الأحد، 10 أغسطس 2025

11:03 م

"الروبوتات القاتلة"، الصين تقود سباق تسلح جديد يهدد الاقتصاد العالمي ويعيد تشكيل الصناعات العسكرية

الجمعة، 08 أغسطس 2025 06:44 م

الروبوتات القاتلة

الروبوتات القاتلة

في الوقت الذي تنشغل الدول العظمى فيه بموازين الردع التقليدي، تندفع الصين بقوة نحو تسليح الذكاء الاصطناعي، وتضع العالم أمام واقع جديد، حيث تصبح الآلات القاتلة ذاتية التشغيل لاعبًا رئيسيًا في حروب الغد.

لكن ما هو الثمن الاقتصادي لهذا التحول؟ ومن المستفيد، ومن الخاسر؟ وهل يدفع العالم كله فاتورة هذا السباق، أم فقط من يختار المشاركة فيه؟

وفي تقرير مثير للقلق، نشرت نيوزويك في يونيو 2024م، تفاصيل عن قرب دخول أول روبوتات قتالية ذاتية التشغيل إلى ساحة المعركة الصينية في غضون عامين، مؤكدةً على تسارع غير مسبوق في إنتاج وتطوير هذه الأنظمة مقارنة بالدول الغربية. 

وفي هذه المعادلة الجديدة، يتحول الذكاء الاصطناعي من كونه أداة للإنتاج والتنمية، إلى سلاح تتسلح به الدول الكبرى من أجل فرض الهيمنة.

الروبوتات القاتلة

الصين من مصنع العالم إلى تسليح الذكاء الاصطناعي

الصين، التي بنت جزءًا كبيرًا من نهضتها الاقتصادية على التصنيع والتجارة، باتت الآن تركز استثماراتها على الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي العسكري، كما أن وتيرة تطوير الصين للأسلحة الذكية، أسرع بخمسة أضعاف من نظيرتها الأمريكية، وهذا يشمل السفن، والطائرات، والغواصات، والآن.. الروبوتات القتالية. 

وتعمل شركات صينية مثل “Unitree Robotics”، على تصميم روبوتات كلاب مسلحة، تم اختبارها مؤخرًا في مناورات مع الجيش الكمبودي، في إشارة واضحة إلى بدء تسويق هذه التكنولوجيا إقليميًا، وهذا التحول يعكس إستراتيجية صينية مزدوجة، تكمن في تقليص الاعتماد على القوى البشرية في المعارك، وتحويل الصناعات الدفاعية إلى مصدر جديد للنمو الاقتصادي والتصدير.

وفي حال نجحت الصين في إنتاج هذه الأنظمة بتكلفة منخفضة نسبيًا، فإنها قد تغزو أسواق الأسلحة في العالم النامي، لتعيد تشكيل خريطة التسلح الدولية، وتخلق تحالفات جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي كسلاح.

 

الاستثمار العسكري.. رافعة اقتصادية؟ أم فقاعة مكلفة؟

ويطرح هذا المشهد تساؤلات اقتصادية معقدة، هل يمكن اعتبار الاستثمار في الروبوتات القاتلة أداة لتعزيز النمو، كما كانت الصناعات العسكرية في الحرب العالمية الثانية؟ أم أن الأمر يمثل عبئًا إستراتيجي واقتصاديًا طويل المدى؟

ومن الناحية التقنية، فإن تطوير أنظمة روبوتية قتالية، يتطلب ضخ استثمارات ضخمة في البحث والتطوير، وشبكات الاتصال، والبرمجيات، وأشباه الموصلات، أي أنه يوفر دفعًا للصناعات التكنولوجية المتقدمة، ويخلق وظائف عالية التأهيل في مجالات الروبوتات والتحكم والذكاء الاصطناعي.

لكن على الجانب الآخر، هذه الاستثمارات ليست إنتاجية بالمعنى الاقتصادي التقليدي، فهي لا تولد سلعًا استهلاكية، ولا تساهم في تحسين مستوى المعيشة، بل إنها جزء من اقتصاد الحروب، حيث تنمو الميزانيات الدفاعية على حساب التعليم، والصحة، والإسكان.

