وسائل التواصل الاجتماعي تتحول من أداة ترويج إلى سوق فعلي لمنتجات التجميل

الأربعاء، 23 يوليو 2025 07:59 م

صناعة الجمال

ميرنا البكري

في الماضي، كان أغلب الناس يشاهدون إعلان في مجلة أو إعلان تلفزيوني عن منتج تجميل ومن ثم التفكير في شراءه، لكن المنشورات على إنستجرام الآن أو فيديو على تيك توك، قد ينفد المنتج من السوق خلال يوم واحد.

ولم تغير وسائل التواصل الاجتماعي شكل الدعاية فحسب، لكن غيرت قواعد اللعبة بأكملها، بدءًا من اكتشاف المنتج، حتى قرار الشراء والولاء للعلامة التجارية، فما يحدث في عالم التجميل حاليًا ليس مجرد "ترند"، بل تحولٌ اقتصادي حقيقي، يخلق طلبًا جديدًا ويعيد رسم خريطة السوق، وهذا ما نوضح تفاصيله في هذا التحليل، استنادًا إلى مصادر بحثية اطلعت عليها وحدة الدراسات والأبحاث في موقع "إيجي إن".

In-Cosmetics 2022: how to develop sustainable cosmetic products? - Alcimed — **مستحضرات التجميل**

السوشيال ميديا، البوابة الذهبية لصناعة الجمال

وفقًا لـ"استبيان أجرته PoweredX Beauty Buddy"، اتضح أن 97% من الناس، اشتروا منتجات تجميل أو عناية بالبشرة أو الصحة بعد رؤيتها على السوشيال ميديا، وهذا يعني أن المنصات الرقمية، أصبحت مثل كتالوج الجمال اليومي للمستهلكين.

كما يقوم 44% بالشراء مرة كل شهرين أو 3 شهور، و35% منهم يتسوقون شهريًا، أي ببساطة الجمهور لا يشاهد فقط، بل يتأثر ويشتري، ويشارك تجربته أيضًا.

إنستجرام وتيك توك، المحركان الرئيسيان لاكتشاف وطلب منتجات التجميل

وهاتان المنصتان بالتحديد هما المحرك الأساسي لتوجهات السوق وذوق المستهلكين، فبحسب الاستطلاع 95% من المستخدمين يستخدمون إنستجرام بنشاط، و76% ناشطين على تيك توك، و70% يقولون أن إنستجرام هو المصدر الأساسي لاكتشاف منتجات التجميل.

وعندما يرى الأفراد منتج على السوشيال يبحثون عنه فورًا، لدرجة أن هناك بعض المنتجات تنتهي من السوق خلال ساعات فقط، إذا تم انتشارها على تيك توك أو إنستجرام.

من “هاشتاج” لرفوف الصيدلية

ويخلق المحتوى المتجدد على السوشيال ميديا "احتياجات جديدة" عند الناس، وليس رغبة فقط، أي العميل لا يبحث عن المنتج فحسب، بل يشعر أنه يحتاجه في روتينه، وهو ما يجعل الطلب يرتفع بشكل مفاجئ، وتستخدم العلامات التجارية الذكية هنا، إصدارات محدودة وتعاونات حصرية وعد تنازلي للإطلاق، وينتج عن ذلك حالة طوارئ شرائية وولاء قوي للعلامة التجارية.

كيف صنعت ريهانا ثورة في عالم الجمال مع Fenty Beauty؟

ولا تعد ريهانا مغنية فقط، بل نموذجًا ناجحًا في ريادة الأعمال، وعندما أطلقت Fenty Beauty بـ40 درجة لون مختلفة من كريم الأساس، فتحت باب جديد لفكرة الشمولية في الجمال، ونتيجة ذلك 100 مليون دولار مبيعات في أول 40 يوم، و570 مليون دولار في 2018، ويكمن سبب النجاح في أن الحملة، كانت على السوشيال ميديا، كما كان يتجلى بها قصة صادقة ومتنوعة ومحتوى بصري ملهم، وريهانا نفسها مؤثرة عملاقة.

الصدق عملة نادرة

وحاليًا، لم يعد الإعلان التقليدي باهظ التكلفة هو المطلوب، بل أصبحت تجربة المنتج بنفسه ومشاركة الرأي حوله هي الأهم، ما يخلق قيمة جديدة في السوق، الثقة التي تؤدي إلى ارتفاع المبيعات، كما تستخدم العلامات التجارية المراجعات الحقيقية، والتفاعل مع التعليقات؛ لكي تقترب من الجمهور وتبني مجتمعًا، وليس قاعدة عملاء فقط.

صناعة الجمال تتجاوز 424 مليار دولار في 2024 عالميًا، والسوشيال ميديا مفتاح النمو

الأكثر تنزيلا.. إنستجرام يهز عرش تيك توك متفوقا في تصنيف جديد — **تيك توك وانستجرام**

تحول جذري في سلوك السوق ودور المؤثرين في صناعة الجمال

ما يحدث ليس مجرد تغييرًا في طريقة الدعاية، بل تحول في سلوك السوق بالكامل، وزيادة في معدل الشراء المتكرر بفضل المحتوى الدوري، ونمو الطلب على منتجات معينة خلال وقت قصير جدًا، وتغير في طبيعة المنافسة من جودة المنتج فقط، لجودة الحكاية الذي خلفه.

وأصبح دور المؤثرين مثل موزعين المبيعات المعتمدين لكن بشكل غير مباشر، وينعكس هذا على الاستثمارات في القطاع، وعلى فرص العلامات التجارية الصغيرة لتنتشر، إذا لعبت بذكاء على السوشيال ميديا، كما كشفت دراسة في الهند أن تأثير إعلانات التجميل على السوشيال مرتبط بشكل مباشر بسلوك الشراء، خاصةً للفئة العمرية بين الـ18 والـ30 سنة، والأهم أن إنستجرام هو المنصة الأقوى، وأن التجارب الحقيقية، أكثر إقناعًا من الإعلانات الرسمية.

توقعات المستقبل

والبراندات التي تكسب في المستقبل هي التي ستدرك أن المحتوى الحقيقي هو الملك، وأن المؤثرين هم واجهة العلامة التجارية ليس أداة إعلان، وأن السوشيال ليس أداة تكميلية، بل مركز العمليات التسويقية بالكامل، وأيضًا التوجه تجاه الإنفلونسرز المحليين والمحتوى التفاعلي سيكون هو السر في النجاح، خاصةً في أسواق ناشئة مثل مصر والهند ودول الخليج.

ختامًا، صناعة التجميل ليست مجرد علب ومنتجات، بل أصبحت “تجربة رقمية كاملة”، والفائز اليوم ليس فقط من يقدم أفضل منتج، بل من يروي أفضل قصة، ويصنع علاقة مستمرة وعميقة مع جمهوره، ومن يدرك قوة السوشيال، ويستطيع رفع أرباحة وتوسيع حصته السوقية والإيصال لكل شريحة عمرية بثقة وتأثير حقيقي.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.