الأربعاء، 16 يوليو 2025

03:29 ص

الدينار الكويتي على القمة.. كيف حافظت العملات العربية على تفوقها العالمي؟

الثلاثاء، 15 يوليو 2025 10:14 م

العملات العربية

العملات العربية

في عالم الاقتصاد الذي يشهد تغيرات مستمرة، قد تكون خريطة أقوى العملات في العالم مفاجئة للكثيرين. 

فليس الدولار الأمريكي وحده هو المهيمن على التعاملات العالمية، بل هناك عملات عربية حافظت على صدارتها لعقود طويلة أمام الدولار.

يتصدر هذه العملات الدينار الكويتي، الذي حافظ على مكانته كـأغلى عملة في العالم منذ السبعينيات وحتى عام 2025. هذا الثبات يعكس قوة اقتصادية فريدة واستراتيجية مالية محكمة لدولة الكويت.

تساؤل مشروع يتبادر إلى الأذهان: ما الذي يجعل عملة دولة صغيرة مثل الكويت، ذات عدد سكان محدود، تتفوق على عملات عريقة وكبرى كاليورو والجنيه الإسترليني والفرنك السويسري؟ وكيف استطاعت دول الخليج الأخرى أن تحجز مكانًا دائمًا في قائمة العملات الأعلى قيمة؟

يكمن السر في عدة عوامل رئيسية.

الدينار الكويتي.. زعامة من ذهب

بسعر صرف يبلغ 3.27 دولار لكل دينار كويتي، تأتي العملة الكويتية في المرتبة الأولى عالميًا من حيث القيمة الاسمية مقابل الدولار. 

ويليها على التوالي الدينار البحريني (2.65 دولار)، ثم الريال العماني (2.60 دولار)، وهي عملات ارتبطت تاريخيًا بتدفقات نفطية هائلة واستقرار مالي طويل الأمد.

يعود هذا التقدم إلى سياسة نقدية حذرة اعتمدها بنك الكويت المركزي منذ عام 1975، حين ربط الدينار بسلة مرجحة من العملات العالمية، تتيح له مرونة نسبية دون الانزلاق في تقلبات عنيفة كما هو الحال في العملات المرتبطة بالدولار بشكل كامل.

وقد أثبتت تجربة الكويت خصوصًا بعد فك الربط المباشر بالدولار في 2007، أن التنويع في سلة العملات أكثر قدرة على حماية القوة الشرائية، خاصة مع تقلب أسعار النفط واهتزاز سعر الدولار في فترات كثيرة.

اقرأ أيضًا:

الصين تحفر قبر الدولار.. اربطوا أحزمة الأمان، صراع القرن يبدأ الآن

قوة العملة لا تساوي قوة الاقتصاد

رغم التقدم الظاهر في ترتيب العملات العربية في سلم الأعلى سعرًا، إلا أن قوة العملة لا تعني بالضرورة قوة الاقتصاد أو نموه. 

فالقيمة الاسمية للعملة تتأثر بعوامل محددة، منها العرض والطلب، والسياسات النقدية، واحتياطات الدولة من العملات الأجنبية، بالإضافة إلى الميزان التجاري.

وعلى سبيل المثال، فإن دول الخليج مثل الكويت والبحرين وعُمان تمتلك فوائض تجارية كبيرة نتيجة صادرات النفط، ما يعزز الطلب على عملاتها، ويقلل الحاجة إلى طباعة مزيد من النقد، وهو ما يحافظ على قوتها.

في المقابل، تتعمد بعض الدول الكبرى مثل الصين إبقاء عملتها ضعيفة نسبيًا لدعم تنافسية صادراتها في الأسواق العالمية، وهي سياسة تُعرف بـ"الإضعاف التنافسي للعملة"، وتختلف جذريًا عن السياسة النقدية الخليجية القائمة على الحفاظ على الاستقرار النقدي لا على التنافسية الصناعية.

الدينار الكويتي

الدينار والجنيه واليورو.. رحلة تبدل الزعامة

المفارقة التاريخية في هذا السياق تكمن في تراجع عملات عريقة، أبرزها الجنيه الإسترليني، الذي كان عام 1955 هو الأغلى عالميًا بقيمة 2.8 دولار للجنيه، قبل أن يتراجع حاليًا إلى نحو 1.34 دولار. 

أما اليورو، العملة التي توحد اقتصاد 19 دولة أوروبية، فيسجل الآن 1.16 دولار فقط، رغم قوة الاتحاد الأوروبي الاقتصادية.

هذا التراجع يرتبط بعدة عوامل، من بينها الأزمات الاقتصادية التي ضربت أوروبا منذ 2008، وتباطؤ النمو، والتغيرات الجيوسياسية كالبريكست والحرب في أوكرانيا، إلى جانب اعتماد البنوك المركزية الأوروبية سياسات نقدية توسعية أدت إلى تخفيض الفائدة بشكل متتالي، ما قلل من جاذبية العملة للمستثمرين.

 

اقرأ أيضًا:

الدولار يرتفع مقابل الين، وينخفض أمام اليورو بعد بيانات مؤشر أسعار المستهلك


الدولار الأمريكي.. القوي الذي لا يهزم

رغم أن الدولار لا يتصدر القائمة الاسمية لأغلى العملات، فإنه يبقى العملة الأقوى تأثيرًا في العالم بلا منازع، فبأكثر من 57% من احتياطيات البنوك المركزية العالمية، وبتحكمه في أكثر من نصف مدفوعات التجارة العالمية.

يحافظ الدولار على مكانته كعملة مرجعية أساسية لنظام النقد العالمي، مستفيدًا من حجم الاقتصاد الأمريكي، وقوة مؤسساته المالية، واستقرار نظامه السياسي النسبي مقارنة بالأسواق الناشئة.

هل تستمر الهيمنة العربية على قائمة العملات الأغلى؟

الواقع يشير إلى أن استمرار تفوق العملات الخليجية مرهون بعدة متغيرات، أهمها:

  • استقرار سوق النفط وأسعاره.
  • الحفاظ على الفائض التجاري.
  • الالتزام بسياسات نقدية منضبطة.
  • تحقيق التنويع الاقتصادي دون الإضرار بتدفقات النقد الأجنبي.

أي اختلال في هذه المعادلات قد يهدد قيمة العملة، لكن حتى الآن، تثبت التجربة الخليجية أن القوة لا تأتي من الحجم الاقتصادي أو السكاني، بل من القدرة على إدارة السيولة، والتحكم في الواردات والصادرات، والحفاظ على استقرار داخلي في زمن التقلبات.

الدولار الأمريكي

خلاصة المشهد

منذ خمسة عقود، حافظت عملات عربية على موقع الصدارة في قائمة الأغلى عالميًا، ليس عبر سياسات تضخمية، بل من خلال مزيج فريد من الانضباط النقدي، والدعم من صادرات الطاقة، ومرونة في إدارة الاحتياطات.

ورغم التغيرات السياسية والاقتصادية التي مر بها العالم، لم تفقد تلك العملات مكانتها، لتبقى مثالًا على أن القوة النقدية ليست حكرًا على الكبار، بل على من يحسن إدارة ما لديه من موارد.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ “أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search