إن الروبوتات قد تساعد الصين على مضاعفة إنتاج الأسلحة التقليدية، مثل:- (القذائف والذخائر ثلاث مرات بحلول 2028)، حيث سيؤدي ذلك إلى زيادة المعروض في سوق السلاح العالمي، عن طريق خفض أسعار الأسلحة التقليدية عالميًا، وزيادة الإنفاق العسكري لدى الدول المجاورة للصين، أمثال:- (الهند، واليابان، وتايوان).

ارتفاع الطلب على تكنولوجيا الدفاع ذاتي التشغيل، ويدفع ذلك بأسعار برمجيات الذكاء الاصطناعي، ومكونات الروبوتات إلى الصعود.

اقرأ أيضًا:-

رادارات المراقبة العسكرية، العيون التي لا تنام في صراع التسلح

 

روبوت مسلح على شكل كلب 

 

أثر اقتصادي عالمي.. واضطراب في الأسواق والتوازنات

وإذا انتقلنا إلى المشهد الدولي، فإن السباق نحو التسلح بالروبوتات القاتلة، ينذر بعدة تداعيات اقتصادية أبرزها:-

  • سباق تسلح إقليمي

دول مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، والهند، وأستراليا، وحتى إيران، ستجبر على مراجعة موازناتها الدفاعية، والبحث عن حلول دفاعية مماثلة، ما يعني ضغطًا هائلًا على الميزانيات العامة، وإعادة توجيه الاستثمارات من التنمية إلى التسلح.

  • تشوه التجارة العالمية

وإذا لجأت الدول الكبرى لفرض قيود على صادرات التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج (مدني – عسكري)، فإن سلاسل التوريد العالمية قد تتأثر بشدة، خصوصًا في القطاعات الحساسة، مثل:- (الرقائق الإلكترونية، والأنظمة الملاحية).

  • مخاطر على الاستقرار الاستثماري

والمستثمرون في الأسواق الناشئة أو حتى المتقدمة، قد يعيدون حساباتهم، وإذا بات التوتر العسكري غير مكلف من الناحية البشرية بفضل الروبوتات، ومع تراجع الردع التقليدي (الخسائر البشرية)، قد يجعل ذلك الحروب أكثر احتمالًا، وبالتالي يقل الاستقرار السياسي والاقتصادي في عدة مناطق.

اقرأ أيضًا:-

الذكاء الاصطناعي يرسم خرائط الموت في ساحات الحروب

 

تحذير من خطر وجودي

ويبدو أن الجهود الدولية للحد من هذه الأسلحة لا تزال محدودة، فالصين، إلى جانب روسيا والولايات المتحدة، تقاوم أي اتفاق دولي ملزم، يحد من استخدام الروبوتات القتالية، كما أن عدم وجود إطار قانوني دولي، يحكم هذه التكنولوجيا، إلى جانب تجاهل بعض الدول للمخاطر الأخلاقية، ما يشكل تهديدًا لبقاء البشرية، وإذ إن الأسلحة الذاتية لن تلتزم بقوانين الحرب، فإنها قد تستخدم في عمليات تطهير أو هجمات دون محاسبة.

وفي حال انهارت أنظمة الردع الدولية، فإن تكلفة إشعال حرب محدودة باستخدام روبوتات، ستكون أقل من تكلفة تسوية النزاعات سلميًا، ما يعني انتقال الحرب من خيار أخير إلى أداة ضغط أولى.

الاقتصاد العسكري

 

هل نشهد ولادة اقتصاد القتل الممنهج بالذكاء الاصطناعي؟

ومن الواضح أن العالم يقف على أعتاب تحول اقتصادي عسكري عميق، تغير فيه الروبوتات القاتلة، فليس فقط طبيعة الحروب، بل آليات اتخاذ القرار، بتخصيص الميزانيات، والتجارة الدولية، كما تقود الصين هذا التحول، وبنجاحها أو فشلها، سيتحدد شكل اقتصاد الذكاء الاصطناعي الحربي في العقود القادمة.

تشير النتائج إلى أنه إما أن يتحول اقتصاد الذكاء الاصطناعي إلى رافعة للنمو التكنولوجي المنضبط، أو إلى بداية لانهيار الأعراف الدولية، كما أن دخول الاقتصاد العالمي في دائرة عدم الاستقرار الدائم، وفي كلتا الحالتين، لا يبدو أن بإمكان أي دولة الوقوف على الحياد طويلًا.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search