الثلاثاء، 15 يوليو 2025

04:12 م

«شريان الحياة» في خطر, الذكاء الاصطناعي يهدد إمدادات الحياة

الثلاثاء، 15 يوليو 2025 06:56 ص

الذكاء الاصطناعي والماء

الذكاء الاصطناعي والماء

مع تصاعد نجم الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، بدأت تتكشف جوانب جديدة من التكلفة البيئية لهذا النمو المتسارع، أبرزها التأثير المحتمل على إمدادات المياه العذبة، والتي تعاني أصلاً من شح متزايد بفعل تغير المناخ وتزايد الطلب السكاني والصناعي.

التكنولوجيا المائية

 

تكلفة خفية.. الذكاء الاصطناعي متعطش للماء

في قلب هذه التقنية، تكمن مراكز البيانات الضخمة، التي تعتمد على الماء وبكميات كبيرة لتبريد خوادمها، فبينما تبدو الإجابة على استفسار في تشات جي بي تي كعملية بسيطة، إلا أن العملية الحسابية المعقدة خلف الكواليس تتطلب تبريدًا مستمرًا، وتشير تقديرات أكاديمية إلى أن 10 إلى 50 استجابة على نموذج GPT-3 يمكن أن تستهلك نحو نصف لتر من الماء.

مع أكثر من مليار استفسار يوميًا على المنصة وحدها، يبرز سؤال اقتصادي محوري، هل الفائدة الاقتصادية المرجوة من الذكاء الاصطناعي تبرر استنزاف مورد حيوي مثل المياه؟

أزمة موارد في الأفق؟

من المتوقع أن يستهلك قطاع الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2027 ما بين أربعة إلى ستة أضعاف كمية المياه التي تستهلكها الدنمارك سنويًا، وفي وقت يُعاني فيه أكثر من نصف سكان العالم من مشاكل في الحصول على المياه، تثير هذه التوقعات قلقًا جديًا بشأن استدامة هذا النمو التقني.

اقرأ أيضًا:

«أكوا باور» ترفع رأسمالها بـ7.1 مليار ريال للتوسع في مشاريع الطاقة والمياه

 

الاقتصاد السياسي لبناء مراكز البيانات

ما يزيد من تعقيد المعادلة، هو تمركز مراكز البيانات في مناطق جافة ومعرضة للإجهاد المائي، مثل أريزونا وتشيلي وأجزاء من إسبانيا. 

تفضل الشركات هذه المواقع لعدة أسباب اقتصادية وتنظيمية، مثل توافر الأراضي الرخيصة، الطاقة المتجددة، والضرائب المنخفضة. 

إلا أن الكلفة البيئية لا تُحسب بنفس المعايير، ما أدى إلى احتجاجات محلية ودعوات لإعادة النظر في هذه السياسات الاستثمارية.

الذكاء الاصطناعي والماء

الكفاءة والشفافية.. هل تفي الشركات بوعودها؟

تتسابق شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل ومايكروسوفت وأمازون وميتا نحو تحقيق أهداف الحياد المائي بحلول عام 2030، أي إعادة توفير كمية من المياه تفوق ما تستهلكه. 

ومع أن بعضها، مثل أمازون، يقول إنه قطع شوطاً كبيراً نحو الهدف، فإن التحليل البيئي يشير إلى أن الطريق ما يزال طويلاً، ويعتمد بشكل كبير على مشاريع تعويض بيئية، لا على خفض الاستهلاك الفعلي.

اقرأ أيضًا:

تحلية مياه البحر.. مهمة نووية تطلع مصر إلى تنفيذها

فرص وتحديات اقتصادية

من ناحية أخرى، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال تحسين كفاءة استخدام المياه والطاقة في قطاعات مثل الزراعة والنقل. 

غير أن هذا لا يعفي القطاع من مساءلة اقتصادية بيئية صارمة، فالاستخدام المتزايد يؤدي إلى حلقة مفرغة، كلما زادت الكفاءة، زاد الاستخدام، وبالتالي ارتفع الضغط على الموارد.

الذكاء الاصطناعي والماء

خلاصة اقتصادية

التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي يقدم قيمة اقتصادية لا شك فيها، لكن التحدي الحقيقي يكمن في إدماج الاعتبارات البيئية ضمن النموذج الاقتصادي. 

في ظل غياب تقارير موحدة وشفافة عن استهلاك المياه، يصعب تقييم حجم التأثير بدقة، وبالتالي رسم سياسات تنظيمية فعالة.

وفي الوقت الذي تُواصل فيه شركات التكنولوجيا سباقها نحو بناء نماذج أكثر ذكاءً وقوة، يبقى السؤال الحاسم، هل يمكن تحقيق ذكاء اصطناعي أكثر خُضرة، دون أن يدفع العالم ثمناً باهظاً من موارده الحيوية؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search