الإثنين، 14 يوليو 2025

07:22 م

سباق الصناعات المستقبلية، الصين تواجه الغرب على أرض التكنولوجيا والابتكار

الإثنين، 14 يوليو 2025 01:18 م

الصين

الصين

تحليل/ ميرنا البكري

لم تعد الصين "مصنع العالم" فقط، بل تسعى لتكون "مُختبر العالم"، وعينها على الريادة التكنولوجية، وليس بعد سنوات بل من الآن.

ففي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة ودول أوروبا، حماية تفوقهم التكنولوجي، قررت الصين المراهنة على المستقبل كله، والاستثمار في صناعات مازالت في مراحلها الأولى، لكن إذا نجحت في هذا الرهان، فستقلب الموازين على الجميع.

التكنولوجيا الحيوية وريادة الأعمال: عندما يجتمع الابتكار مع الرعاية الصحية  - Aumet
التكنولوجيا الحيوية

كيف تبني بكين إمبراطوريتها عبر الصناعات المستقبلية؟

استخدم الرئيس شي جين بينحج أول مرة هذا المصطلح (صناعات المستقبل) في 2020، وكان المقصود بالصناعات المستقبلية، الصناعات التي ما تزال تقنياتها في بداياتها، لكن لديها قدرة تغير العالم بالكامل.

هذه الصناعات ليست مجرد اختراعات، بل قلب خطة الصين الاقتصادية الجديدة، والتي تأتي لتنقل الاقتصاد من التقليد والكمية، للابتكار والجودة.

أهم المجالات التي تركز الحكومة عليها

الذكاء المستلهم من المخ، تكنولوجيا الكم، الجينات والتكنولوجيا الحيوية، الطاقة الهيدروجينية وتخزينها، الشبكات المستقبلية، أعماق البحار والفضاء، والروبوتات البشرية.

 من التقليد للريادة، الصين تغير موديل النمو

في الخطة الخمسية 2021-2025، أعلنت الصين صراحةً أنها تريد نموذج اقتصادي جديد مبني على الابتكار، يقلل الاعتماد على التكنولوجيا الغربية، وهذا يعني ببساطة بدلًا من استيراد الرقائق والمعالجات والدواء، ننتجه داخل البلاد ونصدره أيضًا.

والنتيجة، تمتلك الصين حاليًا 56% من شركات الروبوتات البشرية المدرجة عالميًا، و45% من الذين يعملون على دمج أنظمة الروبوتات، هذا ليس تطور فقط، بل محاولة لقيادة سباق التكنولوجيا العالمي.

 هانجتشو، وادي السيليكون الصيني

مدينة هانجتشو، التي كانت معروفة على أنها مقر "علي بابا"، أصبحت الآن مركز لصناعات المستقبل، من شركات ذكاء اصطناعي مثل DeepSeek، لشركات روبوتات مثل Unitree وDeep Robotics، حتى BrainCo التي فكرتها مستلهمة من Neuralink الخاصة إيلون ماسك

وليس ذلك فقط، هناك شركات ألعاب مثل Game Science التي تطور Black Myth: Wukong،  أصبحت تمثل "قوة ناعمة" تكنولوجية تنافس الغرب في مجالات الإبداع.

هل تكتسح الصين صناعة الروبوتات البشرية كما فعلت مع السيارات الكهربائية؟ |  تكنوفيرس
الروبوتات البشرية

 التكنولوجيا الحيوية، الصين تخترق الممنوع

في قطاع مثل العلاج بالخلايا التائية (CAR-T)، وصلت الصين  في مارس 2025 لـ 5 علاجات معتمدة، مما يضعها في ترتيب ثاني دولة في العالم بعد أمريكا.

أصبحت شركة WuXi AppTec حديث الكونجرس الأمريكي، ويعتبروها "هواوي المجال الطبي"، مما يعكس الخوف الغربي من تفوق الصين ليس في الإلكترونيات فقط، لكن أيضًا في القطاعات الحيوية والإنسانية.

 دعم حكومي مفتوح، وسباق على العقول

لا تترك الحكومة الصينية الشركات بمفردها، بل هناك تمويل، وبورصات مخصوص للتكنولوجيا، وأدوات تمويل جديدة مثل سندات الابتكار، وتمويلات بالبلوك تشين، وأيضًا برامج لتحديد التحديات التكنولوجية الكبرى لكي يتسابق العلماء والشركات في حلها.

تكمن المشكلة في نقص الكفاءات، وتواجهها بعض الشركات بعرض رواتب 4 أضعاف المتوسط القومي لتجذب أفضل العقول، مما يخلق بيئة منافسة قوية وجاذبة للمواهب من العالم بأكمله.

يعتبر نجاح الصين في الصناعات المستقبلية تغييير في موازين القوة العالمية، وإذا سيطرت على الذكاء الاصطناعي، والكم، والبيوتكنولوجي، ستصبح ليس "مصدر لا غنى عنه"، لكن أيضًا ستجعل الغرب في موضع دفاع.

وذلك يتضح من من تحركات أمريكا التي تحاول تحاصر الشركات الصينية، كما حدث مع TikTok، وهواوي، والىن مع WuXi AppTec.

اقرأ أيضًا: 

«هانغتشو» وادي السيليكون الصيني، مدينة الـ6 نمور تتحول لقلب التكنولوجيا

ارتفاع أسعار المستهلكين في «الصين» لأول مرة منذ ‭ 5‬‭ ‬أشهر

هانغتشو» وادي السيليكون الصيني، مدينة الـ6 نمور تتحول لقلب التكنولوجيا -  إيجي إن
مدينة هانجتشو

توقعات، ما القادم؟

1. مزيد من التصعيد الأمريكي ضد شركات التكنولوجيا الصينية، خاصةً في الصناعات الحيوية.

2. منافسة أشد على الكفاءات بين الصين والغرب، تحديدًا في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

3. توسع استثمارات الصين في الأسواق الناشئة التي قد تكون شريك في تطوير الصناعات المستقبلية، بدلًا من الاقتصار على الأسواق الغربية.

4. تحول الصين من "تابع تقني" إلى "مُصدر للتكنولوجيا" بشكل كامل في مجالات كتير مع نهاية 2025.

ختامًا، الصين لا تنظر إلى المستقبل فحسب، بل تسير تجاهه بخطوات سريعة. كما تسعى  العالم لتكون "مُخترع العالم".
الرهان كبير، والمخاطرة موجودة، لكن إذا كسبت الصين في سباق الصناعات المستقبلية، فالعالم كله يتغير، ليس في الصناعة فقط، لكن في التكنولوجيا، والدواء، وحتى الإبداع.

المنافسة مازالت  في بدايتها، لكن ما يبدو واضحًا هو أن من سيفوز في سباق المستقبل، لن يكتفي بتصدير المنتجات، بل سيُصدّر شكل الحياة ذاته.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search