الأربعاء، 06 أغسطس 2025

10:13 م

«أعنف الأزمات الاقتصادية»، الرسوم الجمركية تعيد أخطاء الماضي بثوب جديد

الأربعاء، 06 أغسطس 2025 08:13 م

الرسوم الجمكية العالمية

الرسوم الجمكية العالمية

في خضم التوترات التجارية العالمية المتصاعدة، يعود شبح الحمائية الاقتصادية ليخيم من جديد، مثيرًا مخاوف واسعة من تكرار أخطاء ثلاثينيات القرن الماضي التي مهدت لأحد أعنف الأزمات الاقتصادية في التاريخ. 

المشهد التجاري العالمي

الرسوم الجمركية، التي لطالما كانت أداة للصراع التجاري، عادت لتتصدر المشهد العالمي، وبخاصة في ظل مواقف أكثر تشددًا من قبل الولايات المتحدة تجاه خصومها التجاريين.

من التاريخ إلى الحاضر.. تشابه محفوف بالمخاطر

تشير البيانات التاريخية إلى أن رفع الرسوم الجمركية خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي مثل تعريفات فوردني ماكومبر 1922 وسموت هاولي 1930، أدى إلى انكماش حاد في التجارة العالمية وانخفاض حاد في أرباح الشركات الأمريكية. 

ورغم أن السياقات الاقتصادية اليوم تختلف جوهريًا، إلا أن هناك قلقًا متزايدًا من أن تؤدي السياسات الحمائية الحالية إلى نتائج مشابهة، ولو في ثوب جديد.

الإحصاءات التي جمعها البروفيسور روبرت شيلر، تكشف عن تراجع كبير في الأرباح والأسهم خلال الفترات التي شهدت تطبيق رسوم جمركية مشددة، وهو ما يعيد إلى الأذهان احتمالية أن يتسبب نهج مماثل اليوم في زعزعة استقرار الأسواق.

اقرأ أيضًا:

ترامب يعتزم إعلان تعيينات جديدة في "الفيدرالي الأمريكي" قريبًا

الولايات المتحدة.. حماية الاقتصاد أم تكرار العزلة؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لا يخفي نزعته الحمائية، كان له دور محوري في فرض رسوم جمركية واسعة خلال فترته الأولى، مستهدفًا الصين وأوروبا. 

وها هو اليوم، مع اقتراب الانتخابات، يلوح بإعادة هذه السياسة، ما يفتح الباب أمام موجة جديدة من التوترات قد تطال سلاسل الإمداد العالمية برمتها.

ويحذر إيان هارنيت، رئيس استراتيجيي الاستثمار في شركة Absolute Strategy Research، من أن العودة إلى سياسات الرسوم قد تؤدي إلى تباطؤ اقتصادي وارتفاع التضخم، ما يشكل بيئة خطرة على أسواق المال.

الرسوم الجمركية

الاقتصاد العالمي اليوم.. أكثر ترابطًا ولكن أكثر هشاشة؟

إن الظروف الاقتصادية اليوم تختلف كثيرًا عن تلك التي سادت قبل قرن، والعالم الآن أكثر ترابطًا بفعل العولمة، ويملك أدوات مالية وتنظيمية أقوى، إلا أن هذا الترابط -بحسبهم- قد يكون سلاحًا ذو حدين، إذ يجعل الأسواق أكثر عرضة للتأثر بالصدمات المتزامنة عبر أكثر من منطقة.

ففي ظل الاعتماد المتبادل بين الدول، فإن تصعيد الحرب التجارية لا يهدد الخصوم فحسب، بل ينذر بانهيارات في سلاسل التوريد العالمية، بما يعيد رسم خريطة التجارة الدولية بشكل غير محسوب.

اقرأ أيضًا:

ترامب يواصل ضغطه على سوريا، لماذا تفرض أمريكا أعلى رسوم جمركية على الواردات السورية؟

الأسواق تستوعب الصدمة.. ولكن إلى متى؟

رغم التأثير الأولي للرسوم الجمركية، تشير التقديرات إلى أن الأسواق قد استوعبت جانبًا كبيرًا من الصدمة، إلا أن استمرار السياسات الحمائية قد يعيد إشعال الاضطرابات، خاصة مع بقاء الغموض السياسي مسيطرًا على مشهد القرار الاقتصادي الأمريكي.

كما أن السوق تجاوز أسوأ مرحلة من تبعات الرسوم وهى مرحلة الصدمة، لكنه لا يستبعد تراجعات محدودة في حال استمرت السياسات العشوائية.

الرسوم الجمركية

ما بين دروس الماضي وواقع اليوم

في المحصلة، تتقاطع التحذيرات مع دروس الماضي لتشير إلى أن العودة لنهج الرسوم الجمركية لا تأتي دون ثمن، صحيح أن الاقتصاد العالمي اليوم أكثر تعقيدًا وتطورًا، لكنه أيضًا أكثر حساسية لأي اختلال في التوازنات التجارية، ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تتعلم السياسات الاقتصادية من التاريخ، أم تعيد إنتاج أزماته بشكل جديد؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search