الخميس، 31 يوليو 2025

11:26 م

سوق التحول الرقمي، البرمجيات تفتح بوابة التصدير للدول النامية

الأربعاء، 30 يوليو 2025 09:25 ص

البرمجيات والخدمات التكنولوجية

البرمجيات والخدمات التكنولوجية

محمد السيد

بدأت الدول النامية في إعادة رسم موقعها على خريطة الاقتصاد العالمي، ليس من خلال تصدير السلع التقليدية، بل عبر دخولها في مجال التصدير الرقمي، لا سيما البرمجيات والخدمات التكنولوجية، فقد شهدت العديد من الأسواق الناشئة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية نهضة حقيقية في قطاع الشركات الناشئة، حيث بدأت هذه الشركات في تقديم خدمات مثل تطوير التطبيقات، والتصميم، وتحليل البيانات، إلى عملاء في أوروبا وأمريكا الشمالية، وأن هذا التوسع لم يعد حكرًا على العواصم التكنولوجية الكبرى، بل امتد إلى مدن غير تقليدية مثل لاهور، ونيروبي، وكيتو، لتصبح مراكز جديدة في صناعة البرمجيات.

تقديم خدمات بجودة مقبولة وسعر تنافسي

ما يدفع هذه الطفرة الرقمية في الجنوب العالمي هو توفر قدرات بشرية عالية التدريب نسبيًا، وتكلفة تشغيل منخفضة مقارنة بالدول المتقدمة، مما يسمح بتقديم خدمات بجودة مقبولة وسعر تنافسي، واستفادت هذه الشركات من ثورة العمل عن بعد، ومنصات التوظيف الحر، التي مكنت مبرمجين ومصممين ومحللي بيانات من الوصول إلى زبائن عالميين دون الحاجة إلى الهجرة أو فتح مكاتب بالخارج.

كما أسهمت الجامعات المحلية والمبادرات المجتمعية في تدريب أجيال جديدة من المتخصصين الذين باتوا ينافسون نظراءهم في الغرب.

تردد المستثمرين المحليين وضعف اهتمام صناديق التمويل الدولية بالأسواق الجديدة

ولا تزال التحديات قائمة، وأبرزها غياب الدعم الحكومي والسياسات المحفزة، إلى جانب ضعف البنية التحتية الرقمية، التي تعد عائقًا أمام بعض الشركات في المناطق النائية، وكذلك يعاني الكثير من هذه الشركات من صعوبة الوصول إلى رأس المال، بسبب تردد المستثمرين المحليين وضعف اهتمام صناديق التمويل الدولية بالأسواق الجديدة، كما أن قلة الوعي بآليات حماية الملكية الفكرية والامتثال للمعايير الدولية تشكل عائقًا إضافيًا.

مصدر للدخل القومي من خلال خدمات رقمية قابلة للتوسع عالميًا

ولا يمكن إنكار أن هذه الموجة من التصدير الرقمي تمثل نقطة تحول، حيث باتت الشركات الناشئة في العالم النامي تتخطى حدود الاستهلاك المحلي وتتحول إلى مصدر للدخل القومي من خلال خدمات رقمية قابلة للتوسع عالميًا، هذا التحول يفتح المجال أمام إعادة تعريف "التنمية" في القرن الواحد والعشرين، بحيث لم تعد مشروطة بامتلاك المصانع أو الموارد الطبيعية، بل تعتمد على الأفكار والمهارات الرقمية والقدرة على الابتكار.

البرمجيات هي المورد الجديد الذي يعيد تشكيل ملامح النمو في الدول النامية

يتوقع أن تشهد السنوات القادمة المزيد من النماذج الناجحة في التصدير الرقمي من دول الجنوب، خاصة إذا ما تكاملت الجهود الحكومية والتعليمية والتمويلية لدعم هذا المسار، فكما أن النفط غير ملامح بعض الاقتصادات في القرن العشرين، فإن البرمجيات قد تكون هي المورد الجديد الذي يعيد تشكيل ملامح النمو في الدول النامية، ويمنحها مكانًا متقدمًا في الاقتصاد الرقمي العالمي.

اقرأ أيضًا:-

البورصة توقف التداول على أسهم «المؤشر للبرمجيات» بعد الصعود

تينسنت تُطلق أداة ذكية لتسهيل البرمجة باستخدام الذكاء الاصطناعي

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search