وسط زخم الأحداث الاقتصادية والسياسية التي تمر بها مصر، يبرز واقع صامت لا يلقى ما يكفي من الانتباه وهو تآكل الطبقة الوسطى، هذه الشريحة، التي تمثل عصب المجتمع، لكنها تعيش اليوم مرحلة انكماش بطيئة ومؤلمة، لا تُقاس فقط بالأرقام، بل بعمق التغيرات التي تطرأ على حياة الملايين من المواطنين الذين طالما عُرفوا بأنهم "العمود الفقري" للدولة.

الطبقة الوسطى في أي مجتمع ليست مجرد فئة دخل، بل هى نمط حياة، هى الفئة التي تدفع الضرائب وتلتزم بالقانون، تعلم أبنائها وتسعى لتحسين أوضاعها بجهدها، هى المعلم والطبيب والمهندس والصحفي وصاحب المشروع الصغير والموظف المجتهد،  هى من تستثمر في أبنائها من أجل مستقبل أفضل، تحافظ على الاستقرار وتنتج الثقافة وتدير المرافق وتنهض بالمجتمع في صمت.

لكن هذه الطبقة في مصر تواجه منذ سنوات ضغوطًا متصاعدة، بدأت بالتضخم الذي التهم الدخول، ومرت بارتفاع غير مسبوق في تكاليف التعليم والصحة والسكن، وانتهت بشعور متزايد بأنها تُستنزف دون مقابل عادل، كثيرون من أبناء هذه الطبقة وجدوا أنفسهم مضطرين للتخلي عن مدخراتهم، بيع ممتلكاتهم، أو حتى الاستدانة لتأمين احتياجات أساسية كانت يوما ما ضمن أبسط حقوقهم.

المؤشرات الاقتصادية تدق ناقوس الخطر حول وضع الطبقة الوسطى: القدرة الشرائية تتراجع، معدلات الهجرة للكفاءات ترتفع لتحسين الدخول، ما كان يُنظر إليه كمسار طبيعي للارتقاء عبر التعليم والعمل، بات طريقا محفوفا بالشكوك، ومليئا بالإحباطات.

الأزمات الاقتصادية التي شهدتها الدولة المصرية في السنوات الأخيرة متأثرة بتداعيات الأزمات الاقتصادية الدولية والاضطرابات والظروف الجيوسياسية في المنطقة أثرت سلبا على الاقتصاد المصري ورغم كل هذه التحديات الاقتصادية الجسيمة تبذل الدولة جهودا كبيرة لتخفيف حدة تداعيات الأزمة الاقتصادية وتخفيف الأعباء عن المواطنين في ضوء الإمكانيات المتاحة.

الأمر المقلق هو غياب الرقابة الذي دفع العديد من التجار إلى رفع أسعار السلع الأسياسية والمنتجات والخدمات التي لا غنى عنها يوميا لأى مواطن، بشكل مبالغ فيه، مما أضر بجميع الطبقات ولكن ظهر جليا تأثر الطبقة الوسطى خلال السنوات الأخيرة مع ارتفاع معدل التضخم وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه، مما يستوجب ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة ورادعة للتصدي لهذه الأوضاع ومنع المخالفات لحماية المواطنين من وطأة الأزمات الاقتصادية.

ورغم كل هذه التحديات، تظل هذه الطبقة صامتة، لا تطلب دعما مباشرا، بل تنتظر سياسات عادلة تعيد إليها الحد الأدنى من استقرار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، إن حماية الطبقة الوسطى أمر ضروري، فهذه الطبقة هى من يستهلك ويُنتج ويُعلم ويُعالج ويُدير، وهى التي تمسك بخيوط الحياة اليومية.

ولهذا فإن إنقاذ هذه الطبقة يحتاج إلى استراتيجية ورؤية واضحة لتحسين الأوضاع الاقتصادية لهذه الطبقة وتلبية احتياجاتها، عبر رؤية طويلة المدى تعيد الاعتبار لها، ويجب إعادة هيكلة النظام الضريبي بحيث يكون عادلا يخفف عن هذه الفئة دون أن يعفي الأغنياء من مسؤوليتهم، كما أن تحسين جودة التعليم والخدمات الصحية الحكومية بات ضرورة وجودية، حتى لا يُضطر أبناء هذه الطبقة للهرب إلى القطاع الخاص بما يستنزف دخولهم ويغرقهم في الديون.

كذلك فإن حماية الطبقة الوسطى تتطلب تثبيت أسعار الخدمات الأساسية، وربط الأجور بمعدلات التضخم، فضلا عن توفير بيئة تشجع على إطلاق المشروعات الصغيرة، وتمنح أصحابها مظلة حماية اجتماعية فعلية، بعيدًا عن الروتين والرسوم التي تخنق أي محاولة للاستقلال الاقتصادي.

 

اقرأ أيضًا:

محمد حبيب يكتب: هل استعد الوعاظ لحماية دورهم من زحف الذكاء الاصطناعي؟

 

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search