الجمعة، 01 أغسطس 2025

08:29 م

عبد الوهاب خضر يكتب : تشويه الديمقراطية

الخميس، 31 يوليو 2025 07:21 م

عبدالوهاب خضر المسنشار الإعلامي لوزارة العمل

عبدالوهاب خضر المسنشار الإعلامي لوزارة العمل

بقلم /عبدالوهاب خضر

في هذا العالم المُزدحم  بالأحداث والتحديات، يُواصل البعض إفساد مفهوم كلمة "الديمقراطية"، وتشويه صورتها، والترويج لهذا المُصطلح على أنه مشبوه، والترديد على ألسنة الناس، بأنه مصدر للسخرية والتهكم، وعدم تَصّديق "كل اللي يجيب سِيرة الديمقراطية" .

ولعل فيلم “البداية”، عام 1986، للمخرج صلاح أبو سيف رائد الواقعية، نجح في تجسيد هذا الواقع، باستخدم كلمة "الديمقراطية لتضليل البسطاء من الناس، فاستغل "نبيه بيه" الذي أدى دوره الفنان القدير جميل راتب، جهل "منطقة الواحة" ليدعم سُلطته فاستقطب أول ما استقطب، الفلاح سليم، الذي أدى دوره الفنان حمدي أحمد، والعامل صالح، الذي أدى دوره الفنان صبري عبد المنعم، وأقنعهما أنَّ خصمهما هو الشاب المثقف الوطني عادل "أحمد زكي"، وألصق به تُهمة الإلحاد والكفر لأنه ديمقراطي، والديمقراطيَّة كفر، وأنَّ من واجبهم مراقبته، وإعلان العداء عليه، فاستخدم الدين وسيلة للسيطرة على الناس لدرجة أنَّ الفلاح في أحد مشاهد الفيلم يسأل عادل، شاهرًا غضبه، قائلاً:"هو أنت لمؤاخذة ديمقراطي؟.

وفي عام 1913 أَرسىّ أبو الليبرالية فى مصر، وأفلاطون العرب، أحمد لطفى السيد، هذا الواقع -بدون قصد -، حيث كانت ولا زالت قصته مع الديمقراطية على لسان كل سياسي أو كاتب يحاول السخرية من هذا "المُصطلح" .

في حين ترشح أحمد لطفي السيد، نائبًا لمجلس النواب، عن دائرة السنبلاوين، بمحافظة الدقهلية كان المرشح المُنافس له محاميًا يتصف بالفهلوة واللعب بالبيضة والحجر، ولم يجد وسيلة أمامه لفض الأصوات من حول خصمه القوى المثقف، الذى أكدت حصافته ووعيه ووطنيته على فوزه المؤكد إلا أن ينشُر بين أهل الريف أن أحمد لطفى السيد “ديمقراطى والعياذ بالله”، وطلب منهم أن يسألوه في مؤتمر جماهيري عن كونه ديمقراطيًا أم لا، وأجابهم لطفي بكل ثقة وعِزة وكرامة قائلًا: “ أنا ديمقراطى صميم وعريق فى الديمقراطية ! ”، فأصابت الصدمة أهل القرية مما أدى إلى سقوطه في الانتخابات، والسبب للأسف، أنه “ديمقراطي والعياذ بالله”.

عبدالوهاب خضر المسنشار الإعلامي لوزارة العمل 

الأخلاق قبل الأسواق

وفي هذا الزمان تسببت سياسات وتعامل البلدان الُكبرى، ومنظماتها الحقوقية حول العالم، في فقدان كلمة ومضمون الديمقراطية، للمصداقية، أمام الرأي العام العالمي، فهى التي تتعامل مع قضايا وملفات منطقة الشرق الأوسط، بازدواجية في المعايير، أو ما يُسميه أهل السياسة "الكيل بمكياليين".

وتحت شعار الديمقراطية تُواصل تلك البلدان سياساتها الرأسمالية المتوحشة لنشر الفوضى في بلدان الشرق الأوسط، وتقف صامتة أمام التصرفات الاحتلالية التي تضرب بحقوق الإنسان عرض الحائط، وباسم نشر الديمقراطية المزعومة، يتم تفكيك الأوطان، والسيطرة على ثرواتها، وإعادتها إلى قرون سابقة.

لكن القاصي والداني يَعلم كيف ضاعت بلدان و"اتمسحت" من على الخريطة، تحت شعار " تحقيق الديمقراطية والحرية" التي هى بريئة من هؤلاء، وهو ما يتطلب يقظة ووعي، والإستفادة من الدروس التاريخية، وترسيخ الثقافة الحقيقية للمفاهيم والأهداف النبيلة للديمقراطية قولًا وفِعلًا، والقائمة على العدالة وإحترام الرأي الأخر، وكفالة الحقوق المشروعة، وعدم التدخل في شؤون البلدان ذات السيادة، وجميع الثوابت المرتبطة بهذا المفهوم الإيجابي.

وذلك عن طريق التعليم والفن وغيرها من أدوات “التوعية”، في محاولة جادة لاعادة الثقة المفقودة في مفاهيم ومصطلحات مُرتبطة بها أيضًا، منها "الرأسمالية" التي تحولت إلى "متوحشة"، رغم أن مؤسسيها كانوا قد رفعوا شعار “الأخلاق قبل الأسواق”، وكذلك مصطلح "السياسة" الذي إلتصق به صفة “بياع الكلام”، لدرجة أن الكاتب أنيس منصور قال ذات مرة في مقال ساخر، واصفًا السياسيين: "أنت سياسي ولا تكَذب، فابحث لك عن مِهنةٌ أخرى " .

كما قال صلاح جاهين عن السياسة: "قالوا السياسة مُهلكة بشكل عام، وبُحورها يا بني خِشنة مش ريش نعام، غُوص فيها تِلقى الغرقانين كلهم شايلين غنايم، والخفيف هو اللي عام.

وفي الختام، أعان الله مصر، وحافظ على تماسك جبهتها الداخلية، وعلى شعبها العظيم، وجيشها الباسل، ورئيسها عبد الفتاح السيسي من كل سوء، وأعانها على مواجهة كافة التحديات القادمة لها خاصة من الخارج تحت شعارات، وشائعات مُضِللة، وأهداف خبيثة تحاول النيل منها، وإيقاف مسيرة العمل فيها وهي تَبنيِ "جمهوريتها الجديدة" بكل ثقة وثبات.

عبدالوهاب خضر المسنشار الإعلامي لوزارة العمل 

تتابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هُــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search