"صراع بين القوى الكبرى"، عندما تتحول البرمجيات إلى أسلحة جيوسياسية
الأربعاء، 30 يوليو 2025 12:44 م

البرمجيات أسلحة جيوسياسية
محمد السيد
البرمجيات لم تعد مجرد أدوات تقنية تستخدم لتحسين الخدمات أو زيادة الكفاءة، بل تحولت في السنوات الأخيرة إلى سلاح سياسي واقتصادي في يد الدول الكبرى، في إطار صراع متصاعد للسيطرة على التكنولوجيا، فمنذ صعود الصين كقوة رقمية منافسة للولايات المتحدة، بدأت تظهر ملامح "حرب باردة رقمية" جديدة، تستخدم فيها البرمجيات كأدوات للهيمنة أو العزل، والولايات المتحدة.
فعلى سبيل المثال، منعت تصدير بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى الصين، بدعوى حماية الأمن القومي، بينما قامت الصين من جانبها، بتطوير منظومات تشغيل ومنصات بديلة، وألزمت شركاتها الحكومية باستخدام برمجيات محلية فقط.
شركات التكنولوجيا العملاقة أصبحت جزءًا من السياسة الخارجية للدول
وتمتد ساحة هذا الصراع إلى شركات التكنولوجيا العملاقة، التي أصبحت جزءًا من السياسة الخارجية للدول، كما حدث مع "هواوي" و"تيك توك" و"كاسبرسكي"، حيث تحولت هذه الكيانات من شركات أعمال إلى أهداف في معركة السيادة الرقمية.
ولم يعد الأمر يقتصر على الحظر أو القيود التجارية، بل وصل إلى استخدام البرمجيات في شن هجمات سيبرانية، أو في مراقبة الشعوب والسيطرة على المعلومات، في ظل غياب أي إطار دولي واضح، ينظم استخدام البرمجيات في العلاقات بين الدول.

إنشاء شبكات إنترنت محلية مغلقة
وأدت الصراعات التقنية إلى تجزئة الفضاء الرقمي العالمي، حيث بدأت بعض الدول في إنشاء شبكات إنترنت محلية مغلقة، مثل الصين وروسيا، ما يهدد بفقدان شبكة الإنترنت طابعها المفتوح والعابر للحدود، وتظهر اليوم بوادر لتقسيم العالم إلى "مناطق نفوذ برمجي"، كل منها يستخدم أنظمة تشغيل وخدمات منفصلة، ما قد يعقد التعاون العلمي والاقتصادي، ويضعف الابتكار المشترك.
حظر الوصول إلى أدوات وخدمات أساسية في بناء اقتصاد رقمي
وهذه التطورات تلقي بظلالها السلبية على الدول النامية، التي تجد نفسها مجبرة على الانحياز لمعسكر تكنولوجي معين، أو مواجهة حظر الوصول إلى أدوات وخدمات أساسية في بناء اقتصاد رقمي حديث، كما أن بعض الشركات الناشئة في هذه الدول، تعاني من صعوبات في الحصول على تراخيص أو برمجيات أجنبية بسبب الصراعات السياسية بين الدول المصنعة.
التشفير والرقابة بدلًا من الشفافية والانفتاح
إن تسليح البرمجيات بهذا الشكل، يعكس تحولًا خطيرًا في مفهوم التكنولوجيا، ويهدد بنشوء نظام عالمي جديد قائم على التشفير والرقابة بدلًا من الشفافية والانفتاح، وربما بات العالم بحاجة إلى اتفاقيات دولية جديدة، على غرار معاهدات حظر الأسلحة النووية، تضع حدودًا لاستخدام البرمجيات في الأغراض العدائية، وتضمن بقاء الفضاء الرقمي عالميًا وآمنًا.

اقرأ أيضًا:-
الشركات الناشئة تقتحم أسواق البرمجيات العالمية
سوق التحول الرقمي، البرمجيات تفتح بوابة التصدير للدول النامية
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. قاطرة النمو في مصر للعام السابع على التوالي
31 يوليو 2025 10:59 ص
وضع "الدراسة" الجديد في ChatGPT يرشد الطلاب نحو الحل خطوة بخطوة
30 يوليو 2025 04:44 م
"قطاع البرمجيات العربي"، إمكانات مهدورة وطموحات مؤجلة
30 يوليو 2025 04:39 م
أكثر الكلمات انتشاراً