الثلاثاء، 15 يوليو 2025

11:13 ص

المدارس الريفية في الصين.. التمويل وجودة التعليم تحت المجهر

الثلاثاء، 15 يوليو 2025 06:57 ص

المدارس الريفية في الصين

المدارس الريفية في الصين

رغم ما حققته الصين من تقدم اقتصادي هائل خلال العقود الماضية، تظل المدارس الريفية تمثل الحلقة الأضعف في نظام التعليم الصيني. 

التعليم الصيني

وفي ظل اعتماد أكثر من ثلث السكان على هذه المدارس، فإن جودة التعليم في الريف لم تعد مسألة اجتماعية فحسب، بل قضية استراتيجية تؤثر بشكل مباشر على سوق العمل، بل وعلى مستقبل النمو الاقتصادي الصيني ككل.

تشير الأدلة البحثية الحديثة إلى وجود تفاوتات كبيرة في جودة التعليم بين الأقاليم الريفية المختلفة في الصين، وتُظهر الدراسات أن هذه الفروقات في الجودة تنعكس مباشرة على مستويات دخل الأفراد، لا سيما بين أولئك الذين يهاجرون من الريف للعمل في المدن الصناعية. 

هؤلاء يشكلون العمود الفقري للاقتصاد الصناعي الصيني، لكن تعليمهم الأساسي تم في مدارس محلية تعاني أحيانًا من ضعف التمويل وسوء الإدارة.

اقرأ أيضًا:

سباق الصناعات المستقبلية، الصين تواجه الغرب على أرض التكنولوجيا والابتكار

نظام التمويل اللامركزي.. نعمة أم نقمة؟

منذ إقرار "قانون التعليم الإجباري" في عام 1986، أصبحت مسؤولية تمويل التعليم الأساسي في الصين تقع بشكل متدرج على عاتق الحكومات المحلية، بداية من القرى والبلدات، ثم انتقلت إلى الحكومات على مستوى المقاطعات بعد إصلاحات عام 2001. 

ورغم تدخل الحكومة المركزية بوضع معايير دنيا للإنفاق على الطالب الواحد، إلا أن الواقع يختلف كثيرًا من محافظة إلى أخرى حسب الظروف الاقتصادية المحلية.

في محاولة لسد الفجوات، وضعت الحكومة المركزية سياسات تحويل مالي خاصة تدعم المدارس في المناطق الغربية والوسطى الأقل تطورًا. 

فعلى سبيل المثال، تتحمل الحكومة المركزية 80% من الإنفاق الجاري للمدارس في غرب الصين، مقابل 60% في الوسط. أما في الشرق، فالدعم يمنح فقط في حال ضعف القدرة المالية للمقاطعة. 

ومع ذلك، فإن النسبة الأكبر من الإنفاق نحو 70% تخصص للرواتب، ما يجعل نوعية الكوادر التعليمية عاملاً حاسمًا يتأثر مباشرة بالميزانيات المحلية.

التعليم الصيني

الواقع على الأرض.. تفاوت صارخ

تشير المعطيات إلى أن هناك تفاوتًا كبيرًا بين ما تنص عليه القوانين وما يحدث فعليًا على الأرض، فبعض المحافظات الفقيرة غير قادرة على الوفاء بمتطلبات الإنفاق، رغم النص الدستوري الذي يلزم بزيادة التمويل التعليمي بوتيرة أسرع من نمو الإيرادات العامة. 

ويؤدي هذا إلى فجوة في نوعية التعليم المقدم بين المناطق الريفية الغنية والفقيرة، ما ينعكس لاحقًا على فرص الطلاب في الالتحاق بوظائف جيدة أو استكمال التعليم العالي.

اقرأ أيضًا:

«هانغتشو» وادي السيليكون الصيني، مدينة الـ6 نمور تتحول لقلب التكنولوجيا

الرسالة الأعمق.. التعليم الريفي ركيزة للنمو الصناعي

ربما تكون أكثر الرسائل وضوحًا من هذه الدراسات هي أن التعليم الريفي لا يجب أن يُنظر إليه كخدمة اجتماعية هامشية، بل كاستثمار طويل الأمد في القوى العاملة الوطنية. 

فالمهاجرون من الريف إلى المدن الصناعية هم من يساهمون بشكل مباشر في دعم الصناعة الصينية، ومن ثم فإن ضعف تعليمهم يعني ضعفًا في الإنتاجية وابتعادًا عن الابتكار.

لذلك، فإن تحسين جودة التعليم في المدارس الريفية، من خلال زيادة التمويل الفعلي، ورفع كفاءة المعلمين، وتحقيق عدالة في توزيع الموارد بين المناطق، يمثل ضرورة استراتيجية لا تقل أهمية عن تطوير البنية التحتية أو جذب الاستثمارات الأجنبية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search