الجمعة، 11 يوليو 2025

10:25 م

الذكاء الاصطناعي يعيد تنظيم بيئة العمل بعد الإجازة

الجمعة، 11 يوليو 2025 02:40 م

الذكاء الاصطناعي والإجازة

الذكاء الاصطناعي والإجازة

في مشهد يتغير بوتيرة متسارعة، تدخل العودة من الإجازات مرحلة جديدة مع تزايد اعتماد الموظفين على أدوات الذكاء الاصطناعي، لتجاوز التحدي المزمن من مهام تراكم المهام والرسائل. 

العمل والإجازة

فمع نمو ثقافة العمل المتواصل، والتوسع في نماذج العمل عن بُعد، لم تعد الإجازة بمعناها التقليدي ممكنة من دون ضريبة لاحقة من الإرهاق الإداري والتأخير الإنتاجي، لكن الذكاء الاصطناعي، حسب أحدث الاتجاهات، يُعيد رسم هذه المعادلة.

أدوات تلعب دور المساعد الخفي

تجربة ليندسي سكرايس، مسؤولة العمليات في شركة "شيكر"، تمثل نموذجًا واقعيًا لهذا التحول، فخلال عطلتها إلى اليابان، تولت أدوات الذكاء الاصطناعي مسؤولية تلخيص الاجتماعات والمكالمات، مما مكنها من اللحاق بالعمل خلال دقائق فقط، بدلاً من أيام من المراجعة المتعبة. 

تجربة مشابهة عاشتها إيرين ديشيزاري من "إيزي كايتر"، التي عادت من إجازة امتدت لستة أسابيع إلى ملخص مركز من صفحة واحدة، يحتوي على أهم القرارات وتحليل لانطباعات فريقها.

هذه التطبيقات، مثل "كوبايلوت" من مايكروسوفت، "جيميناي" من جوجل، و"روفو" من أتلاسيان، بدأت تحجز مكانًا في يوميات الموظفين، لا فقط كأدوات تحليل، بل كمساعدات رقمية تزيل عنهم عبء المتابعة اليدوية، وتفتح المجال لإجازة حقيقية دون الشعور بالذنب أو القلق.

العمل والإجازة

اقتصاديات الإنتاجية.. سوق يتسارع

بلغت قيمة سوق أدوات الذكاء الاصطناعي المعززة للإنتاجية نحو 9 مليارات دولار في 2023، ويتوقع أن تتجاوز 36 مليار دولار بحلول 2030. 

هذا النمو يعكس وعيًا متزايدًا بين الشركات بأن توفير تجربة عودة سلسة للموظف بعد الإجازة لا يعزز الراحة فقط، بل يرفع الكفاءة التشغيلية ويقلص الهدر في الوقت.

ومن زاوية تكلفة الفرصة، فإن تمكين موظف من اللحاق بمهامه خلال 10 دقائق بدلاً من يومين، يعني توفير عشرات الساعات سنويًا لكل موظف في مؤسسة تضم الآلاف، يصبح الأثر الاقتصادي تراكميًا ومباشرًا.

اقرأ أيضًا:

تعرف على الإجازات الرسمية المتبقية في العام الحالي 2025

 

تحديات التبني.. خصوصية وثقة

ورغم المزايا الواضحة، ما تزال مستويات تبني أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل محدودة، 16% فقط من الموظفين الأمريكيين يستخدمونها، والعقبة الأبرز هى مخاوف الخصوصية.

فالموظفون في أقسام حساسة كالموارد البشرية أو الشؤون القانونية لا يرحبون بسهولة بمنح أدوات الذكاء الاصطناعي صلاحيات الاطلاع على المراسلات أو الوثائق. 

هذا فضلاً عن أن كثيرًا من المحادثات المهمة تتم خارج القنوات الرسمية في ممرات المكاتب أو محادثات جانبية وهو ما يصعب على الخوارزميات رصده أو تحليله.

العودة للعمل

إعادة تشكيل ثقافة العمل

الأثر الأعمق لهذه الأدوات لا يتمثل فقط في التوفير الزمني، بل في إعادة صياغة العلاقة بين الموظف وعطلاته، فمع تقليص القلق المرتبط بالغياب، تتراجع ظاهرة "الإجازة المزيفة" حيث يظل الموظف متصلاً جزئيًا بالعمل. 

ومن هذا المنطلق، تتحول الإجازة إلى مساحة حقيقية للتجديد، ما ينعكس على المدى الطويل في رفع الرضا الوظيفي وتقليل الإرهاق النفسي.

الأمر لا يقتصر على العمل، بل يمتد للحياة الشخصية، فالذكاء الاصطناعي الذي ساعد سكرايس على تنظيم اجتماعاتها، هو نفسه الذي ساعدها في حجز مقعد بإطلالة مميزة على جبل فوجي في إشارة إلى دخول هذه الأدوات إلى النسيج اليومي للإنسان العصري.

في زمن تتقلص فيه الحدود بين العمل والحياة، يقدم الذكاء الاصطناعي فرصة نادرة لاستعادة التوازن، ومع استمرار تحسن قدراته التقنية وتجاوز تحديات الخصوصية، قد تتحول هذه الأدوات من كماليات تقنية إلى ضرورات إدارية تُعيد تعريف تجربة العودة من الإجازة، لا كعبء ثقيل، بل كنقطة انطلاقة جديدة نحو إنتاجية مدروسة وفعالة.

اقرأ أيضًا:

مواعيد ما تبقى من إجازات رسمية في 2025 (إنفوجراف)

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search