الخميس، 17 يوليو 2025

09:31 ص

قمة بيتسبرج، عندما يتقاطع الذكاء الاصطناعي مع الطاقة في سباق الهيمنة العالمية

الثلاثاء، 15 يوليو 2025 06:27 م

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

تحليل/ كريم قنديل

في قلب مدينة بيتسبرغ، حيث اجتمع عمالقة التكنولوجيا والطاقة في قمة استثنائية نظمتها جامعة كارنيجي ميلون، بدأ يتبلور مشهد اقتصادي جديد تُعيد فيه الولايات المتحدة رسم خريطة أولوياتها نحو سباق عالمي للهيمنة على الذكاء الاصطناعي، مدفوعًا باستثمارات ضخمة ومواقف سياسية جريئة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

دونالد ترامب 

تأتي هذه القمة في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة، ومعها العالم، تحولات جذرية في مصادر الطلب على الطاقة، ليس من المصانع التقليدية أو شبكات النقل، بل من مراكز بيانات عملاقة تنمو كالفطر في أرجاء البلاد لتخدم ثورة الذكاء الاصطناعي. 


هذه المراكز، التي تمثل العمود الفقري لعصر الحوسبة المتقدمة، تحتاج إلى طاقة بمعدلات غير مسبوقة، الأمر الذي دفع شركات مثل مايكروسوفت وألفابت وميتا للدخول في شراكات غير تقليدية مع شركات طاقة، وحتى التفكير في إحياء محطات نووية مغلقة.

70 مليار دولار... عنوان مرحلة جديدة

إعلان ترامب عن استثمارات تتجاوز 70 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي والطاقة ليس مجرد رقم طموح، بل رسالة صريحة للصين، الخصم الاقتصادي الأول، بأن السباق نحو قمة الذكاء الاصطناعي لن يُحسم إلا عبر التحكم في أدواته الأساسية التكنولوجيا والطاقة.

هذا التداخل بين القطاعين بات محورًا رئيسيًا في السياسة الاقتصادية الأمريكية الجديدة، حيث لم تعد الطاقة هدفًا مستقلًا بل أداة استراتيجية لخدمة الذكاء الاصطناعي، الذي يرى فيه ترامب فرصة لإعادة أميركا إلى مركز القيادة العالمية.

ولعل توقيت الإعلان، الذي قد يتزامن مع يوم "العمل من أجل الذكاء الاصطناعي" في 23 يوليو، يكشف حجم الزخم السياسي والإعلامي الذي ترغب الإدارة الأمريكية في ضخه خلف هذه الاستراتيجية.

الذكاء الاصطناعي

فجوة الطاقة والتشريعات.. معضلتان تهددان الطموح

لكن الواقع ليس ورديًا تمامًا، فبينما تطمح أميركا إلى قيادة العالم في الذكاء الاصطناعي، تواجه تحديات هيكلية على الأرض، من أبرزها البنية التحتية الطاقية المتهالكة، والبيروقراطية المتشابكة المرتبطة بالحصول على تصاريح بناء مراكز البيانات أو ربط مشروعات الطاقة بالشبكة الوطنية.

الإدارة الأميركية تسعى لتجاوز هذه العقبات عبر قرارات تنفيذية، أبرزها تسريع ربط المشاريع بالشبكة، وإتاحة أراضي فيدرالية لبناء مراكز بيانات.

أقرأ أيضًا:

حوكمة الذكاء الاصطناعي، مفتاح حماية المستقبل وسط ثورة تقنية غير مسبوقة

«شريان الحياة» في خطر, الذكاء الاصطناعي يهدد إمدادات الحياة

إلا أن الخبراء، مثل مايك سومرز رئيس معهد البترول الأميركي، يحذرون من أن الحلول المؤقتة ليست كافية، ويطالبون بإصلاح تشريعي دائم عبر الكونجرس.

الصين في الخلفية.. والرهان على التفوق النوعي

في الخلفية، تقف الصين كمنافس شرس لا يقل طموحًا، لكنها تعتمد نموذجًا مختلفًا، أكثر مركزية وأسرع في التنفيذ، ما يمنحها مرونة كبيرة في إطلاق المشاريع العملاقة بدون القيود التشريعية المعقدة.

وهنا تراهن الولايات المتحدة على تفوقها النوعي أي التفوق في جودة الأبحاث، في قوة التحالفات مع القطاع الخاص، وفي توجيه الابتكار لخدمة أغراض اقتصادية واستراتيجية.

دونالد ترامب

ويبدو أن ترامب يدرك تمامًا أن هذا التفوق لن يتحقق إلا إذا ضُمنت الطاقة كعنصر أساسي في المعادلة، وهذا ما يفسر محاولات إدماج شركات النفط والغاز والطاقة النووية في هذا السباق، بل وإعادة تأهيل مشاريع كانت ميتة سريريًا، مثل محطة "ثري مايل آيلاند" النووية.

ما وراء بيتسبرغ

قمة بيتسبرغ ليست مجرد اجتماع اقتصادي، بل هي انعكاس لتحول أمريكي كبير في فهم طبيعة الصراع العالمي الجديد.

لم يعد الصراع على الموارد أو الأسواق فحسب، بل على من يمتلك الخوارزميات التي تدير تلك الموارد، ومن يملك الطاقة التي تغذي تلك الخوارزميات.

بهذا المعنى، فإن ما جرى في بيتسبرغ ليس خطوة عابرة، بل افتتاح فصل جديد في كتاب الهيمنة الاقتصادية العالمية، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي وقود المستقبل، وتصبح الطاقة قاطرة السباق نحوه.

أما السؤال الأهم فهو: هل تملك الولايات المتحدة البنية والجرأة الكافية للوصول إلى خط النهاية أولًا؟

الذكاء الاصطناعي

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ “أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search