الرُخص الذهبية ودورها في تعزيز تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة

الأربعاء، 16 يوليو 2025 06:43 م

الدكتور رمزي الجرم - خبير اقتصادي

الدكتور رمزي الجرم

تسعي الدولة المصرية خلال الفترة القليلة الماضية نحو زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية والمحلية داخل الاقتصاد المصري ،بعد تَبني اصلاحات اقتصادية ومالية واسعة، كان أبرزها في هذا الخصوص ؛قرارات مارس 2024، الذي تمخض عنها العديد من الإنجازات الاقتصادية والمالية والنقدية على كافة المستويات، كان أهمها القضاء بشكل كامل على السوق السوداء للصرف الأجنبي وزيادة تحويلات العاملين بالخارج لتصل لنحو 26.4 مليار دولار بنهاية مارس الماضي بمعدل 82.7٪، وزيادة قيمة الاحتياطيات الدولية لمصر لدى البنك المركزي المصري لأكثر من 48 مليار دولار، والعودة بمعدلات التضخم عند مستوى أقل من 13٪.

وما ساعد على ذلك، تَبني صانع السياسة العامة بالبلاد؛ بإصدار العديد من الرخص الذهبية للمشروعات الاستثمارية الاستراتيجية، بل التوسع في منح الرخص الذهبية لبعض المشروعات غير الاستراتيجية، طالما كان لها نفع عام يعود على المواطن بشكل مباشر او غير مباشر، كل ذلك، من أجل تحسين مناخ الاستثمار في مصر وتحقيق معدلات نمو مرتفعة وخلق فرص عمل جديدة، تستهدف زيادة الطاقة التصديرية بعد الاكتفاء الذاتي من احتياجات السوق المحلي، مما يوفر موارد اجنبية خارجه من خلال عدم دفع فواتير استيراد باهظة، وفي نفس الوقت جلب موارد دولارية داخلة عن طريق زيادة الطاقة التصديرية، مما يكون في صالح الميزان التجاري.

ومن الجدير بالذكر، ان الرخصة الذهبية، هي عبارة عن موافقة واحدة ، يتم إصدار رخصة مزاولة النشاط من خلال مجلس الوزراء في غضون 20 يوم عمل، متضمنة كافة الإجراءات اللازمة من تراخيص المباني والبيئة تراخيص الحماية المدنية وغيرها من الإجراءات، إذ أطلقت مصر عام 2023 آلية الرخص الذهبية، وكانت تستهدف الف مستثمر خلال عامين، وفي أول يناير 2024 ،تم منح 9 رخص ذهبية لعدد من المشروعات الاستثمارية الاستراتيجية، حتى بلغ عدد الرخص الذهبية 41 رخصة بنهاية عام 2024، وخلال النصف الأول من العام الجاري، قام وزير الاستثمار والتجارة الخارجية بتسليم 6 رخص ذهبية جديدة لعدد من المشروعات الاستثمارية الاستراتيجية، من اهمها: مشروع كوفيكاب ايجيبت لتصنيع الاسلاك الكهربائية على مساحة 30296 مترًا مربعًا بالمنطقة الصناعية بمدينة العاشر من رمضان ، بقيمة استثمارية تقدر بنحو 40 مليون دولار أمريكي، ويستهدف توفير نحو 267 فرصة عمل، فضلًا عن مشروع أبيدوس للطاقة المتجددة، على مساحة 20 كيلو متر مربع بأسوان، بتكلفة استثمارية تقدر بنحو 850 مليون دولار أمريكي، ويستهدف توفير نحو 4000 فرصة عمل.

والحقيقة، أن هذه المشروعات الإستثمارية الاستراتيجية، تأتي في ظل ظرف شديد للغاية، في ظل تعرض الاقتصاد العالمي للمزيد من التوترات الجيوسياسية والنزاعات المسلحة في منطقة الشرق الاوسط، خصوصًا بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية الإيرانية، فضلا عن الضبابية وحالة عدم اليقين في مستقبل الاقتصاد العالمي.

ومما لا شك فيه، ان هذه التطورات النوعية، تلقي بظلالها على الاقتصاد المصري، من خلال تراجع ملحوظ في، تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال الفترة الحالية، وربما ستكون أشد خلال الفترة القليلة القادمة، والذي سيكون له انعكاسات سلبية على تراجع ملحوظ أيضًا في معدلات التبادل التجاري بين كافة الدول، مما سيؤثر بشكل مباشر على التاثير على نتائج المشروعات الاستثمارية الاستراتيجية التي كانت محلًا للرخص الذهبية.

ولا يخفى عن البيان، ان تدشين المشروعات الاستثمارية الإستراتيجية او غيرها، قد يتأثر بالتطورات الحادثة على صعيد الاقتصاد العالمي، ولكن هذا لا يقلل من شأنها عندما لا تحقق المُستهدفات الموضوعة، في ظل المعرفة الكاملة بأسباب ذلك ، والتي تكون لها تأثير على كافة الاقتصادات العالمية بشكل عام دون تمييز.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، بالإضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.