الإثنين، 11 أغسطس 2025

06:10 ص

دكتورة هدى صلاح تكتب: الثقافة القوة الناعمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة

السبت، 09 أغسطس 2025 05:07 م

الدكتورة هدى صلاح

الدكتورة هدى صلاح

تسعى الاستدامة إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وترشيد استخدامها، بما يخفف من الأثر البيئي للنشاط الاقتصادي ويضمن استمراريته، مع تعزيز أنشطة التجديد وإعادة التدوير للحفاظ على النظم الإيكولوجية.
 

صون القيم والفنون والتراث المهدد بالعولمة

وتشمل أيضًا بُعدًا ثقافيًا يهدف إلى صون القيم والفنون والتراث المهدد بالعولمة، فيما أكدت إيرينا بوكوفا، الأمين العام لليونسكو منذ عام 2012، ضرورة وضع الثقافة في قلب جدول أعمال الاستدامة العالمية كبعد رابع، فخصصت المنظمة جهودها لإقامة فعاليات ومناقشات في أكثر من 150 دولة، حتى أصبحت اليونسكو المرجع الأول عالميًا لتعزيز الثقافة كأحد أبعاد التنمية المستدامة.

ولم تكن الثقافة المصرية بمنأى عن تطبيق استراتيجية التنمية المستدامة 2030، حيث ظلت  المؤسسات الثقافية المصرية معنية دائمًا بأداء رسالتها التي تتمثل في بناء عقل ووجدان الإنسان المصري، والحفاظ على منظومة القيم والأخلاق، والتي تعد حجر الأساس في الخطط المستقبلية للتنمية المستدامة، وقد وضعت الحكومة المصرية السياسات والاستراتيجيات التي تسهم في تقديم برامج مؤسسية كمشروع وطني عبر ما تخطط له المؤسسات الحكومية ووفق ما تهدف إليه المؤسسات الثقافية بقطاعاتها في ضوء الاستراتيجيات الثقافية من أجل تصحيح السلوكيات والارتقاء بحياة المواطنين بواسطة الثقافة والفن، لتنامي الوعي المجتمعي لتعزيز سبل الاستدامة الثقافية.
 

الجولات الافتراضية للمسارح والمتاحف والمكتبات والمواقع الأثرية

وقد أكدت رؤية مصر 2030 على دور الثقافة المصرية في تطبيق أهداف التنمية المستدامة بل وقد أولت الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا بالثقافة باعتبارها ركيزة أساسية للمجتمع وأداة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو ما تجلى في رؤية مصر 2030 عبر إطلاق عدة مبادرات. شملت هذه المبادرات: "خليك في البيت.. الثقافة بين إيديك" لتقديم الإبداع الفني للجمهور عبر التكنولوجيا أثناء جائحة كورونا، والجولات الافتراضية للمسارح والمتاحف والمكتبات والمواقع الأثرية، ومبادرات التحول الرقمي لنشر المحتوى الثقافي لجميع فئات المجتمع.
 

ومن أبرز الأمثلة: تطبيق توت لتنمية حب القراءة لدى الأطفال من خلال إصدارات مجلة "قطر الندى" ومسابقات تفاعلية، تطبيق كتابي الذي يوفر مكتبة رقمية تضم أكثر من 2000 كتاب في مجالات متنوعة، ومسابقة “أنا رقمي” لتنمية مهارات الأطفال الرقمية ودعم الموهوبين في البرمجة والذكاء الاصطناعي.

الدكتورة هدى صلاح

وتنتمي الجهود تلك إلى أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في (الهدف رقم 4): التعليم الجيد، وكذا (الهدف رقم 11): مدن ومجتمعات محلية مستدامة، مع ارتباط وثيق بـ (الهدف رقم 9): الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية نظرًا لدوره في التحول الرقمي الثقافي. وإجمالاً يمكننا القول بأن أدوار المؤسسات الثقافية في مصر والتي تتسق ورؤية مصر 2030، والتي يمكن إجمالها في النقاط التالية:

 

الحفاظ على التوازن البيئي والاجتماعي

-نشر ثقافة التنمية المستدامة فيما يخص الحفاظ على الموارد الطبيعية، والحفاظ على التوازن البيئي والاجتماعي، وذلك عن طريق إقامة الندوات والمؤتمرات الثقافية والمحاضرات والمهرجانات في جميع ربوع الدولة، بداية من المناطق النائية (المحرومة) والحدودية مثل مبادرة أهل مصر للمناطق الحدودية.

