الإثنين، 04 أغسطس 2025

02:35 ص

5 موجات تسونامي هزت الأرض وغيّرت مسار التاريخ.. تعرف عليها

السبت، 02 أغسطس 2025 04:03 م

موجات تسونامي

موجات تسونامي

رغم التقدم العلمي والتكنولوجي، لا تزال الطبيعة تذكر البشر من وقت لآخر بحجم هشاشتهم أمام قوتها الكاسحة، ولعل موجات التسونامي تمثل أعتى تجليات هذه القوة، فهي لا تعطي إنذارًا مسبقًا، وتضرب في دقائق ما قد بُنِي في عقود، وتُخلف وراءها خرابًا يفوق الوصف. 

تسونامي

من آسيا إلى أوروبا، ومن المحيطات إلى البحار المغلقة، سجلت في الذاكرة البشرية خمس كوارث تسونامي كبرى، لم تكتف بحصد الأرواح، بل غيرت الجغرافيا والاقتصادات والسياسات.

تسونامي المحيط الهندي 2004.. الكارثة الأكبر في التاريخ الحديث

عدد الضحايا: أكثر من 230,000 قتيل

الموقع: سواحل 14 دولة، أبرزها إندونيسيا، سريلانكا، الهند، تايلاند

قوة الزلزال: 9.1 ريختر

الخسائر الاقتصادية: أكثر من 13 مليار دولار

في يوم 26 ديسمبر 2004، توقفت عقارب الساعة في جنوب آسيا، ليس بسبب زلزال عنيف في أعماق المحيط فحسب، بل لأن موجات تسونامي بارتفاع الجبال خرجت لتبتلع الشواطئ والمدن والقرى على امتداد آلاف الكيلومترات. 

تصل الأمواج إلى عمق 3 أميال داخل اليابسة، وحولت مشاهد الأعياد إلى جنازات جماعية، هذه الكارثة ليست مجرد صفحة في كتب الجغرافيا، بل هي جرح مفتوح في ذاكرة ملايين العائلات، ورمز لفجوة الإنذار المبكر في الدول النامية.

اقرأ أيضًا:

زلزال روسيا العنيف يربك الأسواق العالمية، ما هى التأثيرات الاقتصادية المحتملة؟

 

تسونامي لشبونة 1755.. الزلزال الذي زعزع أوروبا والكنيسة

عدد الضحايا: بين 60,000 و100,000 قتيل

الموقع: البرتغال، إسبانيا، المغرب

قوة الزلزال: 8.5 ريختر

الخسائر الاقتصادية: خسارة 48% من الناتج المحلي البرتغالي

في 1 نوفمبر 1755، وأثناء احتفالات عيد جميع القديسين، اهتزت العاصمة البرتغالية لشبونة بقوة، وانهارت كنائسها، لتتبعها أمواج تسونامي مدمرة بارتفاع وصل إلى 15 مترًا. 

عاشت أوروبا يومًا أسودًا لم يترك أثرًا على المدن فقط، بل خلخل الأسس الفكرية للمجتمع، إذ فجر جدلاً فلسفيًا حول الشر الإلهي ووجود العدالة في هذا العالم، كان له دور لاحق في نشوء عصر التنوير، ولهذا يعتبر تسونامي لشبونة من شدته مغير الفكر قبل الجغرافيا.

أمواج تسونامي

ثوران كراكاتوا 1883.. البركان الذي دوى صوته في العالم

عدد الضحايا: حوالي 36,000 قتيل

الموقع: إندونيسيا

الخسائر: دمار أكثر من 300 مدينة وقرية

ثوران بركان كراكاتوا لم يكن مجرد انفجار، بل صوت دوى في العالم وسمع على بعد 4800 كم، حسب بعض السجلات، التسونامي الناتج عن الانفجار البركاني مزق السواحل الإندونيسية، وترك خلفه دمارًا هيكليًا واقتصاديًا غير مسبوق.

كما أثر على المناخ العالمي، حيث سُجلت انخفاضات حادة في درجات الحرارة، وأطلقت تحذيرات عالمية بشأن الأمن الغذائي والتجارة البحرية، وفي خضم ذلك، أعادت شركات التأمين والنقل صياغة عقودها وشروطها لسنوات لاحقة.

اقرأ  أيضًا:

روسيا تحت الصدمة، زلزال قوي يثير موجات تسونامي وتحذيرات دولية من كارثة محتملة

تسونامي أريكا 1868.. عندما اختفت مدن بأكملها

عدد الضحايا: أكثر من 25,000 قتيل

الموقع: بيرو، تشيلي، بوليفيا

قوة الزلزال: 8.5 ريختر

زلزال 13 أغسطس 1868، لم يكن مجرد حدث جيولوجي، بل إعلان دمار شامل لمدينة أريكا، التي اختفت حرفيًا عن الخريطة، إلى جانب بلدات ساحلية بأكملها في أمريكا الجنوبية. 

لم تتوقف المأساة عند البر، إذ أغرقت الأمواج سفنًا، بينها سفينة حربية أمريكية محملة بالإمدادات، كما شكل الحدث أولى مظاهر وعي الدول الأمريكية بخطر الكوارث الطبيعية على مصالحها العسكرية والتجارية، وبدأت بعده أولى محاولات تأسيس أنظمة مراقبة زلزالية في القارة.

تسونامي 

تسونامي توهوكو 2011.. عندما ضرب التسونامي التكنولوجيا

عدد الضحايا: أكثر من 15,500 قتيل.

الموقع: الساحل الشرقي لليابان.

قوة الزلزال: 9.1 ريختر.

الخسائر الاقتصادية: 309 مليار دولار حيث جاء كأعلى تكلفة لكارثة طبيعية بالتاريخ.

في 11 مارس 2011، وقف العالم عاجزًا أمام واحدة من أكبر المآسي الصناعية والإنسانية، الزلزال الضخم أعقبته أمواج تجاوز ارتفاعها 40 مترًا، اجتاحت المدن، ودمرت البنية التحتية. 

لكن الأخطر كان كارثة فوكوشيما النووية، التي تسببت في تسرب إشعاعي هائل، أطلق نقاشًا عالميًا حول مستقبل الطاقة النووية، ولا يزال تأثيره مستمرًا حتى اليوم.

عطلت الأزمة سلاسل الإمداد في صناعات حيوية مثل السيارات والإلكترونيات، ما جعل تسونامي توهوكو لا يقاس فقط بعدد القتلى، بل بحجم التغيير الذي فرضه على الاقتصاد العالمي الحديث.

اقرأ أيضًا:

الأرض تصرخ والمحيط يستعد للانتقام، زلزال روسيا يُشعل إنذار تسونامي عالمي

عندما تفرض الطبيعة كلمتها

هذه الموجات الخمس ليست مجرد كوارث محلية، بل منعطفات تاريخية غيرت خريطة العالم، ودفعت نحو تطوير أنظمة الإنذار، وتغيير السياسات، وإعادة النظر في الأمن المناخي والاقتصادي.

في زمن العولمة، لا توجد كارثة طبيعية بعيدة، ما يحدث على سواحل إندونيسيا أو اليابان يترجم إلى اضطراب في الأسواق العالمية، وارتفاع في أسعار السلع، وتأخير في الإنتاج.

الدرس الأهم من تلك الكوارث هو أن الاستثمار في الوقاية والجاهزية ليس ترفًا، بل ضرورة وجودية، في عالم لا يمكن التنبؤ بموجاته التالية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search