نسبة البطالة بين الخريجين الذكور عالميا أعلى من الإناث، ما السبب؟

الأحد، 20 يوليو 2025 10:55 م

سوق العمل

ميرنا البكري

في تطور مقلق ضرب سوق العمل العالمي، أصبح معدل البطالة بين الشباب (الذكور) المتعلمين جامعيًا أعلى من معدل، هذا ليس في دول مثل أمريكا وبريطانيا، لكن يظهر أيضًا في دول أخرى، وجعلت هذه الظاهرة الناس تسأل، هل التعليم الجامعي مازال له قيمة؟ وهل الذكاء الاصطناعي بدأ بالفعل يأخذ مكانه؟.

تعزيز الدمج وتقليل الفجوة في سوق العمل — **البطالة بين الخريجيين**

البطالة ليس على الجميع، الشباب هم الضحية

عند النظر بعمق في بيانات التوظيف الأمريكية، سنجد أن البطالة ارتفعت بالفعل بين الخريجين الجدد، فوفقا لموقع فاينانشال تايمز، وصلت إلى 7% بعدما كانت أقل من 5% في عام واحد فقط، لكن الغريب أن هذه البطالة ليست عامة على كل الخريجين، بل ترتكز في الشباب الذكور.

أي الخريجات في نفس هذه الفترة تقريبًا، لم يحدث لديهم ارتفاع في البطالة، بل بالعكس، معدل البطالة الخاص بهم ثابت أو قل بنسبة بسيطة، وهذا يعني أنه ليس تراجع عام، لكن به تحولات نوعية في فرص التوظيف حسب النوع والقطاع.

هل الذكاء الاصطناعي هو السبب؟

هناك نظرية تقول إن هذا نتيجة صدمة الذكاء الاصطناعي، خاصةً مع انتشاره السريع في مجالات مثل البرمجة وتحليل البيانات، والمنطقي هنا أن خريجي علوم الحاسب الذكور سيكونون أول من يتأثر بهذا التحول.

لكن عند النظر إلى التوظيف في قطاع التكنولوجيا، نجد أن بيانات السوق تعكس أن وظائف البرمجة تحديدًا بدأت تتعافى بقوة في 2024، بعد تراجعها قليلًا بعد طفرة التوظيف التي حدثت بعد كورونا.

أي باختصار، الذكاء الاصطناعي لم يكن السبب الأساسي في بطالة الخريجين الذكور، على الأقل ليس في الوقت الحالي.

سباق في رمال ناعمة، «البطالة المقنعة» تُخيم على سوق العمل بالدول النامية

The Impact of Inflation on Long-Term Financial Planning | Holborn Assets — **البطالة ترتفع بين الشباب الذكور**

سوق العمل أصبح يكافئ من يختار القطاع الصحيح

الذي يظهر بوضوح أن السبب الحقيقي خلف هذه الفجوة بين الشباب والبنات هو اختيار نوعية الوظائف، فعدد كبير من الخريجات بدأوا في دخول قطاعات مثل الرعاية الصحية، وهذا قطاع ينمو سريعا في أمريكا ويستقطب موظفين أكثر كل عام، بسبب زيادة عدد كبار السن واحتياجاتهم.

في عام 2024 فقط، شغل الفتيات حوالي 50 ألف وظيفة جديدة في قطاع الرعاية الصحية، وهو ضعف عدد الوظائف التي شغلها الذكور الخريجين في كل القطاعات مجتمعة.

بمعنى آخر، اتجهت كثير من الفتيات نحو القطاعات التي تتسم بالأمان الوظيفي، والطلب المرتفع، والنمو المستمر بغض النظر عن تقلبات السوق، أما كثير من الشباب، فقد انخرطوا في مجالات أكثر عرضة للتقلبات، أو تعتمد بشكل كبير على موجات تكنولوجية غير مستقرة، مما جعلهم أكثر عرضة لمفاجآت سوق العمل، وواجه بعضهم صدمة بطالة مفاجئة.

هل الإناث في أمان؟

رغم أن الإناث يظهرن بشكل أقوى في السوق، خاصةً في الرعاية الصحية، لكن هذا لا يعني أنهم في أمان دائمًَا
وتقول أبحاث جديدة إن النساء قد يكن أكثر عرضة للتأثر بالذكاء الاصطناعي التوليدي في المستقبل القريب لأنهن يمثلن نسبة كبيرة في وظائف إدارية مكتبية قد يتم أتمتتها؛ ولأنهن يمثلن النسبة الأكبر في صفوف المبتدئين بشركات مثل المحاماة والاستشارات، بينما المناصب العليا للذكور، أي لو الذكاء الاصطناعي بدأ يزيح الوظائف المكتبية، قد يتضرر الإناث على المدى المتوسط، رغم قوتهم الحالية.

ما يحدث في سوق العمل حاليًا رسالة قوية لكل الأجيال الجديدة، العالم تغير، وسوق العمل أصبح أعقد وأسرع من أي وقت مضى، فالذكاء الاصطناعي والتغيرات الديموغرافية ومرونة القطاعات، عوامل تحدد مستقبل أي خريج أكثر من مجرد نوع شهادته.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.