الخميس، 10 يوليو 2025

03:47 م

تأجيل الرسوم الجمركية حتى أغسطس، هل مناورة ترامب يجب أن تثير قلقك؟

الخميس، 10 يوليو 2025 10:31 ص

رسوم ترامب الجمركية

رسوم ترامب الجمركية

في خطوة فاجأت الأسواق وخلطت أوراق المفاوضين، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل فرض حزمة جديدة من الرسوم الجمركية حتى الأول من أغسطس، بعد أن كان من المقرر دخولها حيز التنفيذ في التاسع من يوليو. 

ترامب 

ورغم أن هذا التأجيل يمنح شركاء الولايات المتحدة مهلة إضافية للتفاوض، إلا أنه يعمق الغموض الذي يخيم على مستقبل الاقتصاد الأمريكي والعالمي معًا.

التعرفات تعود للقفص لكن ما زالت في الأذهان

تأجيل تنفيذ الرسوم لا يعني انتهاء التهديدات التجارية، فالتاريخ أثبت أن سياسات ترامب الحمائية لا تتبع نمطًا يمكن التنبؤ به. 

وبينما يستبشر البعض بهذا التراجع المؤقت، يحذر اقتصاديون من أن الهدوء الحالي خادع، كما وصفه وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، محذرًا من أن التضخم لم "ينبح" بعد، لكنه قد يفعل في أي لحظة.

اقرأ أيضًا:

«دونالد ترامب» يفرض رسومًا جمركية بنسبة 50% على النحاس

الرسوم الجمركية.. ضرائب مقنعة يدفعها المستهلك

لا تخطئ الرسوم الجمركية طريقها إلى جيب المواطن، فهي في جوهرها ضرائب على الواردات، تنعكس على شكل أسعار أعلى للسلع المستهلكة يوميًا. 

وتشير بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن نصف واردات أمريكا تقريبًا هي سلع وسيطة تدخل في الصناعة المحلية، ما يعني أن الضرر لا يتوقف عند رفوف المتاجر، بل يمتد إلى المصانع وخطوط الإنتاج والوظائف.

إن تأثير الرسوم لا يُعالج بسهولة، وأن الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد الأمريكي لا تملك السيولة الكافية لامتصاص صدمات مفاجئة من رسوم تصل إلى 30%.

رسوم ترامب الجمركية

خسائر تاريخية مكررة

ما يحدث اليوم ليس سوى تكرار لدراما جمركية سابقة، ففي ولايته الأولى، فرض ترامب رسومًا شملت واردات بقيمة 283 مليار دولار، وكانت النتيجة خسائر ملموسة على المستهلكين، وفقًا لدراسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، ومع تطبيق التمرير الكامل، انتقلت الكلفة الإضافية للرسوم بالكامل إلى المستهلك الأمريكي.

منذ انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في 2001، انخفضت أسعار العديد من السلع بفضل حرية التجارة، ولكن الرسوم الجديدة تهدد بتقويض هذه المكاسب، خصوصًا في بيئة اقتصادية تعاني بالفعل من تضخم مقلق وتباطؤ في نمو الأجور.

اقرأ أيضًا:

بسبب بريكس.. ترامب يفرض رسوم جمركية 50% على البرازيل

 

الاقتصاد في دائرة الخطر

دراسات متعددة، بما فيها دراسة لصندوق النقد الدولي شملت بيانات من 151 دولة، أثبتت أن الرسوم الجمركية تؤدي إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي، ويرجع السبب لارتفاع تكلفة الإنتاج، وتراجع التخصص والكفاءة، وضعف القدرة التنافسية للقطاعات المعتمدة على سلاسل توريد عالمية.

إن الرسوم الجمركية المتبعة من قبل ترامب أثرها وخيم، ولذلك حين ترتفع كلفة الرقائق الإلكترونية المستوردة، فإن المصنع الأمريكي يُنتج أقل، ويوظف أقل، ويُسهم أقل في الاقتصاد.

رسوم ترامب الجمركية

ضبابية السياسات تحاصر الاستثمار

الضرر لا يقتصر على التكاليف المباشرة، بل يمتد إلى الأفق الاستثماري، حيث أظهرت استطلاعات الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة أن نية الشركات الصغيرة في الاستثمار الرأسمالي انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ بداية جائحة كوفيد، والسبب في ذلك هو التردد في ظل سياسات تجارية غير مستقرة، وغياب رؤية واضحة حول مستقبل الضرائب على الواردات.

الوظائف في مهب الريح

مفارقة الرسوم الجمركية أنها غالبًا ما تأتي باسم حماية الوظائف، لكنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية، وكما وجدت دراسة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن الرسوم التي فرضها ترامب في 2018 و2019 أدت إلى خسائر في الوظائف الصناعية، بعد أن رفعت تكلفة المواد الخام وأدت إلى ردود فعل انتقامية من شركاء تجاريين.

الصناعات التي تعتمد على واردات كالفولاذ، مثل صناعة السيارات، توظف أضعاف ما توظفه صناعة الفولاذ نفسها، وعندما تُفرض رسوم على المادة الخام، تكون النتيجة خسائر أوسع من المكاسب المحدودة المتوقعة في القطاعات المحمية.

اقرأ أيضًا:

صناعة الموضة في مهب الريح بسبب الرسوم الجمركية.. كيف ذلك؟

حرية التجارة رغم عيوبها فهى الأفضل اقتصاديًا

رغم الآثار الجانبية للتجارة الحرة، يرى معظم الاقتصاديين أنها لا تزال الخيار الأفضل، فهي تزيد من الخيارات أمام المستهلك، وتخفض الأسعار، وتحفز التخصص والإنتاجية. 

لكن هذا لا ينفي الحاجة إلى تحول عادل، يضمن ألا يترك العمال الذين تضرروا من العولمة في العراء دون عمل تغطيهم غطاء البطالة، بل يُعاد تأهيلهم للقطاعات الواعدة.

من جهة أخرى، كشفت جائحة كورونا أن الاعتماد الكامل على سلاسل التوريد العالمية ينطوي على مخاطر، لكن الخبراء يؤكدون أن الحل لا يكمن في رسوم عقابية، بل في تنويع المصادر وبناء قدرات محلية بطريقة ذكية ومدروسة.

رسوم ترامب 

التأجيل ليس حلاً

تأجيل الرسوم قد يمنح الوقت للمفاوضات، لكنه لا يبدد الخطر، فكل تأخير يعمق الشكوك ويغذي الضبابية التي تشل الأسواق، ومع اقتراب أغسطس، يقف العالم أمام مفترق طرق، إما العودة إلى مسار التفاهم التجاري، أو الدخول في جولة جديدة من التصعيد المكلف.

وفي عالم مترابط، ما يقرره ترامب في واشنطن لا يبقى هناك، الرسوم التي يؤجلها اليوم، قد تصبح الأزمة العالمية القادمة غدًا.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search