-توظيف الثقافة في القضاء على الفقر ( الهدف رقم 1)، إضافة إلى إيجاد العمل اللائق ونمو الاقتصاد (الهدف رقم 8)، وذلك عن طريق إقامة التدريبات والورش الحرفية والتراثية والفنية، كونها تعمل على خلق فرص عمل؛ مما يترتب عليه القضاء على الفقر والبطالة.
 

-المشاركة في تحقيق وإنجاح التعليم الجيد والمتساوي، وإتاحة فرص التعلّم للجميع مدى الحياة (الهدف رقم 4)، فالثقافة تعد عملية تكميلية للتعليم، فإذا كان التعليم يعني في المقام الأول بالقراءة والكتابة، فإن الثقافة تعمل على إكساب الفرد الخبرات الحياتية بطرق مختلفة بل ويمكننا القول بأنها متممة للتعليم، فكلاهما يعملان على تشكيل الوعي الفردي بالمعارف والعلوم والفنون بجانب ميولة واتجاهاته الفكرية.

-تكريس جهود الثقافة في تحقيق المساواة بين الجنسين (الهدف رقم 5)، فيمكننا العمل على تعليم النساء والفتيات وتدريبهم على حرف كالحياكة وما يتعلق بها من أعمال الخياطة والتريكو والكروشية وغيرها ،إضافة إلى المشغولات التراثية والأعمال الفنية ومنتجات الخزف والأكسسوارات..إلخ، والأمر لم يقف عند التعليم والتدريب فقط، بل أن المؤسسات الثقافية تتبنى تسويق تلك المنتجات عن طريق إقامة المعارض، والتي تدر دخلاً جيداً لهن؛ بغية الحد من بطالة النساء والفتيات ومساعدة النساء المعيلات وضعيفي الدخل،  فضلاً عن إقامة الندوات والمحاضرات التوعوية لنبذ زواج القاصرات ودون السن القانوني وكذلك الحد من تكريس جهود الثقافة في تحقيق المساواة بين الجنسين (الهدف رقم 5).


تعليم النساء والفتيات وتدريبهم على الحرف اليديوية

ويمكننا العمل على تعليم النساء والفتيات وتدريبهم على حرف كالحياكة وما يتعلق بها من أعمال الخياطة والتريكو والكروشية وغيرها، إضافة إلى المشغولات التراثية والأعمال الفنية ومنتجات الخزف والأكسسوارات..إلخ، والأمر لم يقف عند التعليم والتدريب فقط، بل إن المؤسسات الثقافية تتبنى تسويق تلك المنتجات عن طريق إقامة المعارض، والتي تدر دخلاً جيداً لهن؛ بغية الحد من بطالة النساء والفتيات ومساعدة النساء المعيلات وضعيفي الدخل، فضلاً عن إقامة الندوات والمحاضرات التوعوية لنبذ زواج القاصرات ودون السن القانوني وكذلك الحد ختان الإناث سواء بالاستعانة برجال الدين والأطباء والجراحين، بالتعاون مع الجهات المعنية بذلك وبخاصة في المناطق النائية والأشد فقراً.

وختامًا، تلعب الثقافة المصرية دورًا محوريًا في تعزيز أهداف التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، من خلال إسهامها في بناء وعي الإنسان وتوجيهه نحو القضايا المعاصرة عبر البرامج التعليمية والأنشطة الثقافية، كما يساهم دمج الثقافة ومضامينها في استراتيجية التنمية المستدامة في بناء وتنمية الإنسان وإكسابه فهمًا شاملًا للتحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، مع تحفيزهم على إيجاد حلول مبتكرة لها. كما تعزز الأنشطة الثقافية بجميع أشكالها المتنوعة قدرتهم على أن يكونوا مواطنين فاعلين ومسؤولين، يسهمون في حماية بيئتهم، والنهوض بوطنهم، وصون إرثهم الثقافي والحضاري الممتد عبر آلاف السنين، بما يضمن استمرار مسيرة التنمية ويحافظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة.تابع موقع إيجي إن، تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search