الأربعاء، 23 يوليو 2025

08:50 م

عودة ترامب الصاعقة، 6 أشهر تعصف بالمشهد الاقتصادي والسياسي للولايات المتحدة

الثلاثاء، 22 يوليو 2025 11:34 م

دونالد ترامب

دونالد ترامب

في غضون ستة أشهر فقط، عاد دونالد ترامب إلى سدة الحكم في البيت الأبيض، ليس كرئيس تقليدي، بل كـ"قوة عاصفة لا تهدأ".

 منذ الساعات الأولى لولايته الثانية، بدا الرئيس الأمريكي مصممًا على إعادة تشكيل المشهدين الاقتصادي والسياسي، ملوحًا بتغييرات جذرية قد تهز أركان السياسات الداخلية والعلاقات الخارجية.

هذه العودة السريعة، وغير المتوقعة بهذا الزخم، تضع الولايات المتحدة والعالم أمام مرحلة جديدة من القرارات الجريئة والتحديات المعقدة، مع ترقب واسع لخطوات ترامب المقبلة التي من شأنها أن تترك بصماتها على الصعيدين المحلي والدولي.

ترامب

كل هذا ليس فقط داخل حدود الولايات المتحدة، بل على امتداد الاقتصاد العالمي، كما لو كان يسعى إلى رسم عالم جديد بمعايير ترامب الخاصة.

اقتصاد على حافة الزلزال

في أبريل الماضي، عاش وول ستريت يومًا أسود، مع تسجيل الأسهم الأمريكية أسوأ انخفاض يومي منذ خمس سنوات، إثر إعلان ترامب عن يوم التحرير وفرض رسوم جمركية على عشرات الدول. 

لكن سرعان ما تعافت الأسواق، مدفوعة بتأجيل تنفيذ التهديدات، وبلغ مؤشر S&P 500 ارتفاعًا بنسبة 7% منذ بداية العام.

مع ذلك، خلف هذه الأرقام المتفائلة، يكمن واقع أكثر تعقيدًا، الدولار الأمريكي يعيش أسوأ أعوامه منذ 1973، وسط تصاعد المخاوف بشأن فقدان العملة الأمريكية مكانتها كملاذ آمن، نتيجة الضغوط السياسية المتزايدة على مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

اقرأ أيضًا:

وول ستريت تبدأ الأسبوع بارتفاع والمستثمرون يستعدون لقرارات ترامب

الحرب التجارية.. العنوان الأبرز

لا شيء أثر خلال الأشهر الستة الأولى من عهد ترامب الثاني كما فعل ملف الرسوم الجمركية، فمن متوسط 2% في بداية العام، قفز معدل الرسوم الجمركية الفعلي إلى 8.8%، مع إيرادات قياسية تجاوزت 64 مليار دولار في الربع الثاني وحده، أغلبها من الواردات الصينية.

وإذا مضى ترامب في تهديداته بفرض رسوم بنسبة 30% على واردات الاتحاد الأوروبي والمكسيك، فإن الأمريكيين قد يواجهون متوسطًا تاريخيًا لمعدل الرسوم يصل إلى 20.6% مستوى لم يسجل منذ عام 1910.

دونالد ترامب

قانون المشروع الكبير الجميل

ورغم الضجيج المرتبط بالحروب التجارية، تمكن ترامب من تمرير قانونه الرئيسي للضرائب والإنفاق، المعروف بـ"قانون المشروع الكبير الجميل"، والذي تم تمريره بصعوبة في الكونجرس ووقعه في الرابع من يوليو، مانحًا إدارته سلاحًا جديدًا لتشكيل الاقتصاد على طريقته.

القانون تضمن تخفيضات ضريبية واسعة، مما منح دفعة مباشرة للمواطنين والقطاع الخاص، لكنه أثار في الوقت ذاته قلقًا بشأن تصاعد العجز المالي في المدى المتوسط.

اقرأ أيضًا:

الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تغلق مشاريع المياه، أزمة مستمرة وتأثيرات كارثية

ماسك في قلب الحكومة

وفي خطوة أثارت الكثير من الجدل، كلف ترامب رجل الأعمال إيلون ماسك بقيادة حملة واسعة لخفض الإنفاق الفيدرالي، من خلال إدارة كفاءة الحكومة، أو ما يُعرف اختصارًا بـ"DOGE". 

تحت قيادته، تم إغلاق إدارات فيدرالية كاملة في محاولة لاستئصال الهدر، وإن كانت العواقب الاجتماعية والإدارية لم تحسب بدقة حتى الآن.

هجرة وضغوط سياسية

ترامب لم يخفي أجندته بشأن الهجرة، وارتفعت عمليات الاعتقال والترحيل إلى مستويات غير مسبوقة، مع هدف معلن بترحيل مليون شخص سنويًا، وسط انتقادات حقوقية واسعة وتحذيرات من آثار سلبية على سوق العمل والاقتصاد.

ترامب والتشريعات الرقمية

التشريعات الرقمية.. استثناء إيجابي

وبين الحروب الاقتصادية والقرارات الصادمة، تسللت بارقة أمل من بوابة الاقتصاد الرقمي، إذ أقرت الإدارة الجديدة تشريعات تسهل تنظيم العملات الرقمية، خصوصًا العملات المستقرة، وهو ما اعتُبر خطوة إيجابية في تعزيز الابتكار التكنولوجي.

اقرأ أيضًا:

ترامب VS ماسك.. هل تهدد السياسة مستقبل ناسا الفضائي؟

نظرة الأسواق والمواطنين

المفارقة أن الأسواق، رغم كل شيء، ما تزال متفائلة إلى حد ما، في حين يُبدي المواطن الأمريكي قلقًا بالغًا، فقد أظهر استطلاع أن 70% من الأمريكيين لا يرون أن الإدارة تركز بما فيه الكفاية على خفض الأسعار، بينما عبر 60% عن رفضهم الكامل لاستخدام الرسوم الجمركية كأداة سياسية.

دونالد ترامب

فوضى منظمة أم إعادة تشكيل مدروسة؟

يبدو أن ترامب في ولايته الثانية يتبنى سياسة الصدمة والتغيير، حيث لا مكان للحلول الوسط، الأداء الاقتصادي يحمل إشارات مختلطة، بين أرباح أسواق، وتحفيز ضريبي، ومقابل توتر تجاري، ودولار ضعيف، وعدم يقين واسع في الشارع.

المؤكد أن هذه المرحلة لا تشبه غيرها، والمراقبون في الأسواق والمؤسسات الدولية يترقبون ما إذا كانت هذه التحركات ستقود إلى انتعاش اقتصادي فعلي، أم أنها مجرد قفزات على طريق أزمة أشد، وفي انتظار الإجابة، يبقى دونالد ترامب الرئيس الذي لا يمكن التنبؤ بخطواته، ولا تجاهل آثارها.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search