صوت المستهلك 2025، توجهات الغذاء والصحة في الشرق الأوسط

الخميس، 17 يوليو 2025 09:08 م

تحليل سلوك المستهلك

في الوقت الذي يشهد فيه العالم تغيرات عميقة في أنماط الاستهلاك، يكشف تقرير "صوت المستهلك 2025" الصادر حديثًا عن تحولات جذرية في سلوكيات الغذاء والصحة لدى المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا في السعودية والإمارات وقطر ومصر.

ويرسم التقرير الذي يستند إلى آراء أكثر من 2,600 مشارك، صورة واضحة لمرحلة جديدة تتقاطع فيها الاعتبارات الاقتصادية، والاهتمامات الصحية، مع تطور التكنولوجيا، وتحولات القيم الاجتماعية.

اقتصاد الضغوط.. ارتفاع الأسعار أولًا

بحسب التقرير، فإن 49% من المشاركين في الاستطلاع يرون أن تكلفة المعيشة، تمثل التهديد الأكبر الذي قد يؤثر على بلادهم خلال الـ12 شهرًا القادمة، وهو ما يعكس شعورًا عامًا بالقلق من التضخم وارتفاع أسعار الغذاء، وفي ظل هذه الضغوط، يتجه المستهلكون نحو إستراتيجيات ترشيد الإنفاق، وذلك من خلال التخلي عن العلامات التجارية المتميزة، التوجه نحو العروض، والشراء بالجملة.

ورغم أن 57% من المشاركين وصفوا أنفسهم بـ"الآمنين ماليًا"، وهي نسبة تفوق المتوسط العالمي 46%، إلا أن 41% لا يزالون في خانة "الصامدين"، و10% يعانون من انعدام الأمان المالي، ما يشير إلى انقسام طبقي يتعمق في ظل تحديات اقتصادية مستمرة.

خرائط التأثير، كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل أدوات التسويق الإلكتروني؟

المفارقة الاستهلاكية، التوفير والرفاهية في آنٍ واحد

وأبرز ما يلفت الانتباه في التقرير، هو التناقض الظاهري في سلوك المستهلكين، فبينما يتجه الكثيرون نحو التوفير، فإن 53% من المشاركين في المنطقة يطلبون الطعام الجاهز أو التوصيل مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا، مقارنة بنسبة 30% عالميًا، كما أن 40% يتناولون الطعام خارج المنزل من مرة إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، وهو ما يتجاوز المعدل العالمي بمرتين تقريبًا.

وهذا التناقض، يعكس واقعًا اقتصاديًا متنوعًا في المنطقة، حيث يجتمع الاستعداد للإنفاق على الرفاهية الشخصية مع حذر مالي موجه إلى الأساسيات.

الصحة أولًا.. صعود الوعي الصحي والتكنولوجيا

وفي موازاة الحذر المالي، يشهد الوعي الصحي صعودًا قويًا، حيث أبدى 67% من المستهلكين الإقليميين والدوليين قلقهم من الأغذية المصنعة والمبيدات، فيما ظهرت تقنيات جديدة مثل الأدوية الخافضة للوزن من نوع GLP-1، والتطبيقات الذكية، والذكاء الاصطناعي في تخطيط الوجبات، كمؤشرات على تحول نمط الحياة نحو الصحة الرقمية.

بينما هناك 9% من المشاركين في الشرق الأوسط، يستخدمون أدوية التنحيف، وهي نسبة تقارب ضعف المعدل العالمي، و43% مستعدون لتجربتها مستقبلًا.

أقل قلقًا من المناخ ولكن

ورغم استمرار الوعي البيئي، أظهر التقرير تراجعًا في نسبة القلق بشأن تغير المناخ من 83% في 2024 إلى 75% في 2025، ما يشير إلى أن الضغوط الاقتصادية، باتت تزيح القضايا البيئية من سلم الأولويات اليومية، وبحسب التقرير، فإن المستهلك في المنطقة، مهتم أكثر بتوفير نفقاته الشخصية من حماية الكوكب، على الأقل في المدى القصير.

الرسوم الجمركية تربك «التجارة الإلكترونية»، من المسؤول عن تغيير سلوك المستهلك الأمريكي؟

مستقبل الغذاء.. تكامل القطاعات وسوق بقيمة 240 مليار دولار

ويشير التقرير إلى أن النمو المستقبلي لصناعة الغذاء، لن يعتمد فقط على اللاعبين التقليديين، بل سيشمل قطاعات مثل الرعاية الصحية والتكنولوجيا، في ظل تقاطع المصالح وتغير التوقعات، ومن المتوقع أن تصل قيمة قطاع الغذاء والرفاهية في الشرق الأوسط، إلى 240 مليار دولار بحلول عام 2035، مدفوعًا بالتقنيات الذكية ونماذج إنتاج أكثر استدامة.

من يطعم الناس؟

لم يعد السؤال فقط عن ماذا نأكل، بل كيف ومن يطعمنا؟ ومع تصاعد أهمية الغذاء كعنصر مركزي في الصحة والاستدامة والاقتصاد، سيكون على الحكومات والشركات تبني نهج تكاملي، حيث أن الغذاء ليس مجرد منتج، بل منصة لحلول متداخلة تعكس أولويات المجتمعات الحديثة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.