البحث بدون نقرات، هل تتحمل الشركات الصغيرة تكلفة ذكاء جوجل؟

الإثنين، 11 أغسطس 2025 06:11 ص

الذكاء الاصطناعي ومحركات البحث

منذ ظهور الإنترنت، كانت الشركات الصغيرة تعتبر محركات البحث، وتحديدًا جوجل، بوابة ذهبية لجذب العملاء، لكن هذا النموذج يواجه اليوم اختبارًا وجوديًا، بعد أن قلبت ميزة نظرة عامة على الذكاء الصناعي AI Overviews المعادلة رأسًا على عقب.

في مايو 2024، أطلقت جوجل هذه الميزة لتقديم إجابات مباشرة وشاملة من الذكاء الصناعي في أعلى صفحة نتائج البحث، مستغنية إلى حد كبير عن الروابط التقليدية التي كانت تقود المستخدمين إلى مواقع الشركات.

وبذلك، بدأ عصر البحث بدون نقرات، حيث يحصل المستخدم على ما يريد دون مغادرة صفحة البحث، لكن، من يدفع الثمن؟ الجواب هو الشركات الصغيرة.

انخفاض في النقرات.. يعني انخفاض في الفرص

الشركات الصغيرة، خاصة تلك التي تبني وجودها على المحتوى من مكاتب المحاماة إلى المنصات التعليمية، بدأت تشعر بأول ارتدادات الزلزال الرقمي الجديد، فبينما ما تزال أسماؤها تذكر في الملخصات، لم يعد المستخدمون يزورون مواقعها.

وفقًا لتحليل شركة Seer Interactive، شهدت بعض المواقع تراجعًا في معدل النقرات العضوية بنسبة تصل إلى 70% منذ ظهور نظرة عامة على الذكاء الصناعي.

وتؤكد دراسة حديثة من مركز Pew للأبحاث أن المستخدمين ينقرون على الروابط التقليدية بنصف المعدل عند ظهور الملخصات.

وبينما قد تبدو هذه الظهورات وكأنها إنجاز رقمي لكون اسم الشركة مرئيًا أمام المستخدم، فإنها تخفي حقيقة اقتصادية مؤلمة، غياب النقرات يعني غياب الفرص التجارية، وبالتالي تراجعًا في الإيرادات المحتملة.

"55 مليارًا"، زيارات لروبوتات الدردشة لا تهز عرش جوجل

تأثير متباين حسب نوع النشاط

حتى الآن، الشركات المحلية مثل المطاعم والحرفيين لا تزال أقل تأثرًا، بفضل اعتمادها على نتائج البحث الجغرافية، لكن الخطر قادم، كما بدأت الخوارزميات الجديدة تطال حتى هذه الفئة، تدريجيًا.

ويحذّر من أن الشركات التي تعتمد على التعليم والتثقيف في استراتيجيات التسويق الخاصة بها مثل كيف تختار محاميًا؟ أو ما هي حقوقك القانونية في ألاباما؟ لم تعد تجني ثمار جهودها كما في السابق، إذ أصبح الذكاء الصناعي يقدم الإجابة كاملة للمستخدم.

من النقرات إلى النية.. هل يتغير معيار النجاح؟

رغم الصورة القاتمة، لا يرى الخبراء في هذا التحول نهاية اللعبة، بل يعتبرون أن الظهور داخل ملخصات الذكاء الصناعي قد يكون نوعًا جديدًا من إثبات المصداقية.

إذا ظهرت شركتك ضمن مصادر يثق بها الذكاء الصناعي، فذلك قد يعزز ثقة المستخدم، حتى إن لم ينقر على الرابط، لكن المشكلة تكمن في أن هذا الظهور الموثوق لا يُقاس بعدد، ولا ينعكس مباشرة في تقارير الأداء، مما يصعب اتخاذ قرارات قائمة على بيانات دقيقة، ولم نعد نبيع الزيارات فقط، بل نبيع الظهور في لحظة الثقة.

"من SEO إلى AIO"، قواعد اللعبة تتغير وعرش جوجل تحت التهديد

تحديات اقتصادية في سوق رقمية ضخمة

في عام 2022، قُدرت المعاملات الرقمية بنحو 2.7 تريليون دولار، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 3.8 تريليون دولار بحلول 2027، حسب بيانات شركة Forrester، ومعظم هذه المعاملات تبدأ من البحث عبر الإنترنت، وهنا تبرز المعضلة، إذا تغيرت نقطة البداية في رحلة العميل، فإن سلسلة القيمة بأكملها تهتز.

تراجع بسيط في الزيارات يمكن أن يُفضي إلى خسارة في العائدات، وتأثير مضاعف على عمليات البيع، والتوظيف، والنمو.

الاستجابة الذكية.. من الدفاع إلى الهجوم

الخبراء يدعون الشركات الصغيرة إلى الانتقال من موقف رد الفعل إلى استراتيجية استباقية:

تحسين المحتوى ليتناسب مع خوارزميات الذكاء الصناعي، من خلال استخدام القوائم، المقاطع التوضيحية، والصيغ التفاعلية.
مراقبة ما تقوله الخوارزميات عن الشركة، وتصحيح الأخطاء من خلال أدوات الملاحظات.
توسيع التواجد خارج محرك البحث عبر يوتيوب، تيك توك، والمنصات الاجتماعية التي لا تزال تسمح بالتفاعل المباشر مع الجمهور.
كما يُنصح بعدم حظر برامج التتبع التابعة للذكاء الصناعي، والتي قد تمنع الشركة من الظهور في ملخصات البحث.

معيار جديد لقيمة الظهور

ربما تكون نظرة عامة على الذكاء الصناعي بداية مرحلة جديدة، حيث لا يقاس النجاح بعدد الزوار، بل بمدى الحضور في لحظة اتخاذ القرار، لكن هذا يتطلب تحولًا في التفكير التسويقي والقياس الاقتصادي.

الشركات الصغيرة لا تملك رفاهية تجاهل هذا التحول، فمن لا يتكيف، قد لا يظهر مطلقًا لا في الملخص، ولا في السوق.